في إيران كسر حاجز الخوف

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيارة خامنئي تفجر موجة سخرية في إيران، تحت هذا العنوان نشرت البي. بي. سي، تقريرًا قصيرًا نقلت من خلاله مجموعة تغريداتٍ وتعليقات من داخل طهران وضواحيها طالت هذه المرة «المقدس» الموهوم خامنئي، ما يؤشر إلى تجاوز وهم القداسة التي رسمها حول ذاته المتعالية لسنوات طويلة ما يدل على حالة أخرى جديدة بدأت تتشكل في القاع الاجتماعي الإيراني الواسع والمتنوع بأطيافه التي خرجت من بيت الطاعة وتمردت على العمامة «المقدسة» وما تلك التعليقات على خامنئي واسرته واقربائه سوى البداية. والمناسبة التي اطلقت هذا السيل الجارف من التعليقات والتغريدات داخل ايران هي دعوة خامنئي نفسه للشعب الإيراني لتشجيع «الصناعة المحلية» حسب وصفه وهي الصناعة التي تدهورت في عهده لحساب الصناعات العسكرية بعد عسكرة المجتمع الإيراني وفرض ما يشبه الاقامة الجبرية عليه، فأطلق العنان لمشاعر تمرده ردًا على خامنئي ودعوته لتشجيع الصناعة الإيرانية وهو الذي يركب سيارة «B.M.W» ونشرتها وسائل التواصل الاجتماعي الإيراني وهو يترجل مزهوًا. ولعل أكثر الصور التي نشرها الإيرانيون مرارةً ووجعًا عن تناقضات النظام، هي صورة المدعو علي حداد عادل والد زوج ابنة خامنئي ومعه أسرته بالكامل يتسوقون ويشترون الملابس من أحد اشهر المحلات البريطانية. وهي مفارقة شديدة الوقع وكبيرة الوجع المعبّر في الصورة بسخرية سوداء من الوضع بين «الناس اللي فوق والناس اللي تحت السلم» وهم يكادون ان يصرخوا في خامنئي «قُل هذا الكلام لعائلتك واقاربك»!!. واستذكر المعلقون الشعبيون الايرانيون عهد الشاه الذي اسقطوه يومًا، فنشروا صورة قديمة لرئيس وزراء الشاه وهو يركب سيارة إيرانية الصُنع «أيام ازدهار الصناعة الإيرانية قبل ان تتراجع وتنهار في عهد الملالي» وهي صورة لا تحتاج إلى تعليق إذا ما قارنها المواطن الايراني بالصورة المقابلة لخامنئي وهو يركب سيارة «B.M.W»!!. ومشكلة الشعب الإيراني مع حكومته ليست في الصناعة ولكنها في التوجهات والاستراتيجيات التي اعتمدتها حكومته خلال أربعة عقود تحت عنوان «تصدير الثورة» وهو ما جعل الانفاق الحكومي بالكامل وتوجيه الميزانيات العامة للدولة للتوسع وخدمة اعادة احياء امبراطورية الفرس الصفويين في العالم وفي العالم العربي بوجهٍ خاص وقد جاء ذلك على حساب الاموال العامة وعلى حساب الصناعة التي كانت مزدهرة إلى حدٍ ما في عهد الشاه. وطبيعة كل نظام ديكتاتوري قمعي بوليسي عسكري هي اهمال وتهميش والغاء كل مظاهر التقدم المدني العام وأي نشاط فني وابداعي وأدبي أو فكر ثقافي، وهو ما نلاحظه في إيران على صعيد الابداع الفكري والثقافي والفني عمومًا، وهجرة العقول المبدعة أو صمتها وانحسار وجودها في المشهد الإيراني العام. هكذا يعيد الملالي انتاج ما انتجته جميع الانظمة الديكتاتورية والقمعية السابقة ولم تستطع انتاج «ابداع» عنصري كما فعل النظام النازي في عهد هتلر وغوبلز او في عهد ستالين الفاشي، ما يؤشر إلى عقلية ثيوقراطية تقف ببيعتها ضد أي شكلٍ من اشكال الابداع الفكري والفني والثقافي. فإذا كان غوبلز يتحسس مسدسه كلما ذُكرت كلمة «مثقف» امامه، فان خامنئي يتحسس خنجره كلما ذكرت كلمة «مثقف» امامه!!. وبين خنجر العمامة الثيوقراطية وبين مسدس غوبلز النازي، موت لكل شيء ونهاية لكل شيء وليس للصناعة فقط يا خامنئي، ثم ان اقاربك وعائلتك اجدر بنصيحتك التي نصحت بها شعبًا لا يملك قوت يومه فكيف يملك ان يشتري الصناعة الاجنبية ان كنت تعلم فالشعب الإيراني يعلم أكثر منك.

مشاركة :