القدس المحتلة - وكالات: قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن ولي العهد السعودي هو أول زعيم عربي يعترف بما وصفته «حق الإسرائيليين بدولة قومية» وقارنت حديثه الأخير بوعد بلفور الذي كان أساس الجهد الغربي لتأسيس إسرائيل على أرض فلسطين. وقال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في افتتاح مقالته بالصحيفة اليوم «أخيرًا، بعد أكثر من مئة عام على وعد بلفور، جاء أمير سعودي وصاغ حق اليهود بدولة، بذات اللهجة تقريبا». ورغم مقدمته المفعمة بالتفاؤل، يطالب الكاتب بالمزيد، ويقول إنه يجب الانتباه إلى أن كلمات ولي العهد السعودي لا تزال تفتقد إلى «الاعتراف بدولة إسرائيل القائمة منذ سبعين سنة، فقد اقتصرت على الاعتراف بحق الإسرائيليين بأن تكون لهم دولة، مثل حق الفلسطينيين بدولة لهم» . ويضيف برئيل أن الأمير لم يستخدم ولو مرة واحدة كلمة «دولة» وإنما كلمتي «البلاد» و «الأمة» . وأوضح أن على من يتأثر من كون ولي العهد السعودي هو «أول زعيم عربي يعترف بحق الإسرائيليين بدولة قومية، نوجهه إلى المبادرة السعودية، التي تحولت إلى مبادرة عربية منذ 2002» . ويوضح أن المبادرة جاء فيها أنه مقابل الانسحاب الشامل من كل الأراضي، تلتزم الدول العربية بالتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها، ويشير إلى أن «اتفاق السلام يتم مع دولة معترف بها، وهذا يعني أن الدول العربية اعترفت آنذاك بوجود إسرائيل، وليس فقط بحقها في الوجود» . يطرح الكاتب مجموعة من التساؤلات؛ عن رأي ابن سلمان بما يسمى «صفقة القرن» التي تطبخ في مطبخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ وهل سيواصل الزعيم السعودي الإصرار على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل المناطق، كما تطالب المبادرة العربية؟ هل ستوافق السعودية على تعديل المبادرة؟ هل ستكون مستعدة للاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل؟ وهل لدى الزعيم السعودي رأي في حدود 67؟ ويضيف أنه حتى الآن يصعب تسجيل إنجاز سياسي ملموس لصالحه، لا في الحرب الفاشلة في اليمن التي لا يريد الحديث عنها، ولا في محاولته إقامة حكومة جديدة في لبنان، لقد انسحب من سوريا، بل أوضح أن الأسد سيواصل رئاسة الدولة، كما أن رؤيته بشأن تنويع مصادر دخل المملكة وتقليص اعتمادها على النفط تنتظر الإثبات. ويختم بقوله إنه مع تمنياتنا له بالنجاح فإن من يرى في تصريحاته إشارة إلى أن علم إسرائيل سيرفرف قريبًا في الرياض، يجب عليه أن يفحص إذا كان للمملكة العربية السعودية شريك في إسرائيل. استبعدت أن تكون تصريحات ولي العهد مصادفة..واشنطن بوست: الرياض تستعد لتعاون أعمق مع تل أبيب واشنطن - وكالات: قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن السعودية تستعد لتعاون «أعمق وأكثر انفتاحاً» مع الجانب الإسرائيلي، وذلك في ظل سعيها لإعادة صياغة صورتها، وهي المهمة التي يقوم بها ولي العهد الحالي. وأوضح ريك نواك، في مقال له بالصحيفة الأمريكية، أن اعتراف ولي العهد السعودي بحق الشعب اليهودي بأن يكون له وطن، بعد أن كان مثل هذا الاعتراف محظوراً طيلة سبعة عقود،هو أكبر من مجرد تحولات في السياسة داخل البلاط الملكي السعودي، وإنما يعكس مسعى لإعادة تنظيم مهمة تجري بالشرق الأوسط. وكان ولي العهد السعودي قد قال في مقابلة له بمجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، إن من حق الشعب اليهودي أن يكون له وطنه، مؤكداً أن «إسرائيل دولة نامية، ولديها اقتصاد قوي، ويمكن أن يكون للسعودية مصالح مشتركة معها». وتسعى السعودية، بحسب الكاتب، إلى بناء علاقات اقتصادية وأمنية مع «إسرائيل»، وخاصة أنهما يشتركان في ذات المخاوف حول سياسة إيران التوسعية بالمنطقة. يقول سيباستيان سونز، الزميل المشارك في المجلس الألماني: «لا يوجد لدى السعودية الكثير من الحلفاء الأقوياء الذين يمكن أن يواجهوا إيران، وهذا هو السبب بأن تكون إسرائيل ثاني أهم حليف عسكري لها بعد أمريكا، عموماً تصريحات ولي العهد هي تتويج لتطور طويل من العلاقات الإسرائيلية- السعودية». ولا يبدو أن توقيت هذه التصريحات كان مجرد مصادفة، بحسب الكاتب، فهي تأتي بعد أشهر من التلميحات الدبلوماسية، ومن ذلك فتح المجال الجوي السعودي للطيران الهندي المتجه إلى تل أبيب، والاعتراف بالاتصالات الهاتفية الخلفية بين الحكومتين.
مشاركة :