الدوحة ـ الراية: أطلقت كلية لندن الجامعية - قطر كتاباً جديداً للأطفال يسلّط الضوء على الجهود الرائدة للمشروع القطري السودانيّ للآثار في مدينة مروي التاريخية بالسودان. أُقيم الاحتفال بمكتبة قطر الوطنية، بحضور عددٍ من الشخصيات في مقدمتهم سعادة السيد فتح الرحمن علي سفير السودان لدى الدولة والدكتور عبدالرحمن علي المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف السودانية. يستعرض الكتاب، الذي يحمل عنوان «تاريخ السودان القديم .. هويدا ومعاوية يستكشفان حديد مروي»، معلومات متعلقة بتاريخ السودان والمواقع الأثرية بلغة بسيطة وشيقة عبر قصة طفلين يحاولان اكتشاف كيفية إنتاج الحديد في العصور القديمة. وأهدت الكلية 100 نسخة من الكتاب لمكتبة قطر الوطنية ومتحف الفن الإسلامي لإتاحتهما أمام روّاد المكتبتين من الأطفال والعائلات. كما جرى توزيع مئات النسخ على المكتبات في المدارس السودانية الواقعة في محيط المواقع الأثرية في إطار أنشطة التوعية المجتمعية ضمن المشروع القطري السوداني للآثار. ويهدف المشروع القطري السوداني للآثار، الذي تموله متاحف قطر، إلى استكشاف وحماية الثقافة والتاريخ السودانيّ. ويعمل في هذا المشروع الدولي، الذي يُقام تحت إشراف دولة قطر وجمهورية السودان، أكثر من 40 بعثة تتولى مهام التنقيب والحفاظ على الآثار التاريخية والمناطق القديمة في السودان. وقالت الدكتورة جين همفريس رئيس البحوث في المشروع القطري السوداني للآثار ومؤلفة الكتاب: «نؤمن في كلية لندن الجامعية قطر أن دور اختصاصيّ الآثار لا يقتصر على مهامّ التنقيب لكشف أسرار الماضي، بل يشتمل دورهم أيضاً على توعية الجمهور باكتشافاتهم وإتاحتها لهم، ولهذا أعددنا الكتاب الذي نأمل أن يكون وسيلة تعليمية دائمة سواء في السودان أو في قطر لإلهام الجيل المقبل وزيادة الاهتمام بالتراث الثقافي والحفاظ عليه». من جانبه، قال البروفيسور توماس ليستين مدير إدارة حماية المواقع الخارجية في قطاع الآثار والحفاظ المعماري بمتاحف قطر، في كلمة ألقاها خلال الحفل: «معظم زائري مواقع المشروع القطري السوداني للآثار من الأطفال، وتأتي زياراتهم ضمن رحلات مدرسية أو خلال إجازاتهم.. وهذا الكتاب وسيلة رائعة لمساعدتهم على معرفة حضارات السودان وثقافاتها القديمة.. إن لم نشرح للمواطنين في السودان طبيعة العمل الذي نقوم به هنا، فلن يتسنى للأجيال المقبلة امتلاك الوعي الكافي بتاريخهم. التوعية والتثقيف من العناصر الأساسية في المشروع القطري السوداني للآثار، فنحن نرغب في زيادة المعرفة بحضارة السودان وثقافته». وعن الإنجازات التي تحققت في المشروع القطري السوداني للآثار، قال الدكتور عبد الرحمن علي المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف السودانية: »سّلط المشروع الضوء على دور مملكة كوش في تقدّم البشرية، إذ كانت هذه المملكة من أوائل المناطق المنتجة للحديد في العالم.. أشيد بإعداد ونشر هذا الكتاب المخصص للأطفال لما له من أهمية في تثقيف الجيل المقبل وقادة المستقبل في بلادنا وزيادة وعيهم بالتراث الثقافي وأهميته في السودان». وأضاف: «أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لتوجيه الشكر نيابة عن حكومة جمهورية السودان لدولة قطر ومتاحف قطر، راعية المشروع، فلولاها ما تحققت الإنجازات التي شهدها المشروع. وأودّ كذلك أن أعرب عن خالص شكري وامتناني للدكتورة جين وفريق العمل في كلية لندن الجامعية قطر على جهودهم المتميزة والمتواصلة لاستكشاف التراث السوداني الغني وتعريف العالم به». وتنشط كلية لندن الجامعية - قطر منذ 5 أعوام في مدينة مروي التاريخية الواقعة على الضفة الشرقية للنيل، وتشمل أحدث الأنشطة التي نفذتها الجامعة في إطار المشروع القطري السوداني للآثار اكتشاف موقع قديم لإنتاج الحديد يحتوي على فرن قديم لصهر الحديد وأربعة قدور في معبد «أبادماك» الذي كشفت عنه الجامعة بالكامل وعن صرحه للمرة الأولى منذ 100 عام.
مشاركة :