الخمينية في طريقها إلى مزبلة التاريخ (!)

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في الذكرى الخمسين لتأسيس البنك المركزي الإيراني راح الرئيس حسن روحاني يوجه انتقادات شديدة اللهجة إلى منتقديه، والقيام بوصفهم بذوي العقول الخفيفة، وهي تهمة لا تستند إلى موضوعية اخلاقية، وكانت مثار تهكم لبعض الاوساط الرسمية وقدرت اوساط برلمانية على روحاني، قائلة «ان الاساءة للمنتقدين وبشكل مستخف لا تليق بالرئيس روحاني»، وقد دافع الرئيس روحاني عن سياسة حكومته بأنها حققت الاحلام الكبرى للاقتصاد الإيراني على مدى عقدين، بعد تحجيم ارتفاع مستوى التضخم من (40) في المئة إلى أقل من (10) في المئة، وقد وصفت جهات مطلعة بعدم صحة ما قاله الرئيس رحاني وان التضخم الذي تمر به إيران في تدهور اقتصادها يتراوح مترديا في مكانه إلى اكثر من (40) في المئة «ويستعد البرلمان الإيراني لأول استجواب يوجه للرئيس روحاني، حيث وقع نواب البرلمان طلبي استدعاء للرئيس روحاني لمساءلته الأول وقعه (76) نائبا بهدف مساءلة الرئيس روحاني حول افلاس المؤسسات المالية والاستثمارات، وقد وافقت رئاسة البرلمان على الطلب ووجهت على اثره اللجنة الاقتصادية في البرلمان للرئيس لتقديم ممثليه للرد على اسئلة النواب في آخر محاولة تحول دون استجواد روحاني. وكان الطلب الثاني للاستدعاء وقعه اكثر من (100) نائب في البرلمان حيال تردي الاقتصاد وتدهور المعيشة وزيادة البطالة وارتفاع سعر الدولار، ذلك ما تنقله لنا جريدة (الشرق الأوسط) اللندنية. ولم يعلق روحاني على طلبي الاستجواب اللذين من شأنهما ان يشكلا انتكاسة سياسية لحكومة، ومعلوم ان استشراء الفساد الضارب اطنابه في مؤسسات الدولة، وصولا إلى دوائر ولاية الفقيه ومرشدها علي خامنئي وافراد عائلته، حيث تبلغ أموالهم في البنوك السويسرية والامريكية والفرنسية بمليارات الدولارات، ولا يخجل روحاني مباهيا ان ما حقق من انجازات اقتصادية تفوق توقعات رؤساء ومسؤولي البنوك الإيرانية. واضاف قائلا: «يجب المحافظة على هذا الانجاز الاقتصادي ولا يداخلني الشك ان البعض من معارضي الحكومة يلحقون اضرارا بها»، مشددا على ان مواجهة الحكومة لا معنى لها سوى مواجهة المصالح القومية والحاق الضرر بأمل الشعب ومستقبله، وقد رد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية (حسين تقوي حسيني) قائلا: «ان روحاني ليس في موقع يسمح له بالاساءة إلى منتقديه»، ووجه تقوي حسيني إنذارا شفهيا لروحاني في جلسة البرلمان، وقال ان روحاني لم يقم بزيارة مدن محافظة طهران رغم مرور (5) سنوات على رئاسته وفق ما نقلت عنه وكالة (فارس). وأكد تقوي حسيني ان الاساءة التي وجهها روحاني اليوم لمنتقديه تخوفا من الانتقاد لانه في كل مرة يسيء للمنتقدين؛ وذلك لا يليق بالرئيس الاساءة إلى منتقديه وعلى الحكومة ان تسمح للانتقاد، وان تسمع كلام المنتقدين وتصغي لملاحظات انتقاداتهم. ان مظاهر المخاض نحو التغيير في المجتمع الثيوقراطي الإيراني يأخذ تجليات تراكماته التغييرية ضمن أزمنته التاريخية على مسار تحولاته: من السكوت إلى الكلام ومن الكلام إلى الاحتجاج، ومن المظاهرات الى الانتفاضة، حيث تتضافر جموع الجماهير في الانتفاضة إلى عشية الثورة، وصولا إلى دفع نظام ولاية الفقيه في مزبلة التاريخ (!).

مشاركة :