أفاد مستشار الأمن القومي البريطاني، مارك سدويل، في رسالة وجهها إلى حلف شمال الأطلسي، أمس، بأن الاستخبارات الروسية تجسست على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، لخمس سنوات على الأقل، قبل أن يتم تسميمهما بغاز للأعصاب. وقال سدويل، كذلك، إن روسيا اختبرت وسائل لنقل المواد الكيماوية، بما في ذلك عبر «وضعها على مقابض الأبواب»، مشيراً إلى أن التركيز الأعلى للمادة الكيماوية، التي عثر عليها بعد الهجوم، كان على مقبض باب منزل سكريبال الأمامي. وكتب سدويل «لدينا معلومات تشير إلى أن اهتمام جهاز الاستخبارات الروسي بعائلة سكريبال، يعود إلى عام 2013 على الأقل، عندما استهدف خبراء إنترنت من (جي آر يو) حسابات يوليا سكريبال عبر البريد الإلكتروني»، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي. وعثر على سكريبال وابنته على مقعد في مدينة سالزبوري البريطانية، في الرابع من مارس الماضي. واتهمت بريطانيا روسيا بالهجوم، وهو ما نفته موسكو بشدة. وبعد اختبارها عينات من سالزبوري، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية النتائج التي خلصت إليها التحقيقات البريطانية، بشأن غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم. واتهمت رسالة سدويل للأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، روسيا بامتلاك «الوسائل التقنية والخبرة العملانية والدافع للهجوم على عائلة سكريبال». وأشار إلى أنه «يرجح، بشكل كبير، أن الدولة الروسية» مسؤولة عن الاعتداء. وأفاد سدويل بأن «تقارير ذات صدقية معروفة المصادر»، أظهرت أن الاتحاد السوفييتي طور، إبان ثمانينات القرن الماضي، غازات أعصاب «نوفيتشوك»، في قاعدة بشيخاني قرب مدينة فولغوغراد. وأضاف أن «كلمة السر لبرنامج الأسلحة الكيماوية الهجومي (الذي يتضمن نوفيتشوك)، كانت فوليانت». وتابع «من المرجح، بشكل كبير، تطوير (نوفيتشوك)، لمنع اكتشافه من قبل الغرب، وللالتفاف على ضوابط الأسلحة الكيماوية الدولية». وبحلول عام 1993، عندما وقعت روسيا على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، قال سدويل إنه «من المرجح» أن بعض مركبات «نوفيتشوك» لم تخضع للاختبارات، من أجل استخدامها لاحقاً من قبل الجيش الروسي.
مشاركة :