افتتح سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني -رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين- رسمياً، أمس الأحد، فعاليات الدورة الأولى من معرض «قطر للاكتفاء الذاتي 2018»، والذي يتيح لشركات خطوط التصنيع والإنتاج تسليط الضوء على أحدث ابتكاراتها، التي ستلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف قطر الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام وقائم على أسس المعرفة والابتكار.يمتد المعرض على مساحة 10 آلاف متر مربع ضمن مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، ويستضيف 120 جناحاً من قطر والمنطقة، إلى جانب بلدان أخرى، من ضمنها: فرنسا، وألمانيا، والنمسا، وتونس، وهولندا، والبرازيل، والكويت، وكندا، واليونان، وإيران، والصين، وفنلندا، وكركستان، وتركيا. وستسلط الجهات العارضة الضوء على حلولها ومنتجاتها التي تساهم في دعم استراتيجية تنويع الاقتصاد القطري، وتحسين كفاءة خطوط الإنتاج والعمليات، بهدف دعم جهود قطر الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام. اقتصاد متنوع وبهذه المناسبة، قال الشيخ فيصل: «يُعدّ معرض قطر للاكتفاء الذاتي حدثاً رائداً ومبتكراً ينسجم مع أهداف وتطلعات قيادتنا الرشيدة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. ويتيح هذا المعرض للشركات القطرية فرصة فريدة للتواصل والتفاعل مع كبريات الشركات العالمية، كما سيوفر للعارضين الدوليين منصة رائدة يستعرضون من خلالها مساهماتهم في تحقيق أهداف قطر الطموحة. وقد لمست خلال جولتي في أرجاء المعرض مدى أهمية هذا الحدث الفريد، وقدرته على المساهمة بفعالية في تحقيق أجندة التنمية الوطنية لدولة قطر». وفي تصريحات للصحافة، قال سعادته إن المعرض يكمل سلسلة المعارض السابقة التي تركز على مفهوم الاكتفاء الذاتي، والتي قد حققت نتائج مُرضية جداً. نحن اليوم أصبح لدينا اكتفاء بالكثير من المواد التي يجري إنتاجها داخل قطر، وقد شمل هذا العديد من القطاعات، لا سيما الزراعية منها، من الخضراوات والفواكه بأشكالها؛ الأمر الذي دفع أسعارها بالسوق إلى الانخفاض إلى مستويات أقل من السابق. ونحن نشكر المواطنين الذين حوّلوا الأراضي التي يملكونها بوصفها استراحات إلى مزارع منتجة، وبجودة عالية باتت تمتلك خبرة مزودة بأحدث التكنولوجيات الحديثة. زيادة الإنتاج ويرى أنه على هذا المنوال بإمكان الدولة أن تتحول من دولة تعتمد على الاستيراد إلى تصدير المنتجات إلى الخارج، وهذا يرجع إلى تكاتف المواطنين والمقيمين والشركات المحلية والأجنبية التي قامت بإنشاء عدة مصانع في الدوحة، كما أن الدولة حرصت على تهيئة الأرضية الملائمة للمستثمرين القطريين والأجانب، بحيث تتم جميع المراحل بسلاسة وسهولة ويسر؛ الأمر الذي لاقى تجاوباً كبيراً من قبل هؤلاء، إذ إنه من الملاحظ أن الدولة تقطع شوطاً كبيراً في العملية الإنتاجية وبأحدث الوسائل التكنولوجية، وقد تخطت قطر تلك المرحلة، بحيث لم تعد بحاجة أحد في هذه المجالات، وهذا كله يعود إلى القيادة الحكيمة ووقوف المواطنين والمقيمين خلفها. وأفاد أن المعرض لن يتوقف عند هذه النسخة، بل سيكون هناك المزيد في المستقبل القريب، بالإضافة إلى زيادة عدد الشركات الوطنية المشاركة، حيث إن الجهود حثيثة في هذا المضمار، لا سيما من قبل الشباب الذي بدأ يتجه بقوة نحو إنشاء الشركات المنتجة، بالإضافة إلى الابتكارات الجديدة في المجالات كافة، إلى جانب الإقبال الكبير من المستثمرين الأجانب الباحثين عن موطئ قدم لهم في قطر. معرض سنوي بدوره، قال السيد عبدالرحمن صالح العبيدلي، رئيس مجلس إدارة شركة «هاي سكاي للسياحة والمعارض» التي تتولى تنظيم معرض «قطر للاكتفاء الذاتي 2018»: «نتطلع، على مدى أيام المعرض الثلاثة، إلى المساعدة على إبرام أفضل الصفقات، وعقد مناقشات وحوارات مثمرة، فضلاً عن تعزيز التواصل وتبادل المعرفة بين مختلف المشاركين، ونثق بأن المعرض سيحصد نجاحاً لافتاً يفوق التوقعات». وتوقّع أن يكون خلال المعرض العديد من الصفقات ما بين رجال الأعمال القطريين والشركات المشاركة بما يخدم الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن هناك أفكاراً كثيرة في المعرض يمكن الاستفادة منها، ومن الممكن الاستفادة من وجود مؤسسات حكومية تقدّم المشورة لزوار المعرض، ومنها: وزارة الاقتصاد والتجارة، وبنك قطر للتنمية. تنمية المشاريع من جانبه، قال السيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية: «تأتي رعاية البنك للمعرض2018، تماشياً مع الجهود المختلفة التي يقوم بها البنك نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، وذلك عبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وقد بدا ذلك جلياً من خلال العديد من المعارض التي جرى تنظيمها من قبل البنك، بعد الحصار الجائر الواقع علينا في دولة قطر، خصوصاً معرض (اشترِ المنتج الوطني 1)، ومعرض (اشترِ المنتج الوطني 2) بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة (أشغال)، ومعرض «اشترِ المنتج الوطني 3) بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)». وتابع قائلاً: «لا يخفى على أحد أن مؤتمر ومعرض المشتريات والتعاقدات الحكومية (مشتريات) -الذي نظمه بنك قطر للتنمية بالتعاون مع وزارة المالية للأعوام 2016 و2017 و2018- أكبر دليل على الآلية الواضحة لتوطين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوطين سلسلة القيمة المضافة. لذا يحرص بنك قطر للتنمية دائماً على دعم وتنمية دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يساهم في أن تكون هي المزوّد الرئيسي للخدمات والمنتجات داخل دولة قطر». منصة مثالية من جهته، قال السيد فهد راشد الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة «مناطق»، التي تُعدّ الشريك الاقتصادي للمعرض: «يوفر المعرض منصة مثالية لنا باعتبارنا مزوداً رائداً للمناطق الصناعية والخدمات اللوجيستية والتخزين في قطر. ونثق بأن (مناطق) ستستفيد من الفرص المجزية التي يقدّمها المعرض، والتي ستحقق بلا شك النفع المتبادل لنا ولجميع الأطراف، حيث سنحرص على مشاركة خبراتنا، وتقديم لمحة متعمقة حول حلول الأعمال والمبادرات التي نقدّمها لمن ينشدون تأسيس الأعمال والشركات في قطر، وكذلك الذين يتطلعون إلى أن يكونوا جزءاً من الجهود الرامية إلى بناء اقتصاد مستدام في قطر». معايير عالمية صرّح الشيخ عبدالله بن فهد بن جاسم بن جبر آل ثاني -رئيس مجلس إدارة «GWC»- قائلاً: «إن استراتيجيات (GWC) الطويلة المدى، وتفكيرها المستقبلي، كل ذلك ساهم في تأسيس معيار معتمد في العمليات اللوجيستية؛ مما يدعم قدرة الدولة للاكتفاء ذاتياً. وهذا الواجب نحو الإبداع يشكّل أساس غاية الشركة، ألا وهي أن نكرّس معايير عالمية للعمليات اللوجيستية، وأن ندعم رؤية قطر (الآن أكثر من ذي قبل) الهادفة إلى اقتصاد وطني متنوع ومستدام، ونتطلع إلى هذه الفرصة لاستعراض الخدمات والحلول -الحالية والمقبلة- التي تساعد دولة قطر في تحقيق أهدافها المقدمة في رؤية قطر الوطنية 2030».;
مشاركة :