«سرطان الرئة» يتضاعف 30 مرة لدى المدخنين عن غيرهم

  • 11/19/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح استشاري أورام الجهاز التنفسي بمركز الأميرة نوره بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجده الدكتور تركي الفايع، أن تدخين التبغ بأنواعه يعد المسبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، إذ تفيد تقارير ودراسات مسحية حديثة بوجود علاقة بين التدخين والإصابة بسرطان الرئة منذ العام 1912م، ومنذ ذلك الحين أصحبت هذه العلاقة أكثر تلازمية وحتمية، بحيث يمكن القول إن إمكانية الإصابة بسرطان الرئة ترتفع بمقدار 30 ضعفاً بين المدخنين مقارنة بغير المدخنين. وقال، إن سرطانات الرئة لاتزال من الأورام الفتاكة، حيث تحتل المركز الأول بين جميع الأورام السرطانية من حيث الفتك بحياة الإنسان، حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى إصابة ما يقارب مليون وستمائة ألف شخص بهذا المرض سنويا، مما يؤدي إلى وفاة ما يقارب من مليون وأربعمائة ألف نسمة سنويا، وبالرغم من الدلالات المخيفة لهذه الإحصائيات والأرقام المرتفعة، إلا أن الدكتور تركي، حمل بشرى سارة للمرضى، أكّد فيها أن العلاجات الحديثة أحدثت نقلة نوعية في علاج أورام الرئتين وتفتح أبواب الأمل على مصراعيها أمام المرضى بجدوى العلاج بإذن الله. وقال، إنه على رغم من كل ذلك، فإن هناك ولله الحمد آفاقاً جديدة ووسائل علاجية حديثة ومبتكرة في علاج أورام الرئتين اُكتشفت مؤخراً ويتم حالياً تطبيقها فعليا على المرضى منذ السنوات العشر الأخيرة، وكل هذه الاكتشافات الحديثة، أدت إلى إطالة حياة المريض بإذن الله، مع تمتعه بنوعية حياة أفضل، بالإضافة إلى السيطرة على أعراض المرض بطريقة أكثر فعالية وجدوى من ذي قبل، بل إنه في أحيان كثيرة كانت العلاجات الحديثة، سبباً في إمكانية تحويل هذا المرض من مرض قاتل فتاك، إلى مرض مزمن يمكن التعايش معه ولفترة طويلة. وأضاف الفايع، أنه من هذه التطورات المشهودة اكتشاف تحولات وراثية في الخلايا المرضية، والتي تكون مسببة لنمو وانتشار هذه الخلايا السرطانية، ومنها على سبيل المثال اكتشاف خلل جيني في مستقبلات عوامل النمو (EGFR) و (EML-ALK rearrangement)، والتي غالبا ما تكون موجودة بنسبة أعلى في غير المدخنين، ممن لديهم ورم من نوع الخلايا الورمية الغدية وغير الحرشفية، حيث يتم فحص الخلايا الورمية جينياً، لاكتشاف مثل هذه التحولات الوراثية، ومن ثم يتم استخدام ما يُعرف حاليا بالعلاجات الموجّهة أو المستهدفة، وهي أدوية تُعطى للمريض المصاب بسرطان الرئة من نوع الخلايا الورمية الغدّية، وتقوم بتعطيل الخلايا الحاملة للتشوّهات الوراثية، وبالتالي يقف نموها وتبدأ بالشيخوخة ثم تموت، ومن هذه الأدوية على سبيل المثالErlotinib, Gefitinib, Afatinib, Crizotinib, Ceritinib, Alcatinib. "ومن التطورات الحديثة في علاج أورام الرئة أيضاً، استخدام محفّزات المناعة، حيث تعمل هذه الأدوية على تعطيل وتأخير شيخوخة خلايا المناعة (T Lymphocytes)، وبالتالي تحفيز عملها لمحاربة الخلايا السرطانية، ولا تزال معظم هذه الأدوية المناعية في طور التجارب النهائية." واختتم الدكتور الفايع، حديثه بتقديم النصح لكل مريض مصاب بورم في الرئة، بمناقشة مثل هذه الأدوية الحديثة مع الطبيب المعالج، والسؤال عما إذا كان من الممكن عمل الفحوصات الجينية على أنسجة الورم، ومدى إمكانية استخدام مثل هذه الأدوية، والتي بفضل الله أحدثت نقلة نوعية في علاج هذه الأورام.

مشاركة :