جولات صاحب السمو أحبطت مخططات عزل قطر

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي :أكدت الجولات التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى منذ افتعال أزمة الحصار الجائر على قطر، المكانة الرفيعة التي تحظى بها قطر على المستويين الإقليمي والدولي. وشهدت شهور الأزمة العديد من الزيارات الأميرية التي أحبطت مخطط عزل قطر وعززت من حضورها كدولة ذات سيادة ورؤية، وقدمت نموذجاً للعالم حول أمن الدول الصغيرة بتنويع تحالفاتها الأمنية والدفاعية وأكدت مكانتها كمنصة أساسية لأمن واستقرار العالم. ففي الخامس والعشرين من مارس الماضي، بدأ صاحب السمو زيارة عمل إلى روسيا، أثمرت عدداً من النتائج المهمة لمستقبل العلاقات بين البلدين، وفضلاً عن التشاور المباشر حول قضايا إقليمية ودولية مهمة مثل القضية الفلسطينية والأزمة السورية ومكافحة الإرهاب، أثمرت الزيارة عن توقيع اتفاقية بين شركة روس نفط وهي من أكبر شركات النفط في العالم مع مؤسسة قطر للعلوم والتربية لإنشاء مركز أبحاث، وسبق أن وقعت قطر وروسيا مذكرة تفاهم للتعاون العسكري التقني في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، كما وقع البلدان خطاب نوايا مع المنظمة الدولية للحماية المدنية لتعزيز التعاون في مجال الدفاع المدني نهاية مارس. وفي الخامس من مارس الماضي، قام صاحب السمو بجولة أوروبية استثنائية شملت بلجيكا وبلغاريا، تعد أول جولة خارجية لصاحب السمو خلال العام الجاري، ورابع جولة خارجية لسموه منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي. وتبرز استثنائية هذه الجولة في نتائجها غير المسبوقة بتوقيع اتفاقيات نوعية، أهمها اتفاقية التعاون العسكري والأمني مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، وعقب توقيع الاتفاقية، أكد صاحب السمو أن الاتفاقية تدشن استراتيجية عسكرية ثنائية لترسيخ الأمن والسلم في المنطقة، وتعزز جهود قطر والحلف في مواجهة التحديات الأمنية في العالم. كما توجه ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الناتو بالشكر إلى حضرة صاحب السمو على دور قطر وجهودها في مكافحة الإرهاب وتعاونها مع حلف الناتو في هذا المجال، لا سيما من خلال قاعدة العديد الجوية. وفي الحادي والعشرين من ديسمبر الماضي، قام صاحب السمو بجولة أفريقية، شملت 6 دول لأول مرة هي السنغال ومالي وبوركينافاسو وغينيا وكوت ديفوار وغانا، أكدت الاهتمام القطري بالقارة الأفريقية حيث سبقتها جولة أفريقية لثلاث دول في أبريل الماضي، أي قبل شهرين من الحصار، شملت إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا. وفي الخامس عشر من أكتوبر قام صاحب السمو بجولة آسيوية شملت ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات .. وفي الرابع عشر من سبتمبر الماضي، قام صاحب السمو بأول جولة خارجية منذ بدء الحصار الجائر، استمرت نحو 10 أيام استهلها سموه بزيارة تركيا ثم ألمانيا ثم فرنسا واختتمها بالمشاركة في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.       صفعات قطرية متتالية لدول الحصار تلقت دول الحصار على مدار شهور الأزمة العشرة، صفعات متتالية لمخططها لعزل قطر وتشويه سمعتها بمزاعم دعم الإرهاب. وتجسدت هذه الصفعات والصدمات في اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون غير مسبوق بين الدوحة وكبرى الدول والكيانات في العالم، جاء في مقدمتها . الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، والذي أثمر توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، فيما سبقته صفعة فرنسية بتوقيع الدوحة مذكرة تفاهم وخطابات نوايا لتعزيز التعاون مع فرنسا وقبلها صفعة ألمانية برفض الحصار كمبدأ وقبلها صفعة أمريكية بتوقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة، يوليو الماضي، وتكللت في مارس الماضي بتوقيع اتفاقية أمنية وعسكرية مع حلف الناتو أكبر حلف عسكري واستخباراتي في العالم، فضلا عن تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية لتعزيز الحوار السياسي.    الدبلوماسية القطرية تحاصر تهور دول الحصار نجحت الدبلوماسية القطرية في محاصرة تهور دول الحصار سواء باستعادة العلاقات مع دول كانت ضمن حلف الحصار أو بتوثيقها كافة الانتهاكات والاستفزازات التي تقوم بها دول الحصار بخروقاتها للأجواء والمياه الإقليمية القطرية وعرضها أمام المجتمع الدولي ووضعه أمام مسؤولياته في مثل هذه المواقف التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. كما عززت دبلوماسية قطر من موقفها كدولة محبة للسلام ولا تنقصها قوة ردع المتآمرين بتوثيق لحظي لكافة الانتهاكات والخروقات التي ترتكبها دول الحصار ضد الأجواء والمياه الإقليمية القطرية، لتكشف بحكمة وعقلانية الوجه القبيح لهذه الاستفزازات الصبيانية من جانب دول الحصار.    قطر تتجاوز بدورها وتأثيرها مساحة محاصريها كشف التنافس العبثي للرياض وأبو ظبي عن شراء لوحة «مخلص العالم» بقيمة 450 مليون دولار، ظناً منهما أن المنافس هو قطر، عن رعونة دول الحصار وانشغالهم بمنجزات الدوحة فيما يدعون أن مشكلتها صغيرة جداً جداً .. ويمكن إدراك الإنجاز القطري بمقارنة سريعة مع دول الحصار من حيث المساحة وعدد السكان وحجم الإنفاق. وبحسب تقرير حديث نشره مركز الجزيرة للدراسات، لكاتبه روري ميلر، أستاذ شؤون الحكم وإدارة الدولة بجامعة جورجتاون في قطر، فتعداد رباعي الحصار يعادل 55 ضعف تعداد سكان قطر (137 مليون نسمة مقابل 2.5 مليون)؛ وتبلغ المساحة الجغرافية لدول التحالف مجتمعة 279 ضعف مساحة قطر، أما ما تنفقه دول التحالف على التسلح العسكري، وفقًا لمؤشرات عام 2015، فيبلغ 16 ضعف ما تنفقه قطر (112.871 مليار دولار نظير 7 مليارات دولار)؛ في حين يبلغ إجمالي الناتج القومي لدول الحصار الأربعة، وفقًا لمؤشرات العام 2015 أيضًا، 11 ضعفًا مقارنة بدولة قطر أي بواقع (3.49 تريليون دولار مقابل 309 مليارات دولار)، ورغم كل هذا الفارق، أثبتت قطر أنها دولة لا تنافس أحداً، وتتجاوز بدورها وتأثيرها مساحة وجغرافية محاصريها.      الدوحة تتحدى المتآمرين باتفاقية الأمن الإقليمي أكدت قطر انفتاحها على دول المنطقة والعالم وتحديها لأي مزاعم وافتراءات ضدها، بدعوتها إلى عقد اتفاقية للأمن الجماعي في الشرق الأوسط خلال مؤتمر ميونخ منتصف فبراير وتجديد هذه الدعوة في مؤتمر بباريس الشهر الماضي. وعكست هذه الدعوة جاهزية قطر للتعاون والتنسيق مع كافة دول المنطقة بما فيها دول الحصار لمواجهة العنف والتطرف الذى يضرب أركان الشرق الأوسط في كل اتجاه. وعندما دعت قطر إلى اتفاق أمني إقليمي، فإنها قصدت الشرق الأوسط بمعنى واسع، وأكدت ضرورة الدخول في حوار موسع وتشاور متعدد الأطراف من أجل التوصل لاتفاق بشأن المبادئ التي يتوافق عليها الجميع لحل الخلافات بطريقة حضارية، وبما يكفل احترام سيادة كل دول المنطقة وأمنها الجماعي.    قطر شريك أساسي لأمن الطاقة العالمي أثبتت شهور الحصار التزام قطر بتعهداتها تجاه حفظ وصيانة أمن الطاقة العالمي باعتبارها أكبر مصدر للغاز المسال في العالم. كما أرست منهج التوظيف الذكي لقوتها الاقتصادية عبر شراكات واستثمارات تصب في مستقبل الاقتصاد غير النفطي في قطاعات العقارات والضيافة والبنية التحتية وغيرها من القطاعات الحيوية.ورغم الحصار الجائر لم تتوقف إمدادات الغاز القطري لجميع الدول بما فيها دولة الإمارات، ولولا الالتزام القطري لساد الظلام ثلث مدينة أبو ظبي رأس الحربة في مؤامرة الحصار ضد قطر.     المنتج القطري أبرز الانتصارات على الحصار أثبت الاقتصاد القطري قوته بفتح خطوط تجارية جديدة وعقد شراكات استراتيجية طويلة الأمد إضافة إلى افتتاح ميناء حمد الدولي وتنويع مصادر الاستيراد، فضلا عن تشجيع الصناعة الوطنية وظهور المنتج القطري بقوة تنافسية كبيرة فيما يراه الكثيرون أبرز انتصارات قطر الاقتصادية على مخطط الحصار في طريقها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الأساسية. وتتجسد قوة الاقتصاد القطري في عدد الأرقام والإحصائيات الموثقة ومنها على سبيل المثال ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2017 بنحو 220 مليار دولار مقابل 218 مليار دولار عام 2016 بما يعادل نمواً بنسبة 2? وهو ما يعد خير دليل على أن الحصار لم يؤثر على اقتصاد دولة قطر كما حقق الميزان التجاري للدولة فائضاً بنسبة 40? عام 2017 حيث ارتفع من 25 مليار دولار في 2016 إلى 35 مليار دولار عام 2017 فضلاً عن زيادة ثقة العالم في السوق القطري مع التزامه بالقواعد والقوانين الدولية ذات الصلة بعيداً عن التهور والرعونة التي تمارسها دول الحصار.

مشاركة :