بغداد - وكالات - بعد طول انتظار وتأخير فرضته الأوضاع الميدانية، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسمياً، مساء أمس، النصر على تنظيم «داعش» في الموصل، و«انهيار دويلة الخرافة والإرهاب الداعشي».وفي «خطاب النصر» الذي ألقاه وهو محاط بكبار القادة العسكريين، قال العبادي «أعلن من هنا وللعالم أجمع انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي الذي أعلنه الدواعش من هنا من مدينة الموصل قبل ثلاث سنوات»، مشدداً على أن الانتصار على «الدويلة» الإرهابية «تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي، ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز».وتوجه بالشكر للدول التي وقفت إلى جانب العراق في وجه «داعش»، كما شكر المرجعية الدينية وعلى رأسها المرجع علي السيستاني لإصداره فتوى جهادية بشأن محاربة التنظيم.وأكد العبادي أن أمام العراقيين الآن مهمة تطهير ما تبقى من خلايا «داعش»، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب جهدا استخباريا وأمنياً. كما شدد على أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف بين مختلف المكونات العراقية.وكان العبادي وصل الموصل، أول من أمس، وأشاد بتحقيق القوات العراقية «النصر الكبير» في معركة استمرت نحو 9 أشهر، لاستعادة ثاني أكبر مدن البلاد، غير أنه أشار إلى تأخير إعلان «النصر النهائي» (حتى أمس) احتراماً لأولئك الذين ما زالوا يقاتلون.وبالفعل، خاضت القوات العراقية، أمس، اشتباكات عنيفة مع من تبقى من عناصر التنظيم في المدينة القديمة، غرب الموصل.وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن سامي العارضي، أمس، هناك «اشتباكات قوية... هم لا يقبلون أن يستسلموا. هو يخاطبنا (مقاتل التنظيم) بصوت عال (ما نسلم، إحنا نريد نموت)»، لكنه أشار إلى أن «العمليات في مراحلها الأخيرة، أو تقريباً على وشك أن تنتهي»، وهو ما حصل بالفعل مساء.من جهته، شدد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري على أن مرحلة ما بعد القضاء على «داعش» تتطلب من العشائر أن يكون لها دور فاعل في «مد جسور الأخوة بين جميع شرائح المجتمع عبر تفعيل مشروع المصالحة المجتمعية».وقال في تصريح صحافي بعد إعلان تحرير الموصل، إن «محاولات فرض الأمر الواقع والقفز فوق القانون عبر ممارسات تقوم بها بعض الجهات التي من المفترض أنها تعمل ضمن خيمة الدستور والقانون، وقيامها بمداهمة منازل المواطنين في (منطقة) جرف الصخر (التي تبعد نحو 60 كيلومتراً جنوب غربي بغداد) واختطاف واعتقال العشرات من المواطنين هو أمر لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه، لأنه يعد محاولة للقضاء على المنجز الأمني وإحداث عرقلة واضحة لمحاولات تحقيق الاستقرار الذي ينتظره الشعب كما أنها إثارة جديدة للنعرات الطائفية».ودعا الأجهزة الأمنية إلى «اتخاذ كافة الإجراءات التي تحفظ سلامة المعتقلين وتحريرهم من الخاطفين بأسرع وقت وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين في المناطق، وعدم السماح للسلاح المنفلت بأن يقوّض عرس العراقيين بالنصر على داعش وتحرير الموصل».وشدد على أهمية «تضافر جهود كافة الأطراف السياسية في مواجهة التحديات التي تعترض العملية السياسية في البلاد»، مشيراً إلى أن «العراق مقبل على مرحلة مهمة بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي تتطلب عملاً جاداً، وسعياً حثيثاً من أجل ضمان وحدة واستقرار البلاد».
مشاركة :