عبد الرحيم حسين، علاء المشهراوي (القدس المحتلة، رام الله، غزة) أنهى الفلسطينيون في قطاع غزة استعداداتهم للقيام بمسيرة العودة شرق قطاع غزة اليوم الجمعة، بعد نصبهم الخيام على طول الشريط الحدودي، ما أثار مخاوف إسرائيلية من محاولات تسلّل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948. ونشر جيش الاحتلال الذي يترقب بحذر وقلق قوات عسكرية معززة؛ من ضمنها وحدات قناصة، على حدود قطاع غزة بهدف قمع المشاركين في «مسيرة العودة» التي تنطلق في ذكرى «يوم الأرض». وأكدت اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة الكبرى انتهاء كافة التجهيزات والاستعدادات على جميع الأصعدة لانطلاق المسيرة التي تتزامن مع ذكرى يوم الأرض، في كافة محافظات القطاع الخمس.وقال عضو اللجنة الإعلامية للمسيرة هاني الثوابتة: إنه تم اكتمال نصب مخيمات العودة حيث سيكون في كل محافظة مخيم يشمل عدة خيام للعودة، بدءًا من رفح في منطقة «قوز أبو خصلة»، ومنها إلى خانيونس ومخيمها شرق بلدة خزاعة، فيما تم نصب مخيم المحافظة الوسطى شرق مخيم البريج، و مخيم غزة شرق حي الشجاعية، ومخيم الشمال في منطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا. وأضاف أن مخيمات العودة تم نصبها على مسافة 700 متر أو ما يقارب الكيلومتر من حدود التماس مع أراضي الـ48، مؤكدًا أن القائمين على المسيرة حرصوا على حماية شعبهم من أي مخاطر من الاحتلال. ونوه الثوابتة إلى أن مئات العائلات بدأت بنصب خيام خاصة بها كل خيمة باسم البلدة التي هُجرت منها العائلة، وذلك على قاعدة أن الخيام التي هُجروا منها عام الـ48 ستكون اليوم خيامًا للعودة إلى الديار.وأفاد عضو اللجنة أن المخيمات أصبحت مجهزة بكافة الاحتياجات اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني من ماء وكهرباء ومستلزمات صحية وطبية وكل الأمور الضرورية اللازمة للمشاركين بالمسيرة. إلى ذلك دعت اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرات العودة الكبرى لأن يكون اليوم الجمعة الـ30 من مارس، انطلاقة مباركة لاعتصام سلمي وشعبي مفتوح لا ينتهي إلا بالعودة، مؤكدة أنه لن يكون مهرجانا ينتهي مع غروب الشمس، وإنما سيتحول لاعتصام سلمي. وقالت اللجنة في بيان صحفي أمس: بعد أشهر من العمل الإعلامي والجماهيري الدؤوب مع كل المخلصين من أبناء شعبنا ومكوناته المختلفة ها نحن نقف على بعد ساعات قليلة من موعد الزحف السلمي القانوني الهادر بالقرب من أرضنا وديارنا وبيوتنا وممتلكاتنا التي هجرنا منها. وحيّت كل المساهمين في التعريف بفكرة المسيرات، ومن عملوا على إنجاحها حتى باتت العودة قاب قوسين أو أدنى. وطالبت اللجنة التنسيقية رجالنا وشبابنا بالاستعداد للمبيت في هذه الميادين، وبخصوص النساء فعبرت عن أملها بأن يتوافدن إلى ميادين الاعتصام يومياً في أوقات النهار. كما طالبت كل المؤسسات المجتمعية بتوجيه أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى ميادين الاعتصام «لنحوّل تلك الساحات إلى حالة إزعاج متواصل للاحتلال، وآلية للضغط على المجتمع الدولي لخلق مناخ سياسي دولي للضغط من أجل تنفيذ حقنا الضائع منذ سبعة عقود». وطالبت كذلك المدارس والجامعات والكليات وكل المؤسسات بتنظيم رحلات إلى ميادين الاعتصام لتصبح تلك الميادين قبلة الجماهير؛ لنكرس ثقافة العودة في عقول وقلوب أبنائنا. ودعت «التنسيقية» العائلات لتنظيم رحلات عائلية إلى الأماكن القريبة من السلك العازل للتمتع بجمال الطبيعة في أرضنا وديارنا المحتلة التي تفصلنا عنها الأسلاك الشائكة، وللاستعداد النفسي ليوم العودة والعبور. كما طالبت البلديات بنقل الأسواق إلى ميادين الاعتصام، وبتنفيذ معارض للأعمال اليدوية؛ لتعزيز التفاعل الاجتماعي، وإبقاء جذوة الاعتصام متقدةً. وفي ختام البيان طالبت اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرات العودة أهلنا في الضفة الغربية والداخل ودول الطوق بسرعة الالتحام بمسيرة العودة الكبرى؛ «لنثبت للعالم أن ارادة الشعب الفلسطيني إذا نهضت فإنها قادرة على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بأسرها». من جانب آخر، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الخميس ساحات المسجد الأقصى المبارك، التي شهدت أداء المستوطنين طقوسا تلمودية، تحت حماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في تصريح صحفي: إن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية من باب «المغاربة»، وتجولوا في باحاته وسط تلقيهم شروحات حول «الهيكل» المزعوم. ومن جانبها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أمس الخميس، المواطنين إلى شد الرحال وإعلان النفير العام إلى المسجد الأقصى ابتداء من، اليوم الجمعة. وشددت القوى، على الرد على دعوات المستوطنين وتهديداتهم بذبح قرابينهم والقيام بطقوس دينية على بوابات المسجد الأقصى، اليوم الجمعة. وطالبت، جماهير الشعب الفلسطيني في كافة المدن والبلدات والقرى والمخيمات المحيطة بالمسجد الأقصى القيام بواجبهم الديني والوطني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
مشاركة :