«انتفاضة العودة»..تطور نوعي في المقاومة الفلسطينية

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تصدرت «انتفاضة العودة» متابعات ورصد وتحليلات وتوقعات الدوائر السياسية في الغرب (من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة)، وبحسب تعبير الباحث البريطاني، إدوارد شميل، فإن «هبّة يوم الأرض» سجلت مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة، وبدأت تعيد الحسابات من جديد حول «قضية القرن» بعد سبعة عقود .. ويؤكد الباحث البريطاني، في مركز لندن لدراسات المستقبل، أن مسيرات يوم الأرض، كشفت عن تطور نوعي في المقاومة الشعبية الفلسطينية، لتصبح «إسرائيل» في مواجهة أشبه بـ «حرب استنزاف» استعد لها الفلسطينيون للتضحيات.         سياسيون وخبراء في واشنطن، رصدوا على متن تقرير مؤسسة السلام والتنمية الأمريكية، مشاهد «انتفاضة العودة» والتي فجرت مخاوف وقلق دولة الاحتلال، من «صورة فلسطين» التي تجسدت في الوحدة الوطنية والعلَم الواحد، عَلَم فلسطين، وغياب رايات الفصائل.. ويرى استاذ علم الاجتماع السياسي الأمريكي، جان ريمون، أن المخاوف الإسرائيلية من مسيرات الفلسطينيين تحت شعار «العودة» أنها أعادت  ماساة الفلسطينين أمام العالم، وبعثت من جديد «حق العودة» وفقا لقرارات الشرعية الدولية حين تبنت الأمم المتحدة اقتراح الكونت برنادوت بشأن «اللاجئين»، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 في العام 1948 بوجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الفلسطينيين، وأن نصَب خياماً على طول الحدود تعيد الى الأذهان صور النكبة الأولى.       التقرير الأمريكي، كان قريبا من أحلام «جيل النكبة» في احتضان «تراب الوطن»، وكانت هناك بالفعل آمال معقودة داخل «خيام العودة».. وأن المقاومة الشعبية التي تتحدى رصاص الاحتلال، هي مقاومة عابرة لكل الفصائل والتنظيمات.. والتجربة الفلسطينية الطويلة ترى في «المقاومة الشعبية» عقداً اجتماعياً وطنياً، وحالة ارتقاء بالوعي الجمعيّ وتسليمه بحتمية مقاومة الاستيطان والاحتلال، واستعداده للتضحيات، بحسب تعبير الكاتبة الفلسطينية فاتنة الدجاني، وأن «انتفاضة العودة» تجسد تلك الروح الجمعية الطامحة الى التحرر.       لحظات تاريخية يسطرها كفاح الشعب الفلسطينى الذى يتحدى تهديدات الاحتلال الإسرائيلى، حيث يواصل الشعب الفلسطينى صموده وثباته ونضاله ومواجهته رصاص وقذائف وغارات قوات الاحتلال بالطرق السلمية فى الوقت الذى تنتهك فيه السلطات الإسرائيلية الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولى برمته بجرائمها التى ترتقى إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية.         «ملحمة النضال الفلسطيني» انتصرت على بطش الاحتلال، بحسب تعبير السفير عبد الفتاح راغب، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وعرّت الموقف الدولي المتمثل في فشل أعضاء مجلس الأمن الدولى خلال جلسته الطارئة المغلقة الليلة قبل الماضية لبحث الوضع المتدهور على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، من الاتفاق على بيان مشترك، بعد رفض الولايات المتحدة  ومعها بريطانيا اعتماد أى بيان ينتقد إسرائيل أو يوجه دعوة موحدة لوقف القتال فى فلسطين.         وأضاف الدبلوماسي المصري للغد، يجب أن يدرك العالم أن الساحة الفلسطينية منذ يوم الجمعة الماضي، قد دخلت مرحلة جديدة من النضال والكفاح، وأن الشعب الفلسطيني قرر أن يكون وحده صاحب القرار، وأن لديه «فائضاً» من القوة والقدرة على الحراك الشعبي السلمي غير العنيف، ما يكفي لوأد كل المشاريع السياسية الهادفة إلى تصفية القضية، بل وبمكن القول أنهم  دفنوا، إلى الأبد، ما بات يُعرف بـ «صفقة القرن».         وقال السفير راغب، للغد،  لدينا شكوكا بشأن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مجزرة غزة يوم الجمعة، ومن المؤكد أن الفلسطينيين لا يلتفتوا  إلى مثل هذه المبادرات، لأنه قرر مواصلة الانتفاضة، والتي سوف تبلغ ذروتها يوم 15 مايو/ آيار ذكرى اغتصاب فلسطين وتأسيس المشروع الصهيوني،  وأن الخيام التي نصبها الفلسطينيون في الفعالية الفلسطينية الأولى من نوعها «مسيرة العودة الكبرى»، أعادت  للشعب الفلسطيني ذكريات اللجوء المريرة الأولى، لتشابهها مع تلك الخيام التي نصبت للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا في عام 1948 قسرا عن أراضيهم، ومن الواضح أن نجاح أهداف مسيرات العودة، التي أعادت الروح لقضية اللاجئين، وتصدت لرصاص قوات الاحتلال، أجبرت خبراء عسكريون وسياسيون إسرائيليون، للإعتراف بعدم وجود حل عسكري للتهديدات التي تشكلها الانتفاضة الفلسطينية.

مشاركة :