«الصاعد هابط»، قاعدة تتكرر كثيراً في عالم كرة القدم، من واقع التجارب، التي تؤكد أن الأقرب للهبوط في كل موسم من دوري المحترفين، «الصاعدان»، وأثبتت تجربة الموسم الأخير هذه الحقيقة بهبوط العروبة والإمارات من المنافسة عقب موسم واحد، وإن كانت هنالك بعض التجارب التي ألغت هذه القاعدة وأثبتت وجودها في دوري الأضواء والشهرة، لكن في الكثير من المواسم يكون الصاعد، الأقل حظوظاً في الاستمرارية والمرشح الأقرب للهبوط، ومع نهاية الموسم تصدق التوقعات وينال تأشيرة الخروج والعودة إلى «الهواة». لكن لماذا يكون «الصاعد هابط» أو مرشحاً للهبوط وقريباً منه؟ هل مرجع ذلك إلى «القاعدة الذهبية» التي تشير دوماً إلى قرب الفريق الصاعد من العودة سريعاً إلى دوري الهواة أم أن هناك أسباباً موضوعية تؤدي في نهاية الموسم إلى عودة الفريق الصاعد إلى المحترفين إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، هذا ما طرحته «البيان» على عدد من الرياضيين، لمعرفة الأسباب التي تُعجل برحيل الأندية الوافدة على «المحترفين» وعودتها من جديد إلى موقعها السابق، خصوصاً أن كسر هذه القاعدة يساهم في دعم الدوري ويضيف إليه الكثير من الإثارة وتطوير الكرة بخلق منافسة قوية مع جميع الفرق من أجل البقاء بين الكبار. سؤال منطقي بداية أكد جمعة العبدولي مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي دبا، أن السؤال عن سبب هبوط الصاعد منطقي وموضوعي. وأضاف: ردي على السؤال سيكون بآخر معه الإجابة، لماذا لم يهبط خورفكان الذي صعد قبل موسمين إلى المحترفين؟.. السبب واضح «الفلوس» التي توفرت للنادي وأيضاً لنادي كلباء، بينما هبط في الموسم الأخير الإمارات والعروبة بعد الصعود مباشرة لعدم «الفلوس». وأضاف العبدولي: عندما تكون لديك ميزانية عالية تستطيع أن تتعاقد مع أجانب سوبر، ومدرب متميز، وإذا لم ينجح أحد فيهم تقوم مباشرة باستبدالهم والتعاقد مع مدرب جديد ولاعبين جدد، وأيضاً تتعاقد مع أفضل اللاعبين المواطنين، كما فعل خورفكان الذي جلب عناصر متميزة وأسماء كبيرة مثل إسماعيل الحمادي، وخليفة مبارك، ومسعود سليمان وغيرهم، لذلك نجح الفريق في البقاء، وحالياً نتابع البطائح الذي توفرت له ميزانية جيدة فاستبدل فريقه بعناصر أخرى حتى ينافس على البقاء. وأشار مدير النواخذة، إلى أن إدارة المال نفسها تساعد أحياناً في البقاء، ذاكراً أن فريقه عندما نجح في الصعود لدوري المحترفين عام 2014 تمكن من الصمود بأقل الميزانيات لمدة 4 مواسم في الدوري، وإن ذلك يعتبر إنجازاً كبيراً لكنه هبط بعدها، لأن الاستمرارية تكون صعبة أمام منافسين يصرفون أكثر. النواحي المالية فيما أكد المدرب سالم ربيع أن الصاعد لا يهبط دائماً وهنالك تجارب لأندية صاعدة نجحت في إثبات وجودها، ذاكراً أن هبوط الصاعد يتكرر كثيراً لأن النواحي المالية هي التي تكون مؤثرة في اختيارات اللاعبين الأجانب والمواطنين، وقال: دوري الأولى يختلف عن المحترفين لذلك عندما يصعد الفريق يكون في حاجة إلى عناصر متميزة لديها الخبرة، وفي بعض المرات تتم التعاقدات بشكل جيد لكن لا يحدث الانسجام والتأقلم مما ينعكس سلباً على النتائج، وأحياناً أسلوب اللعب يكون مختلفاً لدى بعض اللاعبين، وبالتالي تتراجع النتائج. وأكد مدرب النصر السابق، أن الهدف لا يكون واضحاً عند بعض الفرق الصاعدة التي يتم الضغط عليها نفسياً بطموح أكبر من مقدراتها، إضافة إلى عدم تهيئة اللاعبين بشكل جيد للمباريات، وقال: بعض الفرق الصاعدة تتعرض لنتائج سلبية مع بداية مشوارها في دوري المحترفين أمام فرق كبيرة تنافس على البطولة، وهنا إذا لم يتم العلاج النفسي من أجل التركيز والحصول على النقاط من الفرق التي تنافس على البقاء تستمر الهزائم تلو الأخرى حتى هبوط الفريق من المنافسة. تجربة البرتقالي وأشار ربيع إلى تجربة عجمان في الدوري وقال إنها حققت نجاحاً كبيراً، ذاكراً أن الفريق بعد صعوده تمكن من الصمود والبقاء لأنه عرف كيف يتعامل مع المنافسة ووضع هدفه أمامه على حسب مقدراته، ذاكراً أن عجمان تعرض سابقاً لأربع هزائم متتالية مع بداية الدوري لكنه نجح بعدها في تحقيق النتائج الإيجابية بسبب التعامل الجيد والتهيئة النفسية ودعوة اللاعبين للتركيز أمام الفرق المنافسة، لذلك تحديد الهدف مهم جداً، وبدرجة تتناسب مع الإمكانات والأدوات المتاحة، وهذا لا يحدث أحياناً من بعض الأندية التي ترفع سقف طموحها ولا تعرف كيف تتعامل مع اللاعبين فتحدث النتائج السلبية. عقلية اللاعب من جانبه، أعاد خالد عبيد المحلل والناقد الرياضي، هبوط الفريق الصاعد، إلى أسباب مختلفة منها عقلية اللاعب القادم من دوري الأولى إلى المحترفين، والذي يأتي، حسب قوله، بالتفكير في عدم الخسارة ويعيش ضغوط الهبوط منذ البداية، وبالتالي تحدث نتائج سلبية تفقد الفريق استقراره. وأضاف عبيد: أيضاً عدم توفر الخبرة لدى معظم اللاعبين الذين اعتادوا على اللعب في دوري الهواة، وحتى إذا تم التعاقد مع مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة فإن الفريق يصبح في حاجة إلى الانسجام وهذا يأخذ وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن الفرق الصاعدة أحياناً تكون غير مهيأة للمحترفين وتضطر إلى خوض المباريات خارج ملعبها لعدم جاهزيته وتوفر الشروط المطلوبة لاستضافة المباريات على ملعبه، أما إذا كان الفريق الصاعد، سبق له خوض تجارب في المحترفين فإن وضعه يكون أفضل من ناحية امتلاك الملعب وتوفر خبرة التعامل مع المحترفين مثل دبا الفجيرة حالياً والذي يعمل بطريقة تبين أنه يدرك المطلوب منه. وأشار خالد عبيد أيضاً إلى أن معظم الفرق التي تصعد للمحترفين، تعمل من دون خطة مدروسة، وتفكر في البقاء بعد الصعود، ذاكراً أن هذا الوضع يضعها أمام الكثير من الصعوبات والمفاجآت ويجعلها تعاني لأجل البقاء دون أن تنجح في المهمة. وتطرق خالد عبيد إلى نقطة الدعم المادي، وقال إنها أيضاً مؤثرة جداً، مبيناً أن ميزانية دوري الأولى تختلف عن المحترفين، وأن النادي الذي يصعد لا يحظى بميزانية كافية، وبالتالي لا يتمكن من إثبات وجوده مع بقية الفرق. غياب الخطة أما عبدالله العاجل مشرف فريق الإمارات، الذي هبط إلى الهواة أخيراً بعد موسم واحد من الصعود للمحترفين، فقد أكد أن غياب الخطة المدروسة أحد أهم أسباب هبوط الفرق، ذاكراً أن الأندية تفكر في الصعود للمحترفين لكنها تعمل بعقلية دوري الدرجة الأولى، ولا تعمل من أجل البقاء في المحترفين إلا بعد الصعود رسمياً، وأضاف: عامل الزمن هنا لا يكون في مصلحة النادي، لأنه يفترض أن يكون جاهزاً بنسبة 60 % للمحترفين على الأقل قبل أن ينال بطاقة الصعود، بينما الأندية تبدأ من الصفر بعد الصعود وتدخل في مغامرة خطيرة بإجراء تعديلات كبيرة في صفوفها. وأضاف مشرف الصقور: حتى المدرب الذي حقق إنجاز الصعود تتم إقالته بحجة أنه ليس مدرب المرحلة، وهذا خطأ كبير، فالنادي الذي يمتلك الطموح يجب أن يختار مدرباً مناسباً يبقى معه سواء في الهواة أو المحترفين، وبعد الصعود تتم إضافة أجانب متميزين وعدد قليل من المواطنين حتى يحافظ الفريق على الانسجام والتناغم. وقال عبدالله العاجل إن الوضع المالي أيضاً له تأثيره الكبير على الفرق الصاعدة لأنها تعمل بمقدرات مالية أقل مع فرق موجودة في المنافسة تمتلك إمكانيات مالية أكبر، وفي الوقت ذاته تتوفر لديها الخبرة، وذكر العاجل أن مواجهة الأندية الصاعدة، للصعوبات تعتبر طبيعية لكل فريق لا يتهيأ مبكراً للمحترفين، ولا يمتلك ميزانية كافية وبالتالي يكون مصيره الهبوط. أسباب متعددة من جانبه، قال سالم حسن الهلالي لاعب منتخبنا الوطني السابق، ومشرف الظفرة السابق أن هنالك عدداً من الأسباب التي تؤثر على استمرارية الصاعد بدوري المحترفين، أبرزها القدرة المالية، ذاكراً أن ميزانية النادي في دوري الأولى تكون محدودة، وعندما يصعد للمحترفين لا تزيد بقدر كبير في الكثير من الأحيان، وبالتالي يكون الدعم المالي غير كافٍ لمنافسة فرق راسخة في الدوري ولديها قدرة مالية أعلى. وأضاف الهلالي: لكن ليس كل إخفاق سببه المال، فهنالك قرارات خاطئة ترتكبها بعض الأندية، على سبيل المثال عند الصعود يتم الاستغناء عن المدرب دون سبب، وأيضاً عن اللاعبين الأجانب بحجة أنهم لا يواكبون المرحلة الجديدة حتى وإن كانوا متميزين في الجانب الفني، وقد حدثت لي تجربة مماثلة عندما كنت إدارياً في الظفرة، وتم الاستغناء عن لاعب مميز بقرار إداري وبعد انقضاء النصف الأول وتراجع النتائج تمت إعادة قيده بمبلغ أكبر ونجح في إنقاذ الفريق، فالمشكلة أحياناً أن هنالك بعض الإداريين لا علاقة لهم بكرة القدم يتدخلون في الشأن الفني بقرارات خاطئة تنعكس سلباً على الفرق ويقومون أيضاً باختيار اللاعبين والمدرب دون دراية. ضعف الخبرة وأشار مشرف الظفرة السابق، إلى أن ضعف الخبرة أيضاً يسهم في الهبوط، لأن دوري المحترفين يختلف عن الهواة، والخبرة عامل مهم جداً في تحقيق النتائج الإيجابية والبقاء بالمنافسة، والفريق الذي يفتقد عناصر الخبرة يجد صعوبة في البقاء. 01 يتواجد في النسخة الجديدة من الدوري فريق البطائح للمرة الأولى بعد أن حقق إنجاز الصعود في تجربة متفردة، باعتبار أنه شارك في 3 نسخ فقط من دوري الهواة، كللها بالصعود بعد أن نال الترتيب الثاني في الدوري. 02 شهد الموسم الأخير هبوط فريقين من دوري المحترفين هما العروبة والإمارات بعد موسم واحد من صعودهما في تأكيد على أن الصاعد هابط، وكانت التجربة الأولى للعروبة في المحترفين والتاسعة للصقور. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :