كان العمل التطوعي يسمّى الفزعة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 11/18/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أرباب العمل ومسؤولو التوظيف يقضون من خمس إلى سبع ثوان في تفحص كل سيرة ذاتية أو ملخص لها، كما تقول شركة "بي هايرنج" للتوظيف ومقرها مدينة بيرمنغهام في بريطانيا، وتذهب عيونهم مباشرة إلى وصفك لآخر عمل قمت به، وهذا ما ينبغي أن يُهتم بكتابته والتركيز عليه في الفترة التي فيها بلا عمل. وظهر للباحثين عن العمل أن من أدى عملاً تطوعياً فيما له صلة بمعارفه أو تخصصه اعتُبر مُفضّلاً وفاق غيره في احتمال الحصول على الوظيفة لكونه تحلّى بالروح الاجتماعية أو الخيرية. فهم في الغرب يعتبرون العمل التطوّعي مكملاً مميزياً للسيرة الذاتية التي يتقدم بها طالب الوظيفة. ويعلمون أنه سيُفيد المؤسسة فيما برع به. يوجد في المملكة المتحدة (بريطانيا) 22 مليون شخص يشاركون بالتطوع الرسمي كل عام، وعشرة ملايين شخص يتطوع كل أسبوع بما يساوي 90 مليون ساعة عمل تقدر قيمة العمل التطوعي في المملكة المتحدة ب 40 بليون جنيه إسترليني سنوياً. وأجزم أن الغرب رأى أن المتطوع استطاع الحصول على مكانة في المجتمع، إثبات الذات، تحقيق أهداف خاصة متمثلة في الاشتراك في مشروعات تطوعية محببة إليه. استثمار أوقات فراغه في أعمال اجتماعية تحقق له الاشباعات المعنوية المختلفة. التزود بخبرات عمل جديدة. الحصول على الأجر من الله سبحانه وتعالى. تخفيف العبء عن الجهود الحكومية حيث يوفر الجهد التطوعي موارد كثيرة إذا ما قام به موظفون متخصصون. التعبير الحقيقي عن احتياجات المجتمع. تحقيق التعاون بين أفراد المجتمع حيث يدرك كل شخص أنه شريك النماء. الحد من السلوك المنحرف وخاصة لدى الشباب الذين لا يوجد لديهم عمل. المتطوع عندما يقدم وقته وخدماته طوعاً يعتبر أداءه أفضل من الموظفين مدفوعي الأجر. نحتاج إلى العمل التطوعي في وطننا، لأننا قرأنا عن تجارب أثبتت أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات خطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام بدور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها. ولهذا اعتنت الدول الحديثة بهذا الجانب لمعالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة، في منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي. ولدينا بماضينا خير مثل. فكان الرجل يبني بيته الطيني ب"فزعة" الجيران والأصدقاء والأقارب. كانوا ينجذبون إلى المساعدة مدفوعين بحبها أولاً، والقهوة والشاي وما رافقهما ثانياً، والغناء ب "شيلات" حلوة تجعل الحارة آذاناً صاغية، ليأتي المزيد من المتطوعين في اليوم التالي. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :