وعدّ معاليه التنوع والاختلاف الثقافي مصدراً لقوة المجتمعات، لا سبباً لخلافها وتناحرها، مؤكداً أن ذلك أمراً تتجاهله جماعات التطرف الديني والسياسي والتنظيمات الإرهابية، التي تتستر خلف شعارات دينية لتنفيذ أجندات سياسية، وتوسيع نطاق التوتر في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، عبر الاستقطاب الديني وإذكاء النعرات العرقية والدينية، التي باتت تهدد سلامة النسيج الاجتماعي التاريخي والديني للتعايش في كثير من الدول، وتفتح الباب للمزيد من العنف والتطرف والإرهاب، على غرار ما نراه من ممارسات للتنظيمات الإرهابية في مناطق متعددة من العالم، وخاصة شمال العراق وسوريا، وما حصل من قبل من اعتداءات على بعض مكونات المجتمع في أماكن عديدة، مثل إفريقيا الوسطى وبورما، بسبب انتماءات دينية أو عرقية، إلى جانب ظهور جماعات تابعة أو موالية لهذه التنظيمات في دول أخرى، وأفراد متأثرين بأفكارها في عدد من دول العالم، لافتاً النظر إلى تركيز اللقاء على ما يحدث من إرهاب وتطرف باسم الدين في العراق وسوريا. واستعرض معالي أمين عام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بعض الملامح من جهود المركز، في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتفعيل التعاون مع شركائه في بناء السلام ودعم التعاون والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، وحماية التنوع الديني والثقافي، معرباً عن ثقته بأن يكون اللقاء فاتحة خير للتصدي لكل الممارسات التي تهدد حرية وكرامة وحياة الإنسان بسبب اختلافه الديني أو العرقي. من جانبه أكد عضو مجلس إدارة المركز الدكتور محمد السماك في كلمة ألقاها خلال اللقاء نيابة عن أعضاء مجلس إدارة المركز، أن الاطمئنان الوهمي يؤدي إلى أخطر أنواع الاضطراب والفوضى، وهو ما يتضح من معاناة مجتمعاتنا الشرق أوسطية في الماضي، المتمثلة في نزيف داخلي حاد من جهة، واستنزاف خارجي متبادل من جهةٍ أخرى. وأوضح أن الخطر بدأ يهز أركان ودعائم كيان تلك المنطقة، منذ تسيد التسلط بدلاً من السلطة، والحكم على ما في ضمائر الناس، وهو أمر خص الله به نفسه دون سواه، فكان هو أشد الأمور انتهاكاً للإسلام، وأكثر تشويهاً لقيمه ومبادئه، لذا وبشكلٍ فطري توجب على المسلمون رفع صوتهم عالياً، ليسترجع الإسلام طبيعته الحقيقية، بنبذ المدعين كذباً وبهتاناً أنهم دعاته وحماته. واستدل الدكتور السماك على ذلك بحاضري اللقاء والمشاركين فيه، الذين عدّهم عينة وشريحة تمثل الجنس البشري بأكمله، ويؤكد أن الإرهاب حقيقة مزعجة عاشتها البشرية على مدى قرون، وتضررت منها بتجرع أقسى أشكال الألم، واستهدفت فيها الإنسانية دون الالتفات لديانة أو ثقافة، بل لتنفيذ أجندة شاذة ومصالح شريرة، أفظع أشكالها إلصاق جرائم الإرهاب بالإسلام، لافتاً النظر إلى أن ذلك العمل المشين والمخزي لن يستمر، بفضل الجهود الدولية الصادقة والفاعلة لدحر الإرهاب وانحساره عاجلاً أو آجلاً، ليعود الشرق الأوسط كما كان، وكما يريده أهله مهداً للحضارات ومنارة للإيمان ونموذج للعيش المشترك. // يتبع // 20:40 ت م تغريد
مشاركة :