اتهمت وزارة الخارجية الروسية، أمس، الحكومة البريطانية بتنفيذ هجوم بسلاح كيماوي ضد الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا. وأضافت الوزارة في بيان أن تحليلاً لجميع الملابسات يكشف لامبالاة من قبل السلطات البريطانية في التعرف إلى الدوافع الحقيقية والعثور على مرتكبي الجريمة، مردفة: «هذا يدفعنا إلى فكرة التورط المحتمل في الجريمة من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية». وتابع البيان أنّ السلطات البريطانية أظهرت بشكل منهجي قصوراً حيال ضمان أمن المواطنين الروس في أراضيها. رد على صعيد متصل، أكّد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، أنّ روسيا سترد قطعاً على طرد دبلوماسييها من قبل حكومات عدة دول غربية ودول بشرق أوروبا، لكن الرد سيكون في الوقت الذي تراه مناسباً. وأعرب بيسكوف عن أمله في أن تبحث الدول، التي طردت دبلوماسيين روساً، بدرجة أعمق في المعلومات التي قالت بريطانيا إنها دليل تورط روسيا في حادث التسميم. ورفضت روسيا استغلال سياسيين غربيين مقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في روسيا، كوسيلة ضغط ضد موسكو معتبرة هذه المقاطعة غير مجدية. وقال بيسكوف، إن هذه المقاطعة «لن يكون لها تأثير يذكر على العرس الرياضي». ورأى بيسكوف أن «المهم ليس هو أن يأتي أي مسؤولين أو أي ممثلين رسميين إلى البطولة بل أن تلعب الفرق». استعداد في السياق، قال بيسكوف إنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مستعد للقاء نظيره الأميركي، دونالد ترامب، في أعقاب القرار الأميركي بطرد 60 دبلوماسيا روسيا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله، إن بوتين مستعد وروسيا مستعدة لتطوير العلاقات ذات المنفعة المتبادلة، التي تستند إلى الثقة المشتركة مع كل دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة. وأضاف بيسكوف: «إننا مستعدون مثل منافسينا أو شركائنا». إلى ذلك، أفادت الحكومة الألمانية، أمس، إنّ لروسيا الحق في استبدال الدبلوماسيين الأربعة الذين طردوا من البلاد ناء على علاقاتهم مع أجهزة استخبارات. وأمهلت ألمانيا أربعة دبلوماسيين حتى الاثنين لمغادرة البلاد بعد أن طردت العديد من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ودول حليفة دبلوماسيين بسبب تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. استدعاء سفراء في الأثناء، استدعت سلوفاكيا، سفيرها من روسيا. ولم تنضم سلوفاكيا إلى الدول الأخرى الأعضاء، الى خطوة طرد دبلوماسيين روس كتعبير عن التضامن مع بريطانيا. وقال وزير الخارجية السلوفاكى ميروسلاف لاجاك، إن استدعاء السفير يعد عملاً دبلوماسياً خطيراً، مضيفاً: «على مدى 25 عاماً لم نستدع سفيرنا في موسكو». كما أعلنت لوكسمبورغ أنها استدعت سفيرها لدى روسيا لإجراء مشاورات بشأن تسميم سكريبال وابنته.
مشاركة :