قدم منتدى «التاريخ والآثار» في جمعية الثقافة والفنون بالرياض، محاضرة بعنوان «تاريخنا الوطني بين الرواية والرؤية»، حاضر فيها الدكتور زهير الشهري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود، وأدارتها ابتسام الزهراني، وتناولت المحاضرة إبراز دلائل قيمة التاريخ الوطني وفاعليته ومحفزاته، والنابعة من شمولية هذا العلم لكل المواطنين وعدم اقتصار معرفته والوعي به على النخبة أو المتخصصين بصفته جزءا من الوجدان والأفكار المتراكمة لكل إنسان، وأن هذه الأهمية يجب أن تستثمر في بناء الهوية والشخصية السعودية وتحويل تاريخنا الحضاري العميق إلى عامل معنوي وفكري إيجابي يدفع الإنسان إلى المشاركة والتفاعل الفردي والجمعي مع كل خطوات الدولة ومواقفها السياسية وتحولاتها الحضارية. وأكد الشهري أن هناك قصورا في تعاملنا مع تاريخنا ليس فقط في مجال التعليم والبحث العلمي وحسب بل من حيث التعامل العام من كل الأفراد والجهات ذات العلاقة، وإذا تتبعنا جوانب القصور نجد في مقدمتها الجهات والمراكز الكثيرة من وزارات وهيئات وجامعات ومراكز وكراس بحثية تعمل كجزر متباعدة تنفذ مشاريعها وبرامجها دون تنسيق أو تكامل بينها يحقق الأهداف الوطنية، وذلك بسبب تعدد الأدوار والمهمات النوعية التي تتعامل معها. وقال: نحن ندرس تاريخنا غالباً من أجل رصد وتنفيذ أرشيف للتاريخ دون أن نفعل المهمة الرئيسية لدراسة التاريخ، وهي الوعي به، والوعي التاريخي هو القدرة على تحويل الماضي إلى قوة للحاضر والانطلاق نحو المستقبل بعد التحرر من القيود والمعطلات المعتمدة على حوادث تاريخية، وتقديم جرعة دافعة، تستطيع فرز الماضي وفلترته من العلل، وإدراك مساراته وجوانب الدفع فيه، مشيراً إلى أن تاريخنا الوطني يمتلك الكثير من القوى والمعاني الفاعلة والمحفزة التي تتميز بالأصالة والعمق والإنجازات والتنوع والعطاء الإنساني العميق. وشواهد إنجازاته ومعانيه الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بارزة وواضحة في كل مكان.
مشاركة :