نادي البديع الذي كان قبل التأسيس في العام 1957 عبارة عن فرق مبعثرة تلعب فيما بينها مباريات وهي المنتصر والشباب والساحل والتي انضمت جميعها الى النادي عند تأسيسه رسميا والذي ضم اسماء كانت موجودة مع هذه الفرق لتكون اللبنة الاولى لانطلاقة هذا النادي كرويا أمثال: عبدالله وربيعه ماجد وسعد صالح المداوي وربيعه سنان ومحمد جبر صالح وجاسم جبارة وجوهر مبارك وخميس ثاني ومحمد شمسان وبهم تكونت اللبنة الاولى والنواة للنادي. ولعب الفريق منذ تأسيس النادي في الدرجة الثانية وبقي فيها حتى موسم 1972/1973 والذي صعد فيه الى الدرجة الاولى وبقي فيها عشرة مواسم حتى موسم 1982/1983 ليعلن اول صعود له الى الدرجة الممتازة ولكن هذا الصمود لم يصمد طويلا فعاد مرة اخرى الى الدرجة الاولى وبقي فيها 17 موسما حتى عاد مرة اخرى للدرجة الممتازة في الموسم 1999/2000 ولكنه أيضا وكما كان سابقا لم يصمد أيضا طويلا حتى عاد لمكانه في الدرجة الاولى والذي بقي فيها قرابة 20 موسما كان فيها بين المتزعزع والمقترب من المنافسة ومر بالكثير من المطبات والمشاكل الإدارية مع جماهيره والجمعية العمومية حتى جاء الشاب لاعب الفريق الاول السابق علي حسين الدوسري الى كرسي الرئاسة لتتغير الكثير من الامور منها الجهازين الفني والاداري وتبدأ معها طموحات الصعود قبل ثلاث سنوات تقريبا وعندما تم التعاقد مع المدرب الوطني عبدالمنعم الدخيل والذي غير المفاهيم الكروية بالالتزام الفني داخل الملعب وزرع الطموح الأكبر في نفوس اللاعبين بعدما كان الاحباط وعدم الجدية المسيطرة على هؤلاء حتى ان فريق الشباب في الموسم الماضي تم إلغاء نتائجه لعدم حضوره لمباراتين ولكن مع قدوم ابن الدخيل للفريق الاول جعل فريقي الشباب والاول في حالة تقدم مستمر من الناحية الفنية والمعنوية فنافس الفريق الاول على الصعود في الموسم الماضي فجدد النادي مع الوطني عبدالمنعم الدخيل ليواصل لمساته التي بدأها مع الفريق قبل موسم ليشكل فريقًا قويًا استطاع من خلاله ان يضمن لنفسه مع دوري الكبار NBB في الموسم المقبل قبل اربعة أسابيع من انتهاء الدوري ليحجز اول مقعد في الدوري NBB بعدما كان الأفضل والأبرز بين فرق الدرجة الثانية وبعدما ظل فيها قرابة 20 سنة سعدت لها أهالي قرية البديع الذين خروجوا لاستقبال ابنائهم الأبطال بآمال وطموحات البقاء في دوري الكبار في الموسم المقبل باذن الله. يأتي السؤال هل بمقدور أبناء البديع البقاء في دوري الاضواء ولو لموسم واحد؟ نحن نجيب على هذا السؤال وبكل وضوح وأريحية نعم البديع قادر حتى على المنافسة وليس طموح البقاء فحسب. ولكن هذا الامر يحتاج للعمل الكبير والتخطيط المدروس والحسابات الواقعية بعيدا عن الامل الوهمي بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب للعمل الجماعي نحو تحقيق هذا الطموح الكبير. لابد ان يكون الامل تدريجيا من خلال خارطة طريق ترفع عن الفريق الضغوط النفسية عبر البقاء مع مركز بعيد عن ذيل القائمة ومن ثم الاقتراب من فرق المنافسة وثم تكون الانطلاقة نحو المنافسة ولكن كل ذلك مرهون بتطبيق استراتيجية عمل مدروسة بعمل اداري جماعي وافكار تقود ذلك لمثل هذا التدرج الموسمي. قد يقول قائل ان البديع قرية صغيرة غير متمكنة في توفير لاعبين قادرين خلال خمسة مواسم تقريبا لتكون نواة لدخول الفريق الاول مع فرق المنافسة؟ نرد على هؤلاء بالقول: صحيح ان قرية البديع صغيرة ولكنها هي على امتداد شارع يعج بالكثافة السكانية في قراها الممتدة من جدحفص وحتى بني جمرة والقرية والجسرة والهملة وبالتالي بإمكان النادي العمل جادا للبحث عن المواهب في كل الفئات عبر هذه القرى واحتضانها وضمها لفرق النادي، لان اليوم الأندية ليس ملكا للقرية التي يوجد فيها النادي وبالتالي لابد للخروج للقرى الاخرى المجاورة خصوصًا ان القرى المجاورة للبديع يوجد فيها الكثير من المواهب الفذة والتي يستفيد منها البديع في كل الفئات. على البديع المتمثل في رئيسه الشاب علي حسين الدوسري أن لا ينتظر يأتيه اللاعبون بل لابد ان يجول في ملاعب هذه القرى لجلب مواهبها للنادي ولا عيب في ذلك مادام هناك واجبات وحقوق محفوظة للجميع وبالتالي اذا أراد نادي البديع ان يكسر قاعدة الصاعد هابط عليه ان يتحرك من الآن وبوضع خطة عمل لخمسة مواسم قادمة يستطيع من خلالها فريقها الاول الوصول الى حد المنافسة مع فرق الدرجة الاولى ونحن نعلم بان النادي قادر على تنفيذ هذه الخطة وايصال الفريق الى هذا الامل والطموح الكبير بدلا من وضع خطة واستراتيجية البقاء فقط. فعلى نادي البديع ان ينقل نفسه من طموح البقاء الى المنافسة على بطولة دوري الدرجة الاولى ولكن بشرطها وشروطها واولها وضع خارطة طريق واستراتيجية واضحة المعالم باستقطاب مواهب القرى المجاورة وبإذن الله وبالتدرج سيصل النادي الى مبتغاه وأمله وطموحه المستقبلي. أود هنا أذكر أبناء هذه القرية العزيزة بأن لهم إنجازًا غير مسبوق مع ناشئي كرة القدم الذين مثلوا البحرين كأبطال للمسابقة في بطولة مجلس التعاون للأندية الأبطال للناشئين في العام 1992 ولعبوا امام اندية تفوقهم في الامكانات المالية آنذاك ولكن صغاركم عادوا من السعودية محملين بكأس البطولة والذهب رغم الصعوبات الكبيرة التي كان النادي يواجهها في تلك الفترة الزمنية ولم تكن مشاركتهم في البطولة الخليجية من اجل المشاركة وتعدى طموحاتهم نحو الكأس فكان لهم ما أرادوا صغاركم. أنتم كذلك من هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق في ذلك العام 1992 بامكانكم ان تكون لديكم نفس الطموحات والآمال والجدية في المنافسة القوية على بطولات دوري الكبار وبإمكانكم ذلك وإسعاد جماهيركم واهاليكم في قريتكم والمنطقة المجاورة لكم. نحن بانتظاركم وما ستقدمونه في موسمكم الجديد مع الكبار في الدرجة الاولى بإذن الله. وفقكم الله في تحقيق المزيد من الإنجازات الكروية. اخيرا اود ان اذكركم بنجومكم الذين شرفوا البحرين مع المنتخبات الوطنية في طليعتهم يعقوب اللحدان مع المنتخب العسكري والوطني وايضا أبناء الشروقي واحمد الحمر والدلهان وغيرهم اي أنتم مساهمون في إنجازات الكرة البحرينية فعليكم مواصلة الدرب بقوة وحماس وعزيمة وباذن الله ستصلون للأمل اخيرا.
مشاركة :