د.جاسم بن عيسى يفتح قلبه لـ «القبس»

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أجرته مي السكري| استطاع أن يكون من أوائل الزمن الجميل الذين اقتحموا مجال الطب في الخمسينات، يأسرك بإنصاته ويجذبك تواضعه الجمّ، وصراحته التي تنم عن شخصية فذة وراقية، إنه د.جاسم محمد حسين بن عيسى، أول طبيب أسنان كويتي، وأول وكيل وزارة مساعد لخدمات طب الأسنان في وزارة الصحة عام 1988. كان جُل اهتمامه هو رفع مستوى خدمات طب الأسنان حتى جرى افتتاح مراكز تخصصية عدة لطب الأسنان، شملت جميع المحافظات، واشتهرت عيادته الطبية في فترة السبعينات والثمانينات، وزارها أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم. وفي ذروة حياته المهنية، انتعشت وزارة الصحة وشهدت انجازات ومشاريع مهمة حتى سميت «الفترة الذهبية»؛ إذ افتتحت في عهده مستشفيات الجهراء، الفروانية، مبارك الكبير، والعدان، كما كان العلاج يُقدّم مجانا للمواطنين والوافدين، على حد سواء. ويشعر بالفخر والزهو كثيرا وهو يتحدث عن مجلس الأمة كرمز من رموز الكويت الديموقراطية، لكنه لا يخفي عدم رضاه عن بعض الممارسات في الحالة الديموقراطية، إذ يرى أن بعض الاستجوابات التي تقدّم للوزراء استعراضي وغرضه التجريح، وليس التصحيح. ورفض بن عيسى الملقب بــ«الريس» في حديثه مع القبس، فكرة الإحلال العشوائي للكويتيين في المجال الطبي، داعيا إلى خلق جيل يعمل تحت قيادة خبراء وعلماء في المجال الطبي، سواء كويتيين أو غير كويتيين من دون الاستعجال على تولي المناصب القيادية، معتبرا أن قرار رفع رسوم الخدمات الصحية المفروضة على الوافدين انعكس سلبا على أصحاب المصالح والأعمال الكويتيين. وفي ما يلي نص الحوار:● كيف كانت بدايتك مع الطب؟ـــ تخرّجت في جامعة الاسكندرية 1958، ثم جرى ايفادي في بعثة دراسية إلى المملكة المتحدة للحصول على الدبلوم في الإدارة الوقائية لأمراض الفم والأسنان عام 1969.وعيّنت وكيل وزارة مساعداً لطب الأسنان والخدمات الطبية المساعدة، وهي اليوم تحت اشراف ما لا يقل عن 3 وكلاء مساعدين و5 مديرين. وشغلت مناصب رفيعة عدة؛ منها: رئيس جمعية أطباء الأسنان الكويتية لعدة سنوات، وأمين عام مساعد لاتحاد أطباء الأسنان العربي، وهو عضو في لجنة جمعية أطباء الاسنان العالمية للوقاية من أمراض الفم والأسنان، وعندما تقدمت بطلب التقاعد من العمل نظرا الى ظروفي الصحية، بناء على رغبتي كنت أشغل منصب وكيل وزارة مساعد في وزارة الصحة عام 1988.● لماذا اتجهت إلى دراسة تخصّص طب الأسنان؟ـ عندما كنت طفلا، كانت أسرتي تتردد على البصرة أو بغداد لتلقي العلاج لعدم وجود كوادر طبية كويتية متخصصة في تلك الفترة، مما دفعني الى أن أحوّل حلم أسرتي والعديد من المرضى إلى هدف، لذا قررت دراسة طب الأسنان الذي كان ضمن المنح المتوافرة لدى الحكومة المصرية.فروق زمنية● ما أوجه الاختلاف بين عيادات الأسنان قديما وحديثا وأجهزة التعقيم؟ـ الفرق كبير وشاسع جدا، فالطبيب في العيادات القديمة كان يعتمد في تشخيص المرض على الحس اليدوي والخبرة وأدواته البسيطة، واختلف الأمر مع تطور المعدات والمختبرات الطبية وأجهزة التشخيص المتطورة في العيادات الحديثة التي تساعد الطبيب على تحديد العلة عند المريض وعلاجه. لقد أثمر هذا التطور انتشار العمليات الجراحية لليوم الواحد.أما في أواخر الخمسينات، فقد كان أطباء الأسنان يعملون على كراسي، لكن معظمها يعتمد على موتورات بسيطة جدا وسرعتها بطيئة، وكانت عمليات التعقيم تجري داخل العيادات باستخدام كحول طبي وغلاية ماء أو تسخين حراري، لكن بفضل من الله تعالى، كانت الأمراض المعدية أقل بحكم بساطة الحياة وقوة بناء الأجسام؛ لأن الأغذية طبيعية وغير مهجنة، ومع التطور العلمي والتقني، تطورت العيادات ودخلت عالم الحاسب الآلي والديجيتال، وأصبحت نسبة الخطأ في تشخيص العلة ضئيلة جدا.وبخصوص أجهزة التعقيم، فقد كانت على مستوى عالٍ من المواصفات القياسية الدولية، إضافة إلى استخدام المطهرات الطبية التي تقضي بما لا يقل عن %98  ــــ %99.1 من الجراثيم والبكتيريا الضارة في غرف العيادات وصالات الانتظار.صعوبات المهنة● ماذا عن الصعوبات التي واجهتك في مهنتك؟ـ في عام 1961 اشتغلت في قسم الأسنان في المستشفى الأميري وبرعاية أطباء غير كويتيين من الشام والعراق والهند، مثل د.يوسف ميرزا رئيس القسم، ود.برهان الدين، ود.ليلى سعد الله، ود.هالة الزواوي، وفي الحقيقة لم أواجه صعوبات لأنني لم أمارس عملي كطبيب لفترة طويلة بعد تخرجي، لا سيما أنني أول طبيب أسنان كويتي فقد كلفت بعض المهام الإدارية إلى أن رُقّيت إلى مدير قسم الأسنان خلفا لدكتور يوسف ميرزا الذي تقاعد.● ما أغرب وأبرز المواقف الطريفة التي مررت بها خلال فترة عملك؟ـ أتذكر حين كنت طبيب خفارة طوارئ ثانيا، واستدعيت إلى مستشفى الأميري في الثالثة فجرا لعلاج مريضة مسنّة، وعندما خرجت من منزلي في الدسمة مسرعا ووصلت إلى العيادة تبين لي أن المريضة كانت تريد تنظيف أسنانها فقط ولَم تكن تعاني شيئا طارئا.الوضع الصحي ● كيف ترى الوضع الصحي في الكويت قديما وحاليا؟ـ قديما، لم تكن الأحوال المادية ميسورة لدى كثير من الأسر، فكان العلاج عند العطارين، وبالنسبة الى الأسنان عند الحلاقين أو عند المركبين (فني أسنان بالخبرة) والعيادات الخاصة كانت قليلة جدا.أما الوضع الصحي اليوم فقد اختلف، حيث قامت الحكومة بتوظيف الوفر المالي وخيرات البلاد في خدمة الصحة والتعليم، كما بنيت عشرات المستشفيات العامة في جميع المحافظات والتخصّصية في منطقة الصباح الطبية، إضافة إلى تأمين العلاج في الخارج لبعض الحالات المستعصية والمعقدة.● ما مدى رضاك عن طب الأسنان وتطوّره في الكويت؟ـ شهادتي مجروحة في أبنائي وزملائي أطباء الأسنان، والاهتمام أكثر من رائع، لا سيما التميز والتطور اللذين سارا بدربهما وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون طب الأسنان د.يوسف الدويري وجميع فريق العمل من الأطباء الكويتيين المقرري اللجان الفرعية.في عهدي مع أخي وأستاذي د.عبدالرحمن العوضي وزير الصحة في ذلك الزمن، كان عدد مراكز طب الأسنان في المحافظات لا يتجاوز 32 عيادة تقريبا واليوم أصبح في كل مركز طب أسنان تخصصي ما بين 120 و140 عيادة أسنان تخصصية في المركز. ورغم تطور القطاع الخاص وانتشاره، فإن وزارة الصحة تعد سبّاقة في تأمين أحدث الأجهزة والمعدات الخاصة بخدمات طب الأسنان.إحلال عشوائي● هل تؤيّد إحلالا كاملا للكويتيين في المجال الطبي بدل الوافدين؟ ولماذا؟ ـ بالطبع لا أؤيد الإحلال في المجال الطبّي، ولكن يمكن أن يكون الإحلال في الأمور الإدارية، فأرواح البشر لا تعوّض.نعم للكفاءات والخبرات العلمية في المجال الطبي، وليس للجنسية، %35 من مديري المستشفيات الحكومية في ألمانيا، وهي من الدول المتقدمة من أصول العرب السوريين، و%32 في أسبانيا من عرب شمال أفريقيا وبلاد المغرب والشام.كما أرفض الواسطة في التعاقد مع أطباء وافدين غير مؤهلين بشكل ممتاز، فمن الأفضل خلق جيل يعمل تحت قيادة خبراء وعلماء في المجال الطبي، سواء كويتيين أو غير كويتيين ولا يلح بالاستعجال على المناصب. أنا مع كل طبيب كويتي استطاع أن يثبت جدارته علميا وعمليا، فعلينا أن نؤمّن له الدعم بكل ما نستطيع لتحقيق طموحاته.أما طرح الإحلال بلا تحفّظ وروية فقط، لأنه مواطن، فهذا خطأ، ومن الواضح أن من يطرحه ليست له علاقة في المجال الطبي، فالطبيب الكويتي الذي لا يملك الخبرة اللازمة، فان الأمانة العلمية والوطنية تستوجب عليه ألا يقبل بتحمل مسؤولية أرواح المواطنين والوافدين، فلندع أبناءنا يأخذون مواقعهم في الريادة والتميّز بلا استعجال على عملية الإحلال العشوائي.أول وكيل● كيف تلقيت خبر تعيينك كأول كويتي يحمل منصب وكيل الوزارة؟ـ أنا لم أعيّن وكيلا مساعدا لوزارة الصحة، بل كنت أشغل منصب مدير ادارة طب الأسنان والخدمات الطبية المساعدة (بمرتبة وكيل وزارة مساعد) وشملت المهام الوظيفية الأقسام التالية: إدارة طب الأسنان، إدارة معهد التمريض الكويتي، إدارة قسم التمريض بالوزارة، إدارة المختبرات الخاصة في وزارة الصحة، وإدارة صيدليات الوزارة.ويدير هذه الأقسام حاليا ما لا يقل عن 3 وكلاء مساعدين و5 مديري إدارات في وزارة الصحة.● وماذا عن أولوياتك في تلك الفترة؟ـ تضمنت أولوياتي تثقيف الأجيال وتوعيهم بطرق المحافظة على صحة الفم والأسنان، وهذا من صميم الدراسات العليا التي حصلت عليها في بعثتي الدراسية في بريطانية حول التوعية الصحية والإدارة الوقائية.ورغم المسؤوليات الملقاة على عاتقي في إدارات عدة بوزارة الصحة، فإن جُل اهتمامي كان رفع مستوى خدمات طب الأسنان؛ فقد افتتحت عدة مراكز تخصصية لطب الأسنان، شملت جميع المحافظات وجرى شراء أحدث المواد والأدوات والمعدات من أشهر الشركات الأميركية والأوروبية التي تعمل في مجال توريدات طب الأسنان.الأخطاء الطبية● عاصرت عددا من وزراء الصحة، فكيف تقرأ تلك الفترات؟ـ الحقيقة أن الجميع يترحم على أيام د.عبدالرحمن العوضي؛ فقد كان العلاج يُقدّم مجانا للمواطنين والوافدين، وشهد عهده نهضة عمرانية لقواعد الخدمات الطبية وافتتحت 4 مستشفيات في وقت واحد، وهي الجهراء والفروانية والعدان، ومبارك الكبير في محافظة حولي، إضافة إلى عشرات المراكز الطبية والمستوصفات.● قضية الأخطاء الطبية من الملفات الساخنة التي تمس حياة كثير من المرضى، وأصبحت هاجسا لهم، فكيف تقرأ هذا الملف؟ـ من وجهة نظري، تعد الأخطاء الطبية خيانة للمهنة؛ لذلك سبق أن ذكرت سابقا أني مع الكفاءات، وليس الإحلال الكامل للكويتيين. فأخطاء المهنة غالبا ما تحدث نتيجة عدم الأمانة في العمل، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه وامكانياته، وعلى الطبيب أن يعمل وفق تخصّصه، ولا ينظر فقط للمردود المادي.الرسوم الصحية● كيف ترى قرار رفع رسوم الخدمات الطبية على الوافدين؟ـ أرى أنه قرار انعكس سلبا على كثير من أصحاب المصالح والأعمال الكويتيين، لأن جميع العاملين باتوا يطالبون صاحب العمل (الكفيل الكويتي) بزيادة الرواتب نظرا الى زيادة الرسوم، وكذلك أصحاب الأعمال الفردية مثل الميكانيكي وكهربائي السيارات وعمال البناء وأصحاب المحال وهم شريحة لا يستهان بها.من المتعارف عليه، والحق يقال ان جميع العاملين في وزارات الدولة لهم الحق في الرعاية الصحية الحكومية وتكفل الدولة صحة العاملين لديها، لا سيما أن الوزارة تدفع رسوم التأمين الصحي لاتمام اقامة العاملين لديها.● ما الخطوات التي كنت تعتمدها لمعالجة فئة الاحتياجات الخاصة؟ـ افتتحت عيادات أسنان في وزارة الشؤون الاجتماعية (دور الرعاية الصحية) وهي متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجهزت بطريقة تتلاءم مع حاجة المراجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما زوّدت بأجهزة الغاز الضاحك، وهو عبارة عن كمام يُعطى للمريض، كمخدر موضعي للفكين والأسنان، وبسهولة تعالج الأسنان بلا أي ازعاج للمريض أو الطبيب.● ما رأيك في الاستجوابات المتكررة للوزراء؟ وهل عاصرتم هذه الأدوات الدستورية؟ ـ رغم أن الاستجوابات أبرز قيم الديموقراطية وإفرازاتها في مجلس الأمة هذا الصرح الذي نعتز به ونباهي به دول المشرق والمغرب العربي، فإنني أجد أن بعض الاستجوابات استعراضية وتُستخدم للتجريح، وليست للتصحيح (هذا رأي الشخصي وأنا في بلد ديموقراطي). المشروع الوطني  لصحة الفم والأسنان أشاد بن عيسى بالمشروع الوطني لصحة الفم والأسنان الذي تميّزت به وزارة الصحة عن نظيراتها في باقي الدول العربية، حيث يشمل حاليا جميع رياض الأطفال والمراحل الابتدائية والمتوسطة، مثمنا دور وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون طب الأسنان د.يوسف الدويري ومقررة البرنامج د.صبيحة المطوع. أول مريض قال د.جاسم بن عيسى ان عمه عادل العيسى كان أول مريض عالجه خلال فترة تدريبه تحت إشراف أطباء الأسنان القدامى في مستشفى الأميري. أتعالج عند زملائي كشف بن عيسى أنه عالج أسنان أبنائه لفترة من الزمن، لكنهم اتجهوا في ما بعد للمتابعة عند أصدقائهم الشباب من الأطباء الاختصاصيين. وقال: بالنسبة إليّ، كنت ألجأ إلى زملائي الأطباء في علاج أسناني. «فوبيا» أطباء الأسنان ردّ بن عيسى على سؤال عما إذا كان يجب أن يتمتع طبيب الأسنان بمهارات اضافية حول كيفية التعامل مع المرضى، وخصوصا الأطفال، بقوله «ان طبيب الأسنان الناجح هو من يملك مهارات في كيفية إقناع المريض بالجلوس على كرسي الأسنان، وللأسف هذه المهارة ليست متوافرة عند الجميع، وعلى طبيب الأسنان أن يتعامل بهدوء ويستوعب «فوبيا» المريض من أدوات طبيب الأسنان ومعداته. الفترة الذهبية استذكر بن عيسى الفترة التي شغل فيها منصب وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون طب الأسنان والخدمات الطبية المساعدة التي كانت تسمى «الفترة الذهبية» لوزارة الصحة، حيث افتتحت مستشفيات الجهراء، الفروانية، مبارك الكبير، والعدان دفعة واحدة، فكان هناك قبول من المواطنين والوافدين للخدمات المقدمة لهم. وتابع بالقول: كما كانت هناك وفرة مالية، والحقيقة أن الكل يترحّم على أيام د.عبدالرحمن العوضي؛ فقد كان العلاج يُقدم مجانا للمواطنين والوافدين على حد سواء، حيث إن القاعدة والعرف يفرضان أن الوافد يعمل جنبا الى جنب مع أخيه الكويتي في إعمار الكويت ونهضتها، مضيفا: ومعظم الوافدين كانوا يعملون في مجالات التدريس والصحة والكهرباء، وباقي وزارات الدولة. ذكريات الجامعة  وأجمل محطة تحدث د.جاسم بن عيسى عن فترة إقامته في الاسكندرية، مبينا أن إجمالي عدد الطلبة الدارسين في كلية طب الأسنان بالقاهرة في تلك الفترة بلغ نحو 30 طالباً، في حين يدرس حاليا أكثر من 300 طالب. وزاد بالقول: «أيام زمان كان للجنيه المصري قيمته؛ فالكويت كانت تصرف لنا حوالي 33 جنيهاً شهرياً، كنا نؤجر منها الشقة بخمسة جنيهات، وايضاً كانت الدولة تعطينا كسوة الشتاء والصيف حوالي 150 جنيهاً، وكانوا يحضرون الكتب لنا، وفي عام 1961 رجعت إلى الكويت لتنتهي بذلك أجمل محطة من محطات حياتي الدراسية التي لن تنسى». الحلاق.. ومركّب الأسنان تطرّق د.جاسم بن عيسى إلى طرق علاج الأسنان قديما، مردّدا «كان الحلاق يقوم بمهمة طبيب الأسنان فيخلع الضرس التالف، وكان ذلك هو العلاج الوحيد للأسنان»، مضيفا «كان هناك في البداية مجموعة فنيي صناعة أسنان، وكان يطلق عليهم قديما «مركّبين أسنان» وهم من يقومون بعمل التركيبات الثابتة والمتحرّكة فقط وبلا ترخيص، وكانت الدولة تسمح لهم بذلك، لكن الأمر لم يستمر طويلاً؛ لأن منظمة الصحة لطب الأسنان منعت هؤلاء المركّبين من مزاولة نشاطهم منذ الستينات. حنين ما بعد التقاعد تحدث د.جاسم بن عيسى عن جانب من حياته بعد التقاعد، موضحا أنه شارك في تأسيس شركة عيادة الميدان لخدمات طب الفم والأسنان عام 1988 وتولى رئاسة مجلس إدارتها، ثم ترك العمل في العيادة بناء على رغبته عام 1999. وأضاف: إنه بعد سنوات بعيدا عن العمل في مجال الأسنان وتركيزه في رعاية الأسرة، شده الحنين إلى طب الأسنان؛ فقد أسس بنجاح عيادة بيان التخصصة لطب الأسنان، ومن ثم نيشان وشركة بيت الأسنان للخدمات الطبية وادارة المستشفيات والمراكز الطبية. جلب الخبرات والاستفادة منها كشف د.جاسم بن عيسى أنه أشرف على جملة من المشاريع، خلال فترة عمله بوزارة الصحة؛ أهمها برنامج الوقاية من أمراض الفم والأسنان، كالاتفاق مع أكبر المعاهد المتخصصة في هذا المجال في بوسطن الأميركية عام 1982، كما جرى ايفاد فريق من أطباء الأسنان بالكويت، برئاسته لزيارة ذلك المعهد والاطلاع على برنامج المشروع والاتفاق على تطبيق برامج صحة الفم والأسنان في محافظتي الفروانية والجهراء، مضيفا «كما وُقِّع عقد مع الكلية البريطانية للعناية بصحة الفم والأسنان للعمل في محافظة حولي، وآخر مع الكلية الملكية الدنماركية للعمل في محافظة الأحمدي». خدمات جليلة خدمات جليلة ذكر د. جاسم بن عيسى أنه بعد أن تقدّم إلى وزارة الصحة بطلب استقالته، منحه د.عبدالرحمن العوضي وزير الصحة في ذلك الوقت وبموافقة رئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، إضافة إلى خدمة ثلاث سنوات، تقديرا لجهوده وخدماته الجليلة.

مشاركة :