تركيا تُذكّر فرنسا بماضيها الاستعماري وتعتبر وجودها في سورية... «...

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة، دمشق - وكالات - لليوم الثاني على التوالي، واصلت تركيا هجومها الشديد على فرنسا بعد عرضها وساطة بين أنقرة والمقاتلين الأكراد في سورية، في حين أعلنت دمشق أن منطقة جنوب الغوطة الشرقية باتت خالية من فصائل المعارضة، بعد خروج الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين.وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أمس، إن قرب انتهاء تهديد تنظيم «داعش» الإرهابي، ينهي شرعية أي وجود عسكري أجنبي في سورية، بما في ذلك الوجود الفرنسي.جاء ذلك في تصريحات صحافية عقب اجتماع ثلاثي جمعه بنظيريه الأذري ذاكر حسنوف، والجورجي ليفان إيزوريا، في ولاية غريسون شمال تركيا.وأضاف «بما أن خطر داعش انتهى إلى حد كبير، فإنه لم تعد هناك أرضية مشروعة لتواجد فرنسا، أو أي دولة أخرى، عسكرياً في سورية»، و»إذا أرادت باريس أن يكون لها وجود عسكري شمال سورية تهدف من ورائه لدعم التنظيمات الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر فإنه سيكون غير مشروع بموجب القانون الدولي وسيكون بمثابة احتلال»، معرباً عن أمله بعدم إقدام فرنسا على خطوة إرسال قوات عسكرية إلى المنطقة.من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم، أمس، مخاطباً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، «من أعطاك صلاحية تحقيق مصالحة بين تركيا وتنظيمات إرهابية؟ ومن كلفك بهذه المهمة؟»، مضيفاً إن «تركيا لا تفاوض ولا تصافح الإرهابيين، وإنما تجتثهم من جذورهم».وألمح إلى مطامع فرنسا في سورية وماضيها الاستعماري، متسائلاً «هل تريد فرنسا أن يعيش الشعب السوري الظلم نفسه الذي عاناه الجزائريون على يدها (فرنسا) من قبل؟».كلام يلدريم جاء بعد ساعات من تهديد نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ باستهداف الوجود العسكري الفرنسي في شمال سورية، إذا ما واصلت باريس دعم «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.وقال إن تعهد باريس بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة شمال سورية يهيمن عليها الأكراد يعادل دعم الإرهاب، وقد يجعل من فرنسا «هدفاً لتركيا».وجاءت المواقف التركية بعد استقبال ماكرون، الخميس الماضي، وفداً من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التي تشكل «الوحدات الكردية» عمودها الفقري، وعرضه وساطة بينها وبين أنقرة.في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام كردية، أمس، عن مقتل 30 مسلحاً على الأقل من فصيل «السلطان مراد» في عملية نوعية نفذها مقاتلون من «الوحدات الكردية» ضد الفصيل المسلح في قرية دير صوان التابعة لناحية شرا في عفرين.ويبدو أن هذا الهجوم يندرج في إطار «حرب العصابات» التي بدأ الأكراد بشنها على القوات التركية وقوات المعارضة السورية الحليفة لها منذ خسارتهم منطقة عفرين منتصف الشهر الماضي.وفي تصريحات إلى قناة «العربية» الفضائية، قال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في سورية علي الزعتري إن أعداد النازحين من عفرين جراء العمليات العسكرية فيها يفوق عدد المُهجّرين والمشرّدين من الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن الجيش التركي لم يُعطِ بعد تصريحات لقوافل الإغاثة بدخول المدينة.وأشار إلى أن النازحين من عفرين يقدر عددهم بنحو 180 ألفاً.وفي جديد التطورات بالغوطة الشرقية لدمشق، خرجت أمس، الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من جنوب الغوطة الشرقية، بموجب اتفاق الإجلاء مع روسيا الذي تم بموجبه نقل أكثر من 41 ألف شخص، لتعلن دمشق أن المنطقة باتت «خالية» من فصائل المعارضة.وجاء في بيان صادر عن جيش النظام: «أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية... في الوقت الذي تواصل فيه وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما (الجيب الأخير تحت سيطرة المعارضة) لتخليصها من الإرهاب».وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «إخراج الدفعة الأخيرة من الإرهابيين وعائلاتهم من بلدات جوبر وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية إلى إدلب»، لتعلن إثر ذلك هذه البلدات «خالية من الارهاب».ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن ضابط برتبة لواء عند ممر عربين فور خروج الحافلات قوله ان «معركة الغوطة انتهت. نعلن انتصاراً مدوياً على مشروع الارهاب».ومع إخلاء بلدات عربين وزملكا وعين ترما من مقاتلي «فيلق الرحمن»، بات الجيش السوري يسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، منذ بدئه هجوماً عنيفاً عليها في 18 فبراير الماضي، تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 12 قتيلاً في غارات للنظام على ريف إدلب.

مشاركة :