خرج نحو 5300 مقاتل مع عائلاتهم من بلدات جنوبي الغوطة الشرقية، الليلة قبل الماضية إلى إدلب، في دفعة هي الخامسة التي تقل مقاتلي فيلق الرحمن وعائلاتهم، فيما تواصلت الاستعدادات لمغادرة الدفعة السادسة، في وقت أكدت الخارجية الروسية قرب استكمال عملية استعادة الغوطة الشرقية من المسلحين، معربة في الوقت ذاته عن قلقها إزاء محاولات واشنطن وحلفائها لتثبيت وجودها العسكري في سوريا، كما أكدت أن المحادثات مستمرة مع «جيش الإسلام» للخروج من الغوطة، ونقل عن وزير الدفاع سيرجي شويجو قوله إن النازحين قد يبدأون العودة إلى الغوطة الشرقية قريباً.وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي، أمس، في موسكو: «عملية استعادة الغوطة الشرقية شارفت على الانتهاء»، مشيرة إلى أن مدينة دوما فقط لا تزال تحت سيطرة المسلحين؛ وذلك بعد الاتفاق على إجلاء المسلحين مع عائلاتهم عن باقي مناطق الغوطة الشرقية إلى إدلب شمالي البلاد. وأعربت عن أمل موسكو في أن «تواصل المنظمات الأممية التي سارعت إلى نصرة سكان الغوطة عندما كانت تحت سيطرة المسلحين، تقديم المساعدات للمتضررين في تلك المنطقة بنفس الحماس بعد تحريرها أيضاً». كما أعربت زاخاروفا عن قلق الخارجية الروسية إزاء الأنباء عن محاولات واشنطن وحلفائها، تثبيت وجودها العسكري «غير القانوني» في سوريا، عبر نقل معدات عسكرية ثقيلة إلى منطقة التنف الخاضعة للسيطرة الأمريكية جنوبي البلاد، والتي رسمت الولايات المتحدة حدودها بشكل تعسفي.ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله، أمس، إن المحادثات مع «جيش الإسلام» بشأن الرحيل عن جيب الغوطة الشرقية ما زالت مستمرة. وأضاف أن هناك فرصة لتحقيق تقدم في هذا الصدد. ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى وزير الدفاع سيرجي شويجو قوله لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، إن النازحين قد يبدأون العودة إلى الغوطة الشرقي بحلول الأحد أو الاثنين المقبلين.في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام سورية، أمس، إنه تم إجلاء أكثر من 24 ألف شخص من مسلحي فيلق الرحمن و«جبهة النصرة» وأفراد عائلاتهم من أربع بلدات في غوطة دمشق الشرقية حتى يوم الأربعاء. وأعلن مصدر عسكري سوري، أمس، أنه تم إجلاء أكثر من 135 ألف مدني من الغوطة الشرقية حتى الآن عبر ممرات إنسانية أمنتها وحدات جيش النظام السوري. وأضاف أن الإجراءات تتواصل لإخراج الدفعة السادسة من المسلحين وأفراد عائلاتهم من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.وفي سياق المصالحات كشفت وسائل إعلام سورية، أمس، عن أن مفاوضات تجري حالياً بين وجهاء بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وسلطات النظام السوري بوساطة روسية للتوصل لاتفاق مصالحة يقضي بخروج المسلحين من هذه البلدات الواقعة جنوب العاصمة دمشق. وأوضحت أن الاتفاق يقضي بدخول قوات النظام وبسط سيطرتها على المنطقة كلها ونقل من يرغب من المسلحين إلى الشمال والجنوب السوري، مبينة أن سلطات النظام أعطت المسلحين مهلة لنهاية الشهر الجاري للرد. في حين كشفت مصادر مطلعة عن مشاورات تدور حول خروج مسلحي «جبهة النصرة» من منطقة غرب مخيم اليرموك الخاضعة لسيطرتها إلى الشمال السوري. (وكالات)
مشاركة :