كونهن من الجنس اللطيف لم يشكل ذلك أمامهن عائقا للالتحاق بالحياة العسكرية ليس فقط ليتساوين مع الذكور، بل يتفوقن عليهم في بعض الأحيان. عسكريات أميركيات من معسكرعريفجان تحدثن لـ«الراي» عن تفاصيل الحياة العسكرية التي يعشنها في الكويت. ورغم تخصصاتهن المختلفة، إلا أن الإجماع على أنهن لا يشعرن بأي فارق عن رفاق العمل الذكور، كان السمة الغالبة في حديث «نون النسوة» المصبوغ بالطابع العسكري، فأكدن أنهن يقمن بنفس المهام التي يقوم بها زملاؤهن الرجال. ومن خلال احتكاكهن بالمجتمع الكويتي، أبدت العسكريات الأميركيات إعجابهن به، وقلن إنهن لمسن ميلاً من المرأة للانخراط في الجيش، إضافة إلى أن المجتمع متقبل لهذه الفكرة. البداية كانت مع الضابط كارول سباروكا التي التحقت بالجيش الأميركي منذ سبعة وعشرين عاماً عندما كان عمرها وقتها 20 عاماً. فاستهلت كلامها قائلة، «كامرأة تعمل في الجيش الأميركي لم أجد ثمة اختلافا بين النساء والرجال الذين ينخرطون في الحياة العسكرية». وعن أسباب التحاقها بالسلك العسكري قالت إن ميولها المحبة للمغامرة كانت وراء ذلك واستمتعت كثيراً بالتعرف على ثقافات مختلفة والتنقل لأماكن مختلفة. وأضافت «شخصياً لم أواجه أي صعوبات أو تحديات خلال عملي في الحياة العسكرية، الأمر متعلق بالثقة في النفس وطالما أن هناك ثقة بالنفس فلن يكون هناك تحديات وأنا أخدم جيشي تماماً مثل رفيقي الرجل الأميركي في الجيش الأميركي». واستطردت «نحن نقوم بنفس المهام التي يقوم بها زملاؤنا الرجال في الجيش الأميركي، حتى بالنسبة لحمل الأغراض الثقيلة فنحن نهتم بعضلاتنا كما الرجال تماماً. لا أنظر للأمر بناء على الجنس سواء كان ذكراً أم أنثى، الأمر متعلق بقواعد وهذه القواعد تطبق على الجميع نتلقى نفس التدريبات». وعما إذا كان عملها قد أثر على حياتها العسكرية، أجابت قائلة «لدي ولدان شابان، وقد كنت في الخدمة العسكرية معظم الوقت ولم يؤثر ذلك عليهما، أشعر بأنني مرحب بي هنا في الكويت، وقد أحببت الثقافة الكويتية كثيراً». وزادت «تواصلت مع عدد كبير من الكويتيات، ولمست منهن أن لديهن الإمكانية للعمل العسكري، ولدينا الكثير من الأمور المشتركة والمشابهة بيننا وبين الكويت». البعد عن الأسرةالمحطة الثانية كانت مع الكابتن أليس يوو، التي قالت «التحقت بالجيش في 2009، وقد عملت في العلاقات العامة منذ عامين، بعد أن كنت ضابط نقل أعمل في الخدمات اللوجستية، وأنا هنا في الكويت منذ أربعة أشهر فقط».وعن أسباب التحاقها بالجيش أجابت «جذوري كورية، لم يكن هناك أحد من أفراد أسرتي قد خاض التجربة العسكرية، وكان لدي الرغبة في السفر والعمل بوظيفة بناءة وخوض المغامرة». وتابعت «تجربتي في الكويت رائعة فالكويت بلد لطيف، ورغم اختلاف اللغة والثقافة إلا أن تجربتي هنا في الكويت كانت إيجابية». وعما إذا كانت تواجهها صعوبات معينة أجابت «حجمي البدني صغير، ولذلك أبذل الكثير من الجهد لرفع مستوى لياقتي البدنية. وأعتقد أنه في حال حدوث حرب إذا كانت المرأة ذكية وعملت باجتهاد فإنها ستؤدي نفس الذي سيؤديه الرجل إن لم يكن أكثر». وعن تقبل المجمتع الكويتي للمرأة العسكرية أجابت بالقول «نعم أعتقد وأنا ما زلت جديدة في الكويت ولم تتجاوز إقامتي بها أربعة أشهر، أن المجتمع الكويتي متقبل لفكرة وجود المرأة في الجيش، ومن خلال التدريبات المشتركة التي أجريناها مع الجيش الكويتي لم ألاحظ أي مظهر من مظاهر التمييز بين الرجل والنساء». وحول أكثر ما يمتعها ويزعجها في الحياة العسكرية أجابت «أكثر ما يمتعني هو خوضي للتحديات سواء كانت جسدية أو نفسية، وهذا يقوي من شخصيتي ويجعلني دائمة التعلم لمهارات جديدة والجانب الأصعب والمؤلم هو بعدي عن أسرتي فلدى عائلة كبيرة ممتدة لم أرها منذ قرابة عامين». وأضافت «لا يتم استبعادنا من الأعمال القتالية الشاقة. فعندما كنت ضابط نقل كنت أقوم بنفس المهام التي يقوم بها زميلي الرجل»، لافتة إلى أن «ردة فعل زملائي الرجال ومدى ترحيبهم بي لم أشعر يوماً أنني غير مرحب بي من زملائي الرجال في العمل». وعن آلية توقيع عقوبات من قبلها على من ترأسهم من الرجال، وما إذا كانوا يلتزمون بالعقوبة، أجابت «نعم يلتزمون بما أوقعه عليهم من عقوبة، ولا يتجاهلونها فهم يحترمون الرتب بغض النظر عن جنس حاملها، ويؤدون التحية العسكرية لمن يستحقها». اعذرني حبيبيوفي محطتنا الثالثة، قالت اختصاصية الإذاعة ماكيلا جنتاين «التحقت بالجيش الأميركي في 2013، أنا محبة للتحدي وكنت أرفض فكرة البقاء في مسقط رأسي وقضاء أيامي في وظيفة سهلة، ولذلك انتهزت أول فرصة أتتني للمغادرة». وعما إذا كانت هناك قوانين متعلقة بوجود المرأة في الجيش يجب أن تتغير، أجابت «الأمورعادلة للجميع، الجيش الأميركي قادر بشكل جيد على الاستفادة من قدرات المرأة، ويعلم جيداً أننا قادرات تماماً على تنفيذ ما يقوم به الرجال. وأنا كقائدة لن أسمح أن أقوم بتكليف شخص ما بأمر أنا شخصياً لا يمكنني القيام به».وبسؤالها إذا طلب منها شريكها أن تترك الحياة العسكرية وتبقى بالبيت (رغم كونها غير مرتبطة حتى الآن)، أجابت بالقول «سأقول له لم نعد نصلح لبعض حبيبي، فهذه وظيفتي وأنا أحبها وبإمكاني أن يكون لي حياتي العائلية وإذا أتى شخص ليخيرني بين حياتي الشخصية والجيش سأختار الجيش». وتابعت «الأعمال القتالية لا تتعلق بالرجل أو المرأة، الأمر كله يعتمد على رغبة كل شخص في اختيار ما يناسبه سواء كان هذا الشخص رجلاً أو امرأة. إذا كان ثمة استمتاع بالتحدي فلا يجب أن يكون ثمة عائق متعلق بكون المرء رجلاً أو أنثى». وأضافت «أستمتع بخوض التحدي، ورغم أنه لا يوجد أي فرق بين الذكر والأنثى داخل الجيش لكن يمكنني القول إنه سبق لي وتفوقت على زملائي من الرجال في بعض التدريبات، فالمرأة قادرة على فعل أي شيء». بين العسكرية والمدنيةالمحطة الرابعة تحدثت فيها الكابتن مارغريت زييفر قائلة «كان لدى صديقة في الجامعة طلبت مني الالتحاق بدورة في اللياقة البدنية، حيث كانت لا ترغب في الذهاب لوحدها ووجدت الأمر ينتهي بي في آخر المطاف بالالتحاق بتدريب في اللياقة البدنية للتأهيل للالتحاق بالجيش، واحببت الأمر ومضيت قدماً فيه». وعما إذا كانت تعتقد أن المرأة العربية قادرة على تحقيق نفس النجاح الذي حققته نظيرتها الأميركية في الحياة العسكرية، أجابت قائلة «أنا في الكويت منذ أكتوبر الماضي وهي فترة قصيرة للحكم على هذا الأمر، ولكني وجدت أن الكويتيين متقبلون فكرة وجود المرأة في الجيش الأميركي ولم أشعر بشيء يشي بعكس ذلك». وأضافت «نجاح المرأة في الجيش ممكن في أي مكان، وبالنسبة لي أنا شخصياً لم يؤثر عملي في الحياة العسكرية على حياتي الاجتماعية فأنا أتمتع بعلاقات جيدة مع أصدقائي، وكل من أعرفهم داعمون لي في حياتي المهنية. تجربتي في الحياة العسكرية إيجابية، الجيش بيئة جيدة لتحقيق الذات». وتابعت «رسالتي للمرأة انه إذا عملت بجد فإنه يمكنك تحقيق طموحك وزيادة من خلال خوض التحديات، ورسالتي للرجل أن تجربتي في العمل مع الرجال داخل الجيش كانت تجربة مشجعة وإيجابية». وفي الختام تحدثت المقاتلة الطبية روبن أندرسون قائلة «التحقت بالجيش في 2001، وبالنسبة للتحديات التي قد تواجهها المرأة في الحياة العسكرية، فاعتقد أن الجميع في الجيش رجالا ونساء يمكن أن يواجهوا هذه التحديات لكن يمكن التغلب من خلال بذل المزيد من الجهد والإبداع في بذلك هذا الجهد». وعما إذا طلبت منها احدى بناتها الالتحاق بالجيش فكيف سيكون ردة فعلها، أجابت «سأشجعها على ذلك وخاصة في الالتحاق بالقوات الجوية ككابتن طيار». وقالت «الموازنة بين تربية الأطفال ومتطلبات العمل اليومية كانت تحديا بالنسبة لي أنا وزوجي، ولكن من الضروري البحث عن آلية للمساعدة سواء من مكان العمل أو الأسرة والمجتمع المحيط». قصص نون النسوة 16 ساعة عملبسؤال الضابط كارول سباروكا عن الجدول اليومي، قالت «نعمل من 8 إلى 16 ساعة يومياً، وذلك يشمل وقت التدريبات الرياضية اليومية، لا يوجد فصل في الأماكن المخصصة للرجال وتلك المخصصة للنساء». الزواج أو الجيش!سألنا الكابتن أليس يوو عما إذا خيرت بين الزواج مع ترك الحياة العسكرية أو الاستمرار في الحياة العسكرية، أجابت بالقول «يمكنني أن أفعل الأمرين، أن أتزوج وأستمر في حياتي العسكرية ولا داعي لوضع كل منهما في كفة». أمي و«الجنرال»بتذكير الكابتن أليس يوو أن ثمة نساء تولين منصب وزارة الدفاع، وسؤالها إن كانت ترغب في ذلك أجابت بالقول «ولم لا؟ عندما كنت صغيرة كانت أمي تلقبني بالجنرال أليس، وكانت تزرع فيّ هذا الطموح وكل شيء ممكن». الراتب حسب الرتبةاختصاصية الإذاعة ماكيلا جانتين تحدثت حول ما إذا كان هناك تمييز في ما يتعلق بالراتب، قائلة «الراتب يكون بناء على الرتبة وليس كون المرء رجلاً أم أنثى. الجيش الأميركي لديه معايير لاختيار أفضل المتقدمين بغض النظر عن جنس المتقدمين».
مشاركة :