قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، في تقرير أمس، إنه يتم فقدان مئات المليارات من الدولارات ويجري إنتاج مليارات الأطنان من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بلا داعٍ كل عام بسبب الهدر في الغذاء. في البلدان النامية، يتم التخلص من مواد غذائية بسبب عدم كفاءة الحصاد أو ظروف التخزين السيئة، بينما في الدول الغنية يتم التخلص من الفاكهة والخضراوات الصالحة للأكل بسبب شكلها أو لونها غير العادي، كما قد يلقى الطعام في سلة المهملات بسبب الإفراط في الشراء. وقالت "فاو": "يبتلع الغذاء المنتج وغير المستهلك كل عام مياهاً تضاهي كميتها التدفق السنوي لنهر الفولجا في روسيا، ويضيف نحو 3.3 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري إلى أجواء الكوكب". ويأتي تقرير "بصمة الفاقد الغذائي.. الآثار على الموارد الطبيعية" بمنزلة الدراسة الأولى التي تنصبّ على تحليل عواقب الخسائر الغذائية العالمية من المنظور البيئي، بالنظر تحديدا إلى النتائح على صعيد المناخ والمياه واستخدامات الأراضي والتنوع الحيوي. وعلاوة على التأثيرات البيئية للفاقد الغذائي، تفوق النتائج الاقتصادية المباشرة في حالة الأطراف المسؤولة عن خسائر الغذاء (باستثناء الأسماك والأطعمة البحرية) ما يقارب 750 مليار دولار سنويا، وفق تقديرات منظمة "فاو". وكانت منظمة الأغذية والزراعة قد قدرت في وقت سابق أن كميات منتجة من الغذاء تصل إلى 1.3 مليار طن تفقد أو تبدّد كل عام، وهذه الكميات تمثل أكثر من أربعة أضعاف الكميات المطلوبة لإطعام 870 مليون شخص جائع في العالم. وتم تمويل الدراسة من جانب الحكومة الألمانية.
مشاركة :