تتسارع الخطوات التمثيلية للممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا وتتراكم بسرعة قياسية تجاربها التي أوصلتْها إلى سورية ومن بعدها إلى مصر، التي ستطل عبر شاشاتها في الموسم الرمضاني 2018 من خلال مسلسل «فوق السحاب» الذي تتقاسم بطولته مع النجم هاني سلامة.لا تنكر صليبا في حديثها الى «الراي» أهمية الجمال الذي فتح أمامها الأبواب، فهي ترى أن الكاميرا تحتاج إلى وجوه جميلة وأيضاً إلى موهبة فعليّة، كما تعتبر أن الفنّ حريّة ومساحة تتّسع للجميع، ولكنها تضيف «أن الشاشة غربال، وهي تثبّت أن من لديه شيء مُختلف يُقدِّمه، وبصراحة (نيّال الّلي بتحبّو الكاميرا)». ● استطعت خلال فترة زمينة قصيرة أن تصلي إلى مصر بعدما فرضتِ نفسك في سورية. فهل تعتبرين نفسك من الفنانات المحظوظات، خصوصاً أن هناك ممثلات وبعضهنّ نجمات، لم يتمكن من دخول مصر إلا أخيراً بالرغم من أنهن موجودات على الساحة منذ فترة بعيدة؟- الفُرص تَسارعتْ بعد تجربتي التمثيليّة الأولى في مُسلسل «مثل القمر»، والتي قدّمتني إلى جمهور عربيّ من خلال مُشاركتي في مسلسليْ «صرخة روح» و «شبابيك» في سورية. لا شكّ أنّني محظوظة، وانا أحمد الله على ذلك، لكنني في المقابل أعرف جيداً أن رغبتي الشديدة والجديّة التي أنظر من خلالها إلى المجال ساهمتْ في تحويل تلك الفرص إلى تجارب علّمتني وجعلتْني أكثر قرباً من المُشاهد. أمّا بالنسبة إلى سرعة دخولي إلى مصر، فمن الصعب تحليلها أو مُقارنتها بتجارب الفنانات الأخريات، لأن لعبة الوقت ليست بيد أيّ أحدٍ، بل هي جزء من المفاجآت التي تخبئها لنا الحياة.● تشهد الساحة الفنية مُنافَسة حامية بين الممثلات، بعدما ظلت محصورة طوال الأعوام الماضية بين المغنيات. كيف تنظرين إلى هذه المنافسة، خصوصاً أن البعض يعترف بثلاث أو أربع نجمات صف أول فقط في مجال الدراما وهن سيرين عبدالنور ونادين نجيم ونادين الراسي؟ - المُنافَسة في الدراما اليوم جميلة، وهي دليل عافية. أما بالنسبة إلى مسألة التصنيفات، فأراها مُجْحفة في حقّ أسماء كثيرة موجودة على الساحة وأغنتْ المجال، أذكر منهن السيّدة منى واصف والمُمثلات القديرات تقلا شمعون ورولا حمادة وجوليا قصّار. وفي ما يخص سيرين عبدالنور ونادين نجيم ونادين الراسي، فهنّ جميعاً نجمات أثبتتْ كلّ منهنّ قدرتها على تحقيق النجاح والاستمرارية، خصوصاً أن كل واحدة منهن جمعت بين الموهبة والخبرة وحبّ الناس.● هل هذا يعني أنه ولّى زمن احتكار النجومية بأسماء معيّنة بعدما فُتحت لك الأبواب العربية على مصراعيها؟- لعبتُ دور البطولة المُطلقة في أوّل تجربة تمثيليّة لي، ما ينفي تماماً نظريّة الاحتكار. مجال الفن هو صورة مُصغّرة عن الحياة بكلّ مراحلها وتجاربها والأدوار التي تختبرنا الحياة من خلالها. وأنا أرى أنّ كلّاً منّا يعيش أدواراً عدة في هذه الحياة، واختلافها لا يعني أبداً نجاحاً أو فشلاً، بل تجربة جديدة تضاف إلى تجربته الإنسانية، لأن وراء كل دور نعيشه رسالة معيّنة. فكما أنه لا يوجد في الحياة شيء ثابت، فكذلك في الفن لا يوجد شيء ثابت، وفي كل مرحلة يعيش الفنان تجارب مختلفة واختبارات مختلفة ويشغل مواقع مختلفة. لذا، أنا ضدّ التعميم أو وصف المراحل الزمنيّة بعناوين مُحدّدة. وتعقيباً على سؤالك عن احتكار النجوميّة، أود أن أطرح سؤالاً: ما مفهوم النجوميّة؟ هل هي أن يلعب المُمثل دور البطولة في عمل دراميّ ما؟ أو أن يملك هالة كبيرة أو شعبيّة كبيرة؟● هل تعتمدين استراتيجية معينة لتحقيق الانتشار أم أن العمل الجيّد هو الذي يفرض نفسه؟ - أظنّ أنّ مسألة الانتشار باتت سهلة جداً، ولاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي اليوم والتي فتحت الآفاق وسمحت باختراق كلّ الحدود. إلا أنّ الانتشار من دون تخطيط يحول دون الوصول إلى الهدف. لذا، وضعتُ استراتيجيّة لعملي ومسيرتي الفنية، وهذا أمر بديهيّ، والأهمّ من ذلك هو فريق العمل الذي يحتاج إليه أيّ فنّان ليُطوّر صورته وموهبته والمادّة التي يقدّمها.● وماذا تنتظرين أن تمنحك فرصة التمثيل في مصر وهل تعتبرين أن مُسلسل «فوق السحاب» سيشكل خطوة نحو النجومية العربية؟ - النجوميّة بالنسبة إليّ نتيجة وليس هدفاً. مُسلسل «فوق السحاب» يُعتبر تحدّياً جديداً بالنسبة إليّ وهدفي أن أقدّم من خلاله، دوري الصعب بأفضل طريقة مُمكنة. فالجمهور سيشاهدني وأنا أتحدّث اللغة الروسيّة إضافة إلى لهجتي اللبنانيّة، وهذا أمر تطلب مني التحضير لإتقان اللغة الروسية وليس فقط لتحضير الدور. وأنا سعيدة جداً باختياري للوقوف أمام النجم هاني سلامة في عمل من إخراج رؤوف عبدالعزيز وتأليف حسّان دهشان وإنتاج شركة «سينرجي» للإنتاج الفنيّ التي يملكها المُنتج تامر مُرسي، وهي من أهمّ شركات الإنتاج في مصر. المُسلسل سُيعرض خلال السباق الرمضانيّ على عدد من القنوات الفضائيّة، ما سيُدخلني في مرحلة مهنيّة جديدة. ● كان تَردّد أنك ستشاركين في مسلسل «الهيبة». هل يمكن القول إنه عُرضت عليك المشاركة فيه ولكنك فضلت التواجد في مسلسل آخر، وإذا كانت المشاركة عُرضت عليك فعلاً، فما هي العوامل التي حالت دون تواجدك؟- كل ما تردد حول هذا الموضوع كان مُجرّد شائعة، ولا صحة له من الأساس. لكن علاقتي بشركة «صبّاح للإعلام» وطيدة جداً، ونحن على تواصل مستمر وراقٍ وتوجد نيّة للتعاون عندما تسنح الظروف. وهنا أحبّ أن أستغلّ هذا السؤال لأقول إنّ «الهيبة» شكل بصمة جميلة غيّرت مُعادلة الدراما اللبنانيّة والعربيّة، وهو عمل يُفتخر به ويتمنّى الانضمام إلى فريقه أيّ مُمثل مُحترف.● يُحكي دائماً أن المذيعات وملكات الجمال في لبنان يأخذن من درب الممثلات اللواتي يتخرجن من معاهد التمثيل. كيف تعلّقين على هذا الموضوع، وهل ترين أن الجمال هو العامل الأساسي للعمل في التمثيل أو حتى في الغناء؟ - لا شكّ في أنّ الكاميرا تحتاج إلى وجوه جميلة، لكنها تحتاج أيضاً إلى موهبة فعليّة سواء في التقديم أو التمثيل أو الغناء. أمّا مسألة توزيع الفرص، فأراها من زاوية مُختلفة وأراها عادلة، لأن الفنّ حريّة ومساحة تتّسع لكل من يُحب أن يعيش التجربة، ولكن في الوقت نفسه، الشاشة غربال وهي تثبّت أن من لديه شيء مُختلف يُقدِّمه، وبصراحة «نيّال الّلي بتحبّه الكاميرا».● إلى مسلسل «فوق السحاب» تصوّرين حالياً المُسلسل اللبناني»كارما»، وهما عملان لك في سنة واحدة، كيف تصفين هذه المرحلة من مسيرتك الفنية؟- بصراحة، هي من أصعب مراحل حياتي لجهة الجهد الكبير وصعوبة السيطرة على الشخصيّات التي ألعبها وهي ثلاث. ففي مُسلسل «كارما» ألعب دورين، وهو أمر صعب ويحتاج إلى تقنيّات تسمح بتقمّص دورين مُختلفين. لكنني في الوقت نفسه سعيدة بفرصةٍ دفعتْ بي للتطوّر أكثر تقنياً ومهنياً. العمل من إنتاج شركة «IndiemindsEntertainment» لصاحبها كريستيان الجميّل وإخراج رودني حدّاد الذي يلعب إلى جانبي دور البطولة. ● حصلت مشاكل حول مسلسل «كارما»، وبعد انسحاب المخرج سيف الدين السبيعي من تصويره، أوكلت إلى المخرج والممثل رودني حداد مهمة الإخراج. فماذا حصل وكيف تتحدثين عن تفاصيل هذا الانسحاب؟- لقد أوضح المُخرج سيف الدين السبيعي، وكذلك أوضحت الشركة المُنتجة ظروف هذا الانسحاب المُتعلّقة بقرار شخصي وظروف خاصة نحترمها ونقدّرها بقدر احترامنا لشخصه.
مشاركة :