كشف الرئيس التنفيذي لكلية البحرين التقنية «بوليتكنك البحرين» الدكتور جيف زابودسكي عن دراسة توسيع قاعدة البرامج التعليمية التي تقدمها الكلية، والتركيز من خلالها على تعزيز كفاءة الفرد مما يؤهله للإسهام بشكل إيجابي في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية لمملكة البحرين، لافتًا إلى أن تزويد الطلبة بمهارات القرن الواحد والعشرين يؤهلهم لإدارة أعمالهم ومشاريعهم بأنفسهم وأن يتمتعوا بروح المبادرة، وهي مهارات تعد من القيم المضافة للملتحقين بسوق العمل. وأشار في لقاء مع وكالة أنباء البحرين (بنا) إلى أنه في خضم العالم المتغير الذي نعيشه اليوم، بات من الضروري أن تتوافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، لا سيما أننا نعيش في عالم يسوده التنافسية العالية في شتى المجلات، نافيًا في الوقت ذاته انتهاء عصر التعليم التقليدي، مؤكدًا أن التطور طال الكثير من مفاصل الحياة، والتعليم من ضمنها. وقال: «إن التعليم عملية مستمرة مدى الحياة، وما يحتاجه الطالب اليوم هو أن يدرك ما هي الأبواب التي يفتحها تخصصه العلمي، فالحصول على وظيفة جيدة تتناسب والمؤهل والتخصص العلمي أصبح مطلبًا حتميًا في عالم يسوده التنافس». وفيما يلي نص اللقاء: ] تحتفل كلية البحرين التقنية (البوليتكنك) بمرور عشر سنوات على تأسيسها، ما الإضافة التي أحدثتها هذه المؤسسة التعليمية إلى مؤسسات التعليم العالي في البحرين؟ تأسست كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) بموجب مرسوم ملكي رقم (65) لسنة 2008، ومنذ إنشائها عمدت إلى تعزيز الارتباط مع سوق العمل بحيث نقوم بتصميم البرامج التعليمية وفق احتياجات السوق. كما أن المؤسسة تسعى من خلال البرامج التي تقدمها إلى رفع كفاءة الطلبة إلى المستوى الذي يرتقي به سوق العمل والأداء المطلوب وفق المعايير التي من شأنها أن تدفع بعجلة التنمية وتحقق النماء الاقتصادي وفق رؤية البحرين الاقتصادية 2030. ] كيف تقومون بقياس نجاح مخرجاتكم في سوق العمل؟ نقوم بمتابعة الخريجين بعد تخرجهم خلال فترة من 6 إلى 12 شهرًا؛ للتعرف إلى أوضاعهم. ونحن فخورون بأن نجد أن الغالبية العظمى منهم قد التحقوا بالعمل ضمن تخصصاتهم الأكاديمية. نرى أن البوليتكنك قد نجحت في تحضير الطلبة لسوق العمل، إذ إن أكثر من 80% ينخرطون في سوق العمل في فترة تتراوح ما بين 6-12 شهرًا، كما تصلنا معلومات أنهم يتولون مسؤوليات ووظائف ويرتقون فيها، الأمر الذي يؤكد أن العلم الذي تلقوه في الكلية كان نافعًا ومجديًا للحصول على الوظيفة. كما أننا نقوم باختيار الهيئة التعليمية بعناية فائقة، إذ يتم اختيارهم وفق ضوابط ومعايير معينة، من أهمها أن تكون لديهم خبرة عملية في ميدان التخصص، عوضًا عن توظيف مدرسين أكاديميين لم يخوضوا تفاصيل التخصص في الحياة العملية أو المهنية. ] ما المعايير التي يقوم عليها اختياركم للبرامج الأكاديمية والتعليمية في الكلية؟ نختار البرامج التعليمية والأكاديمية بعناية، بحيث ندرس احتياجات سوق العمل، وفي ضوء ذلك نقوم باختيار البرنامج. تقدم الكلية تخصصات بكالوريوس إدارة الأعمال، بكالوريوس تكنولوجيا الهندسة، بكالوريوس التصميم المرئي، شهادة الإعداد الأكاديمي، بكالوريوس إدارة اللوجستيات العالمية، بكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بكالوريوس الإعلام الإلكتروني. نختار البرامج بعناية فائقة، وفي السنوات المقبلة سنضيف الكثير من البرامج في الإعلام الرقمي بالإضافة إلى تصميم الألعاب، وجميعها تخصصات واعدة نرى الإقبال عليها من سوق العمل، وأمن الإنترنت والهندسة الكهربائية.] ما الذي حققته كلية البحرين التقنية خلال السنوات العشر الماضية في تجويد مخرجات التعليم؟ وماذا قدمت من إسهام للارتقاء بمنتج التعليم العالي المقدم في البحرين؟ مضت عشر سنوات على إنشاء كلية البحرين التقنية، ومن أهم النقاط التي عملنا عليها هي الاعتراف الدولي والاعتمادية للبرامج المقدمة. ومع أننا لا نزال مؤسسة صغيرة نسبيا، إذ يبلغ عدد الطلبة فيها حوالي 2000 طالب، إلا أننا نتلقى الكثير من طلبات التسجيل للالتحاق ببرامج الكلية، ونأمل في أن نتمكن من توسعة المؤسسة التعليمية لتضطلع بدورها المحوري الذي أنشئت من أجله وتحقق الأهداف المرجوة منها. وخلال السنوات الماضية، استطعنا أن نعزز من قيمة البرامج المقدمة، من خلال الحصول على الاعتماد الدولي من أفضل المؤسسات التعليمية في العالم. ] ما المهارات التي تقومون بتزويدها الطالب خلال مرحلة الدراسة؟ وما مدى التشابه بين تلك القيم والقيم التي يتلقاها طلبة (البوليتكنك) حول العالم؟ أسلوب التعليم الذي تتبعه البوليتكنك هو ما يجعل منها مؤسسة ذات قيمة مضافة، فنحن لا نكتفي بتقديم المناهج العلمية، بل نتعدى ذلك إلى تدريب الطلبة على كيفية إيجاد الحلول والعمل مع حالات واقعية من سوق العمل. كما نقوم بتدريب الطلبة على المهارات التي يبحث عنها أرباب الأعمال في المتقدمين لملء الشواغر، وهم بالعادة يبحثون عن الأشخاص المبادرين الذين يعملون ضمن روح الفريق الواحد، إلى جانب العديد من المهارات التي لا بد أن يتحلى بها شباب اليوم ممن يطمحون في الحصول على وظيفة جيدة تؤمن لهم التقدم في حياتهم المهنية. ] هل ترون أننا في خضم التحديات العالمية الجديدة، بحاجة إلى تغيير أساليب أنماط التعليم التقليدية؟ برأيي لم ينتهِ التعليم التقليدي بالكامل بعد، لكنني شهدت عبر ثلاثين عامًا الماضية في قطاع التعليم العالي الكثير من التغيرات التي باتت اليوم أمرًا محتومًا. فعلى سبيل المثال، التحول إلى العالم الرقمي اليوم لم يعد خيارًا وإنما مطلبًا، ولا بد لنا من مواكبة التغيرات التي تطال الكثير من مفاصل الحياة ومن ضمنها التعليم. إحدى الأمور التي تتغير في يومنا هذا هي نظرة المرء إلى التعليم ومدى جدوى التحاقه بتخصص دون آخر، إذ بات من المهم أن تحقق له العملية التعليمية مطلبا مهما اليوم، وهو الحصول على وظيفة جيدة مجزية في نهاية المطاف. فنحن نعيش في عالم يعج بالتنافسية، ولم تعد الوظيفة العادية كافية، بل الجميع يتطلع إلى الاستفادة من التخصص العلمي والأكاديمي الذي تلقاه البعض في سنوات التحصيل الدراسي. ] كم عدد الطلبة من خريجي الكلية؟ لقد تم تخريج أربعة أفواج بواقع 1600 طالب. الأمر لا يقاس بالكم والعدد، وإنما بمدى فاعلية الخريجين والاختلاف الذي أحدثوه في مواقع عملهم، فكما ذكرنا أننا مؤسسة صغيرة بالعدد نسبيا، إذ تحتضن (البوليتكنك) حوالي 2000 طالب وطالبة من مختلف التخصصات، لكن احتفالنا بمضي عشر سنوات على إنشاء الكلية يتزامن مع مشاريع توسعية ستسهم في تعزيز أداء الكلية وقدرتها على خدمة البحرين، والإسهام في التنمية الاقتصادية.
مشاركة :