شهد سعر صرف الليرة السورية تحسناً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، يقدر بنحو عشرة في المائة في السوق الموازية، في وقت يقترب فيه الجيش السوري من أحكام سيطرته على الغوطة الشرقية قرب دمشق، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس.وبات الدولار الأربعاء يعادل 430 ليرة سورية في السوق الموازية، مقابل 460 ليرة الأسبوع الماضي.وكان الدولار قد سجل انخفاضا أكبر صباح الاثنين، ووصل إلى نحو 405 ليرات سورية، غداة إعلان روسيا التوصل إلى اتفاق على إجلاء مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» من مدينة دوما، آخر معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.يأتي ذلك في وقت حافظ فيه سعر الصرف في السوق الرسمية لدى مكاتب الصيرفة والمصارف، على معدله الذي يساوي 436 ليرة سورية مقابل الدولار.وشهدت الليرة السورية تراجعا كبيرا خلال سنوات النزاع المستمر منذ 2011، حتى أنها فقدت نحو 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار. وكان الدولار يساوي قبل الأزمة 48 ليرة سورية.وعزا المحلل الاقتصادي فراس حداد تحسن سعر الصرف إلى «العامل النفسي». وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن «التسوية الأخيرة في الغوطة التي جرت بسرعة لعبت دورا، وأدت إلى الإحساس بالأمان، وأن الأمور تتجه نحو الأفضل».وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير (شباط) ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيّقت القوات الحكومية تدريجياً الخناق على الفصائل المعارضة، ودفعتها إلى التفاوض مع روسيا. وجرى خلال 11 يوماً إجلاء أكثر من 46 ألف شخص من مقاتلي حركة «أحرار الشام» وفصيل «فيلق الرحمن» ومدنيين إلى شمال غربي سوريا.وتواصلت الأربعاء لليوم الثالث على التوالي عملية إجلاء فصيل «جيش الإسلام» من مدينة دوما.وبات الجيش السوري يسيطر حالياً على 95 في المائة من مساحة الغوطة الشرقية.وقال المحلل الاقتصادي حيان سلمان، إن «تحرير الغوطة ستكون له تداعيات إيجابية، ولكن بما أن الدولار ينتمي إلى مؤشر الاقتصاد الكلي، فقد يستغرق ذلك وقتاً»، مؤكدا أن «تحسن سعر الصرف هو نتيجة تراكمات في السابق»، بينها انتعاش الأسواق وتحسن الإنتاج المحلي.
مشاركة :