«قمة أنقرة» تعزز «محور أستانة»... وتبقي على التباينات

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بالتزامن مع تمديد واشنطن مهمتها العسكرية في سورية، واضعة حداً لبلبلة أحدثها الرئيس دونالد ترامب، فشلت قمة أنقرة في إعلان تعهدات واضحة بشأن الحل في سورية، رغم أنها عززت التعاون بين موسكو وأنقرة وطهران، التي تلعب دوراً أساسياً في الساحة السورية. عززت القمة التي انعقدت في أنقرة أمس، بين رؤساء تركيا رجب طيب إردوغان وروسيا فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، التعاون بين هذه الدول الثلاث التي تلعب دوراً أساسياً في سورية، دون أن تخفي التباينات بين هذه الدول أو تشكل مفصلاً مهماً قد يفضي إلى حل في غياب الولايات المتحدة الأميركية وباقي الدول الأوروبية المعنية بالأزمة السورية. وكرر البيان الختامي المشترك الصادر عن القمة الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في قمة سوتشي في 22 نوفمبر الماضي، لكن أضيفت إليها فقرات خاصة بالأكراد وضعت بطلب من تركيا. البيان الختامي وأعلن البيان المشترك للقمة الثلاثية «رفض كل المحاولات الرامية إلى خلق واقع ميداني جديد في سورية تحت ستار مكافحة الإرهاب». وأكد البيان أن «صيغة أستانة هي أكثر مبادرة دولية فاعلة من ناحية المساهمة في غرس السلم والاستقرار في سورية عبر تسريع عملية جنيف الرامية إلى إيجاد حل سياسي دائم للصراع السوري، والمساعدة في خفض وتيرة العنف في عموم سورية». وأضاف البيان أن «الزعماء الثلاثة شددوا على مواصلة التعاون الفاعل فيما بينهم، بهدف إحراز تقدم في المسار السياسي الذي نص عليه القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وتحقيق هدنة دائمة بين أطراف النزاع». ولفت إلى أن «الزعماء جددوا التزامهم القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها. وأعربوا عن إصرارهم على التصدي للأجندات الانفصالية التي تهدد سيادة ووحدة تراب سورية، وتهدف إلى إضعاف الأمن القومي لدول الجوار». وشدد البيان على أن «مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في مدينة سوتشي 30 يناير الماضي، يشكل معلماً مهماً يمهد لحل سياسي في سورية، وأن الزعماء تعهدوا بدعم عملية تأسيس لجنة الدستور، التي ستبدأ عملها في أقرب وقت ممكن بمساعدة الأمم المتحدة»، وأكد أن «الزعماء سيقدمون الدعم للسوريين لإعادة تأسيس وحدة بلادهم». وأضاف أن «تركيا وروسيا وإيران ستواصل العمل معاً من أجل القضاء على تنظيمات داعش وجبهة النصرة والقاعدة الإرهابية، وجميع الأفراد والمجموعات والكيانات المرتبطة بتنظيم داعش». ورحب البيان بـ«قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، الذي اتخذ رداً على الوضع الإنساني الخطير في المناطق المحاصرة بسورية» بدعوة من الكويت والسويد. تباينات وبرزت التباينات في الكلمات المنفردة للرؤساء، وبينما قال بوتين، إن صيغة أستانة هي الوحيدة المناسبة لحل الأزمة السورية، الأمر الذي نفاه إردوغان في وقت لاحق، تفرد روحاني بإعلان نهاية الحرب السورية، في حين استغل الرئيس التركي الفرصة لمهاجمة المتمردين الأكراد متوعداً بمهاجمة مدينة منبج السورية، التي يوجد فيها جنود أميركيون وآخرون من التحالف الدولي المناهض لـ«داعش»، متجاهلاً مطالبة نظيره الإيراني له بالانسحاب من عفرين. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي مع إردوغان وروحاني، إن «المباحثات الثلاثية جرت بجو عملي وبناء. وبحثنا النواحي الرئيسية للوضع في سورية وتبادلنا الآراء حول الخطوات اللاحقة التي تهدف إلى ضمان تطبيع الأوضاع في هذا البلد لأمد طويل». وأكد بوتين التزام روسيا وتركيا وإيران بالمساهمة في تعزيز سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية، مشيراً إلى أن «هذا الموقف المبدئي له أهمية خاصة اليوم على خلفية المحاولات المتزايدة لإشعال الخلافات الاثنية والطائفية في المجتمع السوري، وتقسيم البلاد مع الحفاظ على مخاطر النزاعات في الشرق الأوسط سنوات طويلة». إردوغان بدوره، أكّد إردوغان​ «التزام ​تركيا​ بتعهداتها حول مناطق خفض التصعيد والقضاء على المجموعات الإرهابية وإعادة البنية التحتية للمناطق المحررة منها والسيطرة على منبج، موضحاً أن العمل يجري على إعداد مناطق شمال سورية ليعود إليها أهاليها. وشدد إردوغان على أنّ «ما تسمى بوحدات حماية الشعب الكردية​ تشكل خطراً على وحدة أراضي سورية، وأنها لا تختلف عن داعش»، موضحاً أنّ «تركيا أثناء ​عملية درع الفرات​ قضت على أكثر من 3 آلاف إرهابي». وركّز على «أنّنا سنتعاون مع شركائنا الروس والإيرانيين لإعادة إعمار ​البنى التحتية​ في المناطق المحررة»، مشدّداً على «أنّنا نطلب من المجتمع الدولي دعم جهودنا لإعادة الأمن والاستقرار لسورية». انفراد روحاني وفي المؤتمر، قال روحاني: «اليوم نعلن رسمياً نهاية الحرب في سورية»، معتبراً أنه لا وجود لحل عسكري وأن أولوية إيران هي الحفاظ على استقلال سورية. واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بدعم تنظيم «داعش» في سورية لخدمة مصالحها، مؤكداً أن «التطورات الجارية في عفرين لن تكون مفيدة إذا أخلت بوحدة الأراضي السورية، ويتعين تسليم السيطرة على هذه المناطق للجيش السوري». الوجود الأميركي إلى ذلك، غداة اجتماع حاسم لمجلس الأمن القومي الأميركي، وبعد البلبلة التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه نيته الانسحاب من سورية، أعلن البيت الأبيض تمسكه بمهمة قواته في سورية إلى أن تقضي على تنظيم «داعش» تماماً، مؤكداً أن العملية تقترب من «الانتهاء» لكن لا جدول زمنياً للانسحاب. وأضاف البيان: «سوف نستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن الخطط المستقبلية». وأكد مصدر في وزارة الدفاع (البنتاغون) ألا موعد زمنياً لسحب القوات مضيفاً: «المهمة الأصعب أمامنا». وكان مسؤول أميركي لم يذكر اسمه قال، إن ترامب وافق على إبقاء القوات الأميركية في ​سورية​ فترة إضافية، مشيراً إلى أنه دعا دول المنطقة أن تساعد في تحقيق الاستقرار في سورية. وقبل بيان البيت الأبيض، أكد قصر الإليزيه، عقب اتصال بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وترامب، «تصميم» باريس وواشنطن على «مواصلة عملهما ضمن التحالف الدولي»، موضحاً أن الهدف المشترك هو «القتال حتى النهاية» ضد تنظيم داعش» الذي «يمثل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومصالحنا الأمنية». وقال الإليزيه: «لا شيء ينبغي أن يصرفنا عن هدف منع عودة داعش الى المنطقة، والتحرك نحو عملية انتقال سياسي شاملة في سورية». غارة جديدة وعلى الأرض، أفادت شبكة «فرات بوست» بمقتل نحو 17 عنصراً تابعين لقوات نظام الأسد في غارة للطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت موقعهم قرب محل تاج العروس في قرية حطلة تحتاني على الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي.

مشاركة :