جيش الاحتلال يبقي على أوامر قتل الفلسطينيين

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبدالفتاح | واصل الفلسطينيون في قطاع غزة امس توافدهم نحو المراكز الخمسة المقامة قرب السياج الفاصل على طول الحدود مع اسرائيل، في الوقت الذي ما زالت التداعيات السياسية والميدانية للمواجهات التي وقعت خلال فعاليات «مسيرة العودة» يوم الجمعة الماضي تتواصل، حيث اعلن امس عن استشهاد الشاب فارس محمود الرقب متأثراً باصابته برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي ما يرفع عدد الشهداء الى 18 شهيداً، إضافة الى اكثر من 1500 جريح 35 منهم بترت أطرافهم، على ما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن السلطة تدرس خيارين للتحرك في الأمم المتحدة بشأن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 18 فلسطينيًا، مشيراً الى ان الخيار الأول يتضمن «الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ترجمة اقتراحه حول تشكيل لجنة تحقيق بالأحداث»، والثاني «تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني». واوضح المالكي أن الخيار الأول يضمن عدم تراجع الامين العام عن مطالبته بتشكيل لجنة تحقيق بينما ستحاول الولايات المتحدة إفشال اقرار مشروع القرار في مجلس الأمن. وبدوره، هاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. وقالت حركة حماس في بيانٍ صحافي إنّه جرى خلال الاتصال بحث الجريمة الإسرائيلية التي اقترفت بحق المشاركين في مسيرة العودة. وأكد هنية أهمية التوجه الى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال وقادته، وكذلك ضرورة التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الجريمة الإسرائيلية وتشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة في ظل اتخاذ الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وحيلولتها دون اتخاذ قرار منصف للشعب الفلسطيني ولضحايا المجزرة الإسرائيلية. ومن جهته، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان حركة حماس من مغبة اطلاق الصواريخ على إسرائيل قائلا: «لا أنصح حماس بإطلاق الصواريخ خلال الأيام المقبلة». مضيفا: «في المرة المقبلة سنرد بقوة». وبشأن جثماني فلسطينيين استشهدا الجمعة قرب السياج الفاصل، وقام جيش الاحتلال بسحبهما أكد ليبرمان أنه لن يتم إعادة جثامين الفلسطينيين المحتجزين لدينا، حتى يتم اعادة الجنود الإسرائيليين المحتجزين بغزة. الى ذلك، قالت صحيفة هآرتس الاسرئيلية الصادرة امس عن كبار الضباط الجيش الإسرائيلي قولهم إن «الجيش لن يغير من انتشار القناصة على حدود غزة، ولن تتغير أوامر وتعليمات اطلاق النار على المتظاهرين على طول الحدود مع قطاع غزة، بسبب الدعوات من قبل بعض الجهات لفتح تحقيق بقتل واصابة مئات الفلسطينيين بنيران القناصة على الحدود مع القطاع الجمعة الماضي». وقال مصدر رفيع المستوى لصحيفة هآرتس: «هذا هو الثمن الذي سنكون على استعداد لدفعه لمنع حدوث أي اقتحام للسياج الحدودي». مضيفاً: «ان انتشار القوات المعززة في المنطقة سيبقى على ما هو حتى ما بعد ما يسمى بيوم النكبة في الـ15 من مايو المقبل». المقاومة السلمية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، طالب الكثير من الفلسطينيين بضرورة «الاشتباك المسلح مع إسرائيل»، رداً على قتلها الكثير الفلسطينيين، الجمعة الماضي. لكن محللين سياسيين فلسطينيين يختلفون تمامًا مع هذ الطرح، حيث يرون أن الفترة الراهنة ترجح كفة الميزان للمقاومة الشعبية، مقابل المقاومة المسلحة، فالأولى «أكثر قوة ونجاحًا على المستويين المحلي والدولي، وتلقى قبولا أيضًا». وقال هؤلاء المحللون إن المقاومة الشعبية تربك إسرائيل جدًا على المستويين الداخلي والخارجي، وتحرجها دوليًا، وتجعلها تقف حائرة أمام التصرف ضد الفلسطينيين المتظاهرين سلميًا بالقرب من الحدود». ويقول المحلل السياسي الفسطيني وليد المدلل إن «مقاومة الشعب وجموع الناس لإسرائيل بالشكل السلمي، هو الأفضل والأكثر أهمية في الوقت الحالي من أي مواجهة عسكرية». واستدرك: «الوضع الإقليمي لا يساعد على اتباع نهج المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل». من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي، محسن أبو رمضان إن المقاومة غير العنيفة التي مارسها الفلسطينيون يوم الجمعة، والتي ترفض اضطهادهم، حققت انجازات كبيرة، أكثر مما حققته المقاومة المسلحة. وأضاف لوكالة الأناضول: «لقد عرّت المقاومة الشعبية إسرائيل من قناع دولة الديموقراطية والدولة التي تدافع عن نفسها، وكشفت الحقيقة، عندما استخدمت النيران والقوة ضد أناس مدنيين يطالبون بحقوقهم بشكل سلمي».

مشاركة :