«قمة أنقرة» تبحث «الحل السوري»... وبدء إجلاء دوما

  • 4/3/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استبق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قمته مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني بتفقد الحدود السورية بالزي العسكري، في وقت توجهت أول قافلة من «جيش الإسلام» من معقلها الأخير في غوطة دمشق الشرقية إلى مركز ثقل الفصائل الموالية لأنقرة في ريف حلب. عشية القمة الثلاثية المرتقبة لقادة «محور أستانة»، تفقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرتدياً الزي العسكري، أمس الأول، الحدود السورية برفقة رئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار وقادة قواته المسلحة، بالإضافة إلى لفيف من الرياضيين والفنانين، الذي عبروا عن تضامنهم مع عملية «غصن الزيتون» الجارية في مدينة عفرين. واعتبر إردوغان، في كلمة أمام جنوده في مخفر أوغول بينار الحدودي بولاية هطاي جنوبي، أن تحرير مركز عفرين من الوحدات الكردية قبل إتمام العملية شهرها الثاني حدث تاريخي أذهل العالم، مقدماً التهنئة للجيش والفصائل السورية المشاركة في «غصن الزيتون» على النصر وتحييد 3852 إرهابياً. وفي إطار العملية المستمرة منذ 20 يناير الماضي، نفذت مقاتلات تركية، أمس، غارات على عناصر الوحدات الكردية وعناصر حزب العمال الكردستاني في منطقة جبلية تابعة لبلدة راجو بعفرين. في هذه الأثناء، أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة تستغرق يومين إلى أنقرة سيلتقي خلالها نظيريه التركي والإيراني حسن روحاني، موضحاً أن القمة الثلاثية ستتناول الوضع في سورية وتحريك التسوية السياسية واتخاذ تدابير إضافية، لتعزيز نظام وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، التي تضمنها الدول الثلاث، بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مدينة سوتشي في 22 نوفمبر الماضي. في هذه الأثناء، بدأت ظهر أمس عملية إجلاء مقاتلين من «جيش الاسلام» مع أفراد من عائلاتهم من مدينة دوما آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية إلى مركز ثقل الفصائل الموالية لتركيا في جرابلس بريف حلب، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وتتوقف الحافلات بعد خروجها عبر معبر الوافدين الواقع شمال دوما، عند نقطة تجمع تمهيداً لانطلاق القافلة الى مدينة جرابلس، الواقعة تحت سيطرة الفصائل السورية الموالية لأنقرة. ويأتي بدء خروج الحافلات غداة اعلان الجنرال في الجيش الروسي يوري ايفتوشينكو وفقا لوكالة انترفاكس، التوصل الى «اتفاق مبدئي» لعملية «الاجلاء» دون تحديد موعد بدء التطبيق. وفي حين لم يصدر «جيش الاسلام» أي تأكيد للاتفاق أو تعليق عليه، كشف مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن عن «محاولات لإقناع الجناح المتشدد في الفصيل بعدم اعاقة الاتفاق مع الروس». ونشر «جيش الاسلام» على موقع يوتيوب، أمس الأول، شريط فيديو من دون تاريخ، لقائده العام عصام البويضاني يقول فيه من داخل مسجد في دوما: «باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها. من يريد أن يخرج فليخرج، لكن لا يشوش علينا». البوكمال والرقة وعلى جبهة أخرى، قتل نحو عشرين مقاتلاً للنظام في الساعات الـ 24 الأخيرة في هجمات شنها تنظيم «داعش» في معقله السابق بمدينة البوكمال ومحيطها، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار أيضاً إلى ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين الموالين للأسد في مارس بحي القدم الدمشقي إلى 116، «بعد العثور على جثث إضافية كانت مفقودة». إلى ذلك، أعلن فصيل مسلح يسمي نفسه «المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية»، استهدافه قاعدة أميركية في ريف محافظة الرقة. وكتب الفصيل، في بيان نشره على صفحته في فيسبوك مساء الأحد: «قامت المقاومة الشعبية مساء هذا اليوم بإطلاق قذيفتي هاون على مقر القوات الأميركية المتمركزة في مقر اللواء 92 جنوب بلدة عين عيسى». وتابع: «المقاومة الشعبية تعاهدكم على استمرارها دك القوات الأميركية المحتلة، حتى تطهير كامل التراب السوري». عزل الفرات في هذ الأثناء، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بمحاولة عزل مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات، من خلال إقامة المنشآت العسكرية هناك. وقال لافروف، في تصريحات نشرتها وكالة «سبوتنيك»: «نحن قلقون إزاء تعزيز الولايات المتحدة وجودها على الضفة الشرقية للفرات على جزء كبير من الأراضي السورية الممتدة حتى الحدود مع العراق، وذلك على الرغم من التأكيدات المتكررة بأن هدف الولايات المتحدة الوحيد في سورية يكمن في الحرب ضد الإرهاب. إنها لا تعزز هناك منشآتها العسكرية فحسب، بل وتنشئ سلطة موالية لها وممولة من قبلها، وكل ذلك لعزل هذه المناطق عن باقي الأراضي السورية». وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة أكدت أنها لا تسعى إلى تقسيم سورية، لكنها لم تكن مقنعة، معرباً عن أمله بالتزام الرئيس دونالد ترامب بوعود الانسحاب من سورية بعد هزيمة «داعش». خان شيخون ومع دخول الذكرى الأولى للهجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون، الذي أسفر عن سقوط 83 قتيلاً بينهم 30 طفلاً، وأمر على إثره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص بـ59 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك، سيطر النظام أمس بشكل كامل على قرى تقسيس والعمارة والجومقلية في ريف حماة الجنوبي الشرقي. وذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش دخلت بلدة تقسيس وسط ترحيب حار من الأهالي دون أي اشتباك، بعد أن قام الأهالي بطرد المسلحين منها، في حين أكدت صحيفة «الوطن» الموالية أن أهالي مورك يتظاهرون ضد المعارضة ويناشدون الجيش التدخل.

مشاركة :