في خطوة تظهر أن الحرب الطاحنة بين أجنحة النظام الإيراني وصلت إلى بيروت، شنت صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكومية، التي يهيمن عليها المعتدلون، هجوماً لاذعاً على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل. وقالت الصحيفة، التابعة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، لكن يهيمن عليها التيار المعتدل، إن مكانة "حزب الله" تراجعت بشدة، منتقدة سياسات "الحرس الثوري" الخارجية الذي يصرف الأموال من دون أي ضمانات، متساءلة عن مصير مليارات الدولارات، التي صرفت في لبنان دون أن تحصل إيران على مقابل. وفي مقال نشر في عددها الصادر، أمس، كتبت "جمهوري إسلامي" إن عون "وصل إلى الرئاسة اللبنانية بدعم حزب الله، لكنه زار المملكة العربية السعودية في أول جولة خارجية له، وتملّص من زيارة إيران"، واصفة الرئيس اللبناني بأنه "ناكث". وعلق مصدر في مكتب رئيس الجمهورية الإيرانية لـ "الجريدة"، أمس، على الكلام المنشور قائلاً: "عون وصل إلى السلطة بدعم إيران وسورية وحزب الله، لكن فور وصوله إلى السلطة يبدو أنه اختار الانحياز إلى المحور السعودي"، مضيفاً أن "عون ألغى برامجه لزيارة طهران في آخر لحظة كل مرة ليرضي السعودية وفرنسا والولايات المتحدة". وأضاف المصدر أن "تحالفات عون الانتخابية تظهر أنه بدّل تحالفاته السياسية"، معتبراً أن تسمية شارع في بيروت باسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول "تعتبر صفعة لإيران وسورية". وفي إشارة إلى الخلافات بين باسيل وزعيم حركة "أمل" الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري، كتبت "جمهوري إسلامي" أن "الحزب التابع لعون بزعامة صهره، يشن أشد الهجمات ضد بري، حيث أكد علناً أن هدفه إضعاف الأخير. بري يمثل الشيعة في رأس هرم السلطة في لبنان، يأتي هذا في حين أن الساسة المسيحيين في لبنان يتحدثون كل يوم عن رئيس ماروني قوي". وعن أوضاع "حزب الله"، كتبت: "مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان، أعلن الكثير من المرشحين من قوائم مختلفة أن برنامجهم هو مواجهة حزب الله. قبل أيام كان الوضع الاجتماعي في لبنان في قبضة حزب الله ولكن اليوم يعلن (الأمين العام لحزب الله) حسن نصرالله بصراحة بأنه يخاطر بحياته ويذهب بنفسه إلى قرية في منطقة بعلبك -الهرمل ويدق كل الأبواب كي يقنع سكان القرية بالتصويت لمصلحة قائمته". وتساءلت الصحيفة: "ما هو مصير مليارات الدولارات، التي أنفقت في لبنان؟ ما هو مصير النفقات السياسية للجمهورية الإسلامية في لبنان في السنوات الطويلة الماضية؟ وكيف آلت الأمور إلى ما هو عليه اليوم؟ ألم يحن الأوان، كي تتم إعادة النظر بالإنفاقات المادية والمعنوية الكبيرة في لبنان كي لا تتقهقر القوى العملية لإيران كما يحدث اليوم؟"
مشاركة :