نورية العوضي: الشهادات الوهمية خطر أعظم يهدم أركان التنمية

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المتحدثون في المؤتمر الثالث للشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي أهمية الشراكة الفعالة بين الهيئات الوطنية لضمان الجودة، ومؤسسات التعليم العالي من ناحية، والحكومات من ناحية أخرى بغية الدفع بعجلة التعليم العالي النوعي وتأصيل آلياته، وأهمها على الإطلاق إجراء المقايسات الاعتمادية على مستوى البرامج الأكاديمية وعموم المؤسسة التعليمية. وقالت رئيسة اللجنة العليا للمؤتمر الدكتورة نورية العوضي، في افتتاح المؤتمر الذي نظم تحت عنوان «التعليم النوعي في القرن الواحد والعشرين» ونظمه الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم في الكويت، أمس في فندق الريجنسي، قالت إن المؤتمر نجح في استقطاب نخبة من المتحدثين الرئيسيين المشهود لهم بالخبرة العميقة في مجال فاعلية أداء هيئات ضمان جودة التعليم والاعتماد الاكاديمي وتحسين منظومة التعليم العالي، كما نجح في أن يجمع كوكبة من المشاركين الأكاديميين، من الخارج والداخل، ممن سيقدمون أوراقاً علمية قيّمة حول موضوع المؤتمر.ولفتت العوضي، في افتتاح المؤتمر، الى إن عالم الجودة في مجال التعليم ما بعد الثانوي بات عالماً يخضع لمعايير عالمية، وأن الشهادات الهشة ستعصف بالتنمية، أما الوهمية فهو الخطر الأعظم الذي سيهدم أركان التنمية، وما الدائرة المستديرة الذي يقيمه المؤتمر حول «الاستراتيجيات والممارسات افعالة في مكافحة تفشي الشهادات الهشة والوهمية» إلا دليل ساطع على إيمان الشبكة العربية والجهاز الوطني بمنطق التحرك المسؤول، وأنه قد حان الوقت أن نتحاور صراحة في مؤتمر علمي حول ما يجب أن نقوم به بالفعل لا بالتمني، إزاء أحد أخطر بُعْد من أبعاد الفساد أو «التدهور» الأكاديمي. وأضافت «أقام المؤتمر أربع ورش تدريبية تفاعلية استهدفت المعنيين بقضايا الجودة والاعتماد الأكاديمي، وسعت إلى تدريب كوادر بشرية في مجال إعداد جوانب من تقرير التقييم الذاتي لمؤسسات التعليم العالي، والارتقاء بجدوى عمليات التَعليم والتَعلّم على المستوى الجامعي، والتوعية بدور الإطار الوطني للمؤهلات في تحسين النظم التعليمية. واستقطبت الورش الأربع أكثر من مئة وخمسين متدرباً من جنسيات ودول مختلفة. وأشارت الى ان جلسات المؤتمر الست ترمي إلى مشاركة الخبرات المهنية في مجال تطبيق الممارسات الحسنة وتأصيل الأسس الجديدة التي يقوم عليها التعليم العالي النوعي. وفي الكويت أصبح منذ عام 2010 قضية جودة التعليم العالي أولوية وطنية. إذ صدر في هذا العام المرسوم الأميري 417 /2010 الذي أَرْسى إنشاء الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي، وضمان جودة التعليم، تفعيلًا لآليات الرقابة على مستوى التعليم العالي، واعطاء مقومات التعليم النوعي الدعمَ المُطلق». بدوره، قال رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي الدكتور بدر الدين ابو العلا «يأتي مؤتمرنا هذا وسط تحولات يشهدها العالم العربي تتطلب تضافر الجهود لكي تحقق دولنا العربية ما تصبو إليه من تطور يعتمد بالدرجة الأولى على العنصر البشري للأجيال الحالية والقادمة».وأضاف أبوالعلا ان زيادة عدد السكان في العالم العربي يمثل تحدياً كبيراً أمام الحكومات العربية لتوفير فرص التعليم العالي، إما من خلال إنشاء جامعات جديدة ومعظمها جامعات تتبع القطاع الخاص وتهدف إلى الربح، وقد قارب عددها حالياً حوالي 950 جامعة، أو من خلال تطبيق نظم تعليم غير تقليدية كالتعليم الإلكتروني والجامعات المفتوحة، وهذه التوجهات لها انعكاسات مباشرة على جودة العملية التعليمية وجودة مخرجاتها، وقدرتها على مواكبة التحديات المعاصرة من زيادة الاعتماد على التقنيات والابتكار وتوجه الدول لتبني الاقتصاد القائم على المعرفة.وأشار الى انه على رغم ما حققته الشبكة من إنجازات بإمكاناتها المحدودة نسبياً، إلا أن أمامنا العديد من التحديات التي تتطلب تضافر جهودنا بالعمل المشترك وإن اختيارنا لعنوان مؤتمرنا الثالث عن تحقيق الفاعلية في جودة التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين والمحاور المنبثقة عنه والتي تركز على الممارسات الجيدة، ليوفر فرصة لتبادل خبراتنا في المناحي المختلفة لجودة العملية التعليمية ومخرجاتها. من جانبه، اكد نائب المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور سالم الحجرف على حرص المؤسسة على دعم كل ما من شأنه ضمان التركيز على بناء الانسان كوحدة قياس التنمية ودعم وتوفير البيئة الملائمة لنشر الثقافة والعلوم لدعم توجيهات المجتمع نحو تبني اقتصاد قائم على المعرفة.واشتمل المؤتمر على مجموعة من المحاضرات عبارة عن محاضرتين رئيسيتين وجلستين من أصل ست جلسات تتناول موضوعات حيوية في مجال تأصيل فاعلية مؤسسات التعليم العالي وتعزيز قدرتها على تكوين مخرجات تحقق مقومات رأس المال البشري القادر على المساهمة في التنمية.

مشاركة :