تواصلت أمس، ولليوم الثالث على التوالي، عمليات الإجلاء لمقاتلي ومدنيي مدينة دوما في الغوطة الشرقية بموجب اتفاق بين روسيا و«جيش الإسلام» المعارض، بعد خروج 1200 مقاتل ومدني باتجاه جرابلس شمالي سوريا، فيما أفرج «جيش الإسلام» عن خمسة أسرى لديه كانوا قد خطفوا قبل خمس سنوات، في وقت دعا يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للسماح بوصول المساعدات إلى دوما بالغوطة، وقال إن ما بين 80 و150 ألف مدني هناك «على شفا الانهيار» بعد سنوات من الحصار والقتال، في حين أكدت فصائل المعارضة في القلمون أنه لا يوجد خيار لها سوى الحرب إذا ما طالبها النظام بترك مقارها العسكرية بالجبال. وذكرت وكالة الأنباء السورية أمس أن حافلات دخلت دوما لليوم الثالث على التوالي لإجلاء المزيد من مسلحي المعارضة وأسرهم إلى مدينة جرابلس في الشمال قرب الحدود مع تركيا. وقالت الوكالة «غادرت الدفعة الثانية من مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم عبر الحافلات من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى منطقة جرابلس وذلك تمهيدا لإخلاء المدينة من المسلحين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليها». وأضافت الوكالة أن «24 حافلة تقل 1198 مسلحا من جيش الإسلام وعائلاتهم خرجت مساء الثلاثاء من دوما إلى جرابلس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري». ومن جهته، قال التلفزيون السوري إن الجيش حرر أربع نساء ورجلا «في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لتحرير كامل المحتجزين في دوما». وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد «لدينا بشكل مؤكد في القوائم أكثر من 3500 مختطف وأسير» لدى جيش الإسلام. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن جيش الإسلام قبل اتفاقا يحصل مقاتلوه بموجبه على ممر آمن إلى بلدات تقع في منطقة عازلة على الحدود مع تركيا ويسيطر عليها الجيش التركي وجماعات معارضة سورية حليفة لأنقرة. من جهة أخرى، قال إيجلاند «نأمل في أن يؤدي الاتفاق لتمكين الناس من البقاء إذا اختاروا ذلك، ومنح عفو لأولئك الذين يلقون أسلحتهم، ولكن أيضا أن يتيح فرصة المغادرة لأولئك الذين يختارون الرحيل عن دوما». وقال إيجلاند: إن من بين قرابة 400 ألف شخص تحت حصار القوات الحكومية السورية في الغوطة الشرقية منذ سنوات، غادر 130 ألف شخص في الأسابيع الثلاثة الماضية، مضيفا أن عمليات الإجلاء يجب أن تكون طوعية. وقال «كانت الاتفاقات ستقلص فترة المعركة وهذا أمر جيد. أسوأ أمر ممكن هو القتال من شارع إلى شارع حتى النهاية المريرة للغاية مثلما حدث في الرقة». وأشار إلى أن ما بين 80 إلى 150 ألفا في منطقة دوما لا يزالون تحت سيطرة جماعات المعارضة المسلحة، وأكبرها جيش الإسلام. في غضون ذلك، ألمح سعيد سيف، المتحدث باسم قوات الشهيد أحمد العبدو، أحد فصائل المعارضة الرئيسية بالقلمون الشرقي، إلى أن المعارضة قد تكون منفتحة بعملية التفاوض مع «النظام السوري والروس» على خيارات متعددة فيما يتعلق بوضع المدن والبلدات، بهدف تحييدها خطر أي أعمال عسكرية، مشددا في الوقت نفسه على أن المعارضة لا يمكن بأي حال وتحت أي ضغط أن تقبل بالخروج من مقارها العسكرية في جبال القلمون، ولن يكون أمامها حينذاك سوى خيار الحرب إذا ما تم الإصرار على هذا المطلب. (وكالات)
مشاركة :