سلط تقرير نشره موقع "إيران واير"، الضوء على أزمة نقص المياه وجفاف الأراضي الزراعية في إيران، متسائلًا عن مدى إمكانية لجوء النظام الإيراني إلى إسرائيل لحل أزمة المياه، واستشهد بتقديم تل أبيب المساعدة في أزمة مائية شهدتها طهران في عهد الشاه "محمد رضا بهلوي". ووفقًا للتقرير(الذي ترجمته عاجل)، فإن إيران تشهد حاليًا أزمة حادة في نقص المياه تهدد البلاد، لا سيَّما الأمن الزراعي والسكاني، في حال جفاف وتصحر الأراضي الزراعية، فيما عجزت الحكومة عن توفير حلول لإنهاء الأزمة التي تهدد بتحويل الأراضي الإيرانية إلي صحراء قاحلة. ونقل التقرير عن الباحث في العلوم السياسية بجامعة سانت أندروز "نازي معينيان"، قوله إن فكرة استعانة إيران بإسرائيل لحل أزمة المياه أمر وارد، وسبق أن لجأت إليه إيران في السابق خلال أزمة مماثلة إبان حكم الشاه، لافتًا إلى أن البلدين لديهما تاريخ طويل من التعاون المشترك. حكم الشاه ويشير "معينيان" إلى أن إسرائيل تدخلت لإنقاذ إيران من أزمة المياه ومخاطر التصحر التي شهدتها في ستينات القرن الماضي، قائلًا: "مرت إيران بأزمة مائية مماثلة في عام 1960، وعندما اطلع الشاه على هذه الأزمة، توجه إلى الأمم المتحدة لطب المساعدة من دول العالم". ونتيجة لجهود الشاه الدبلوماسية، زار العالم الإسرائيلي "آري ايسار" طهران؛ لبحث أزمة المياه عن قرب، وتقديم حلول لإنقاذ أراضي الإيرانيين من الجفاف. وتابع معينيان أنه بعد زيارة إيسار-ونتيجة لعمق العلاقات بين إيران وإسرائيل في هذه الفترة- توجه ۱۲ عالمًا إسرائيليًا إلى طهران، وقدموا للإيرانيين أحدث تقنيات ووسائل وأدوات الري؛ كان أهمها آنذاك نظام "الري بالتنقيط". وعمل الإسرائيليون على تعليم المهندسين الزراعيين والفلاحين في إيران أساليب الري الحديثة، حتى نجحت إيران في تعدي الأزمة المائية وإنقاذ مستقبل الزراعة على أراضيها؛ وعمت وسائل الإسرائيليين جميع الأراضي الزراعية والقرى الريفية الإيرانية. واليوم ومع مرور الزمن وتغير الظروف البيئية، تهالكت هذه الوسائل والتقنيات في إيران، لدرجة أن العديد من القنوات والسدود جفت من حركة وتدفق المياه عليها، ومن ثَمَّ انخفض معدل الأراضي الزراعية واختفاء أنواع عديدة من المحاصيل في إيران. لقاءات سرية وذكر تقرير "إيران واير" أن عالمًا إيرانيًا (لم يُعلن عن اسمه حتى الآن) التقى العالم الإسرائيلي "فيردي لوكيك" على هامش جلسة علمية في عام 2007، حيث انفرد العالم الإيراني بلوكيك وقال له: "إن إيران لا تزال تستفيد من وسائل الري للعلماء الإسرائيليين التي ابتكروها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لكن هذه الوسائل تهالكت ولا يمكن لطهران أن تصنع قطع أو أجزاء لها". واعتبر محللون أن هذا الحديث ربما جاء نتيجة لحاجة إيران الماسة لإمكانات إسرائيل في مجال المياه والري. إسرائيل هي الحل واليوم وتشهد إيران أزمة مياه جديدة تهدد بقاء وركيزة عرش الملالي، تلوح في الأفق فكرة حول احتمالية استعانة طهران بتل أبيب؛ لإنقاذ الوضع المائي المنهار وضياع مستقبل الفلاحة والأراضي الزراعية. فأزمة المياه في إيران تتصاعد في ظل تجاهل وفشل النظام الإيراني، حتى أنها ألقت بظلالها على أحداث الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرًا في شهري يناير وديسمبر الماضيين. وخرج الآلاف من الفلاحين والمزارعين للشوارع وقتها؛ تعبيرًا عن رفضهم لسياسة الدولة والحكومة في معالجة أزمة الري ونقص المياه، مؤكدين أن فشل وتعنت النظام في حل أزمة المياه أدى إلى جفاف وتصحر الكثير من الأراضي الزراعية، ومن ثَمَّ حرمانهم (طبقة الفلاحين) من رزقهم وعملهم واتجاههم لأعمال أخرى لتأمين احتياجاتهم المعيشية. وأكد الباحث معينيان على أن الدولة الإيرانية سوف تفشل في تأمين مصادر المياه وري الأراضي الزراعية في المستقبل القريب، ما لم تستعِن بقدرة إسرائيل على حل هذه الأزمة، ويقول: "على عكس ما يتصوره الملالي أنهم يعتمدون على النفط كمصدر يضمنون به مستقبل بلادهم السياسي والاقتصادي، فإن إيران تتجه لفقر حاد في المياه العذبة للشرب ولري الأراضي الزراعية"، مضيفًا أنه في حال استمر الوضع هكذا، خاصة مع تغير المناخ على مستوى دول العالم وزيادة درجة الحرارة؛ فسوف تتكبد إيران خسائر فادحة وأزمة تهدد أمنها الزراعي والسكاني. واختتم معينيان بقوله: "إن الواقع يشير إلى حاجة الإيرانيين الماسة إلى تدخل إسرائيل؛ كونها الوحيدة القادرة على إنهاء أزمة المياه وإنقاذ أراضيها الزراعية من مصير الجفاف".
مشاركة :