ننشر نص كلمة سعد الجمال نيابة عن «عبد العال» أمام الاتحاد البرلماني العربي

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ننشر نص كلمة اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية، أمام المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، والتي ألقاها نيابة عن رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال.وجاءت كالتالي: "أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات والوفود البرلمانية الشقيقةالسيدات والسادة أعضاء الوفودإخوتى وزملائى أعضاء مجلس النواباسمحوا لي في البداية أن أعبر لسيادتكم عن خالص امتناني وعظيم شكري بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن السيد الأستاذ الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، اسمحوا لي أن أنقل لسيادتكم كلماته التالية..السيدات والسادة الحضور الكريمأود أن أرحب بحضراتكم فى وطنكم الثانى جمهورية مصر العربية وفى مجلس النواب المصرى حصن الديمقراطية وقلعة الحرية على أرض مصر.. مصر العروبة.. مصر السلام والأمان.السيدات والسادة تشهد منطقتنا العربية واقعًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا مؤلمًاعلى خلفية تصاعد الصراعات التى تمزق دولنا العربية والتدهور الملحوظ على صعيد قضية العرب الأولى والرئيسية القضية الفلسطينية وما يستتبعه ذلك من تدخلات دولية وإقليمية تحاول رسم مستقبل شعوب وحدود دولنا إضافة إلى ما تنتجه هذه الأزمات من مآس غير مسبوقه فى تاريخنا المعاصر وتُفضى لخطر تنظيمات إرهابية وتكفيرية لازالت رغم مواجهتها تهدد باقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية وتغيير وجه المنطقة وثقافتها المتسامحة التى دامت لقرون.ويبدو المشهد العربي الراهن شديد التعقيد ويحمل الكثير من التوترات والفوضى وتعددت فيه النزاعات والصراعات المأساوية شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا وبات استقراره مهددًا بقوة وأمنه القومي معرضًا لمخاطر جمة وبقدر ما يبدو المشهد مقلقًا وخطيرًا على مستقبل وكيان الأمة العربية بأسرها فأنه يجب ألا يدفع لليأس والقنوط، فإن العمل العربي المشترك وتوحد الرؤى والصفوف وحسن استخدام الأدوات والإمكانات الهائلة التي يملكها هذا الوطن كفيل بأن يعيد للأمة العربية مجدها الغابر ومكانتها الدولية التي تستحقها فقط لو خلصت النوايا ووضحت الرؤي للمستقبل وتجاوز الخلافات والاختلافات في مواجهة التحديات والمؤامرات.ويمكن أن تلخص المشهد اليوم في ظل رؤية الأحداث المحيطة فيما يلي:- إن الدول العربية قد تحولت من خطوط المواجهة كما كانت أثناء حرب أكتوبر سنة 1973 إلى خنادق للدفاع.- إن هناك أجندات وسيناريوهات قد أعدت لدى بعض القوى الدولية على مدى سنوات طويلة وبدأ تنفيذها تجاه المنطقة.- إن الإرهاب قد زُرع في المنطقة لتحقيق الأهداف التآمرية وتم الباسه مسوح الدين والإسلام زورًا لإسقاط دول المنطقة وتقسيمها وإضعافها.- تم إزكاء التطرف المذهبي والعرقي بأساليب شيطانية للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد ودفعهم لحرب أهلية.- الهدف الرئيسي كان ولايزال إسقاط مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة وإنشاء كيانات موازية تخضع لأصحاب المصالح والممولين.- الأطماع الاستعمارية القديمة في المنطقة عادت بثوب جديد وبحروب الجيل الرابع والخامس وباستخدام قوى إقليمية.- نهب ثروات الشعوب العربية واستهلاكها في شراء الأسلحة والمعدات بما يستنزف الدول والشعوب لصالح الشركات العالمية لصناعة السلاح.- زرع الفتن والخلافات داخل الأسرة العربية بما يضمن عدم توحد الكلمة والقرار والاعتماد بشكل أساس على قوى دولية تضر ولا تنفع.- كل ذلك وغيره الكثير يضع الأمة العربية وقياداتها أمام مسئوليات وتحديات هائلة لمواجهته بالتضامن والتكاتف وإعلاء المصلحة القومية للأمة العربية فوق كل الاعتبارات بمزيد من العمل الجاد المشترك سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا واستثماريًا وثقافيًا واجتماعيًا وعسكريًا.أصحاب السعادةالإخوة والأخوات الأعزاءإن اجتماعنا اليوم ما هو إلا فرصة للتباحث حول خريطة طريق لمعالجة أزماتنا تحت مظلة عربية هى برلماناتنا العربية وهو ما يستدعى منا التحرك على مستويين رئيسيين:الأول: تكثيف الجهود لتحريك ملف تفعيل آليات عمل لاتحاد البرلمان العربى، ما يزيد من تأثيره على الساحتين الإقليمية والدولية فى الدفاع عن المصالح العربية ويعضد من أطر التكامل بين دولنا.الثانى: صياغة استراتيجية برلمانية عربية موحدة نتوجه من خلالها إلى برلمانات العالم ذات التأثير للدفاع عن حقوقنا وقضايانا العربية.القضية الفلسطينية:قضية العرب المحورية والمركزية مازالت تعاني بعد سبعة عقود من احتلال الأراضي والاستيطان والتعدى على المقدسات الدينية ومحاولات طمس الهوية العربية وتركيع الشعب الفلسطيني ويوما بعد يوم تزداد وطأة الممارسات الصهيونية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني في ظل غطاء أمريكي منحاز ربما كان آخره منع صدور بيان من مجلس الأمن حول المجزرة الوحشية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال ضد مسيرة سلمية وقتلت وأصابت المئات منه.وفي هذا الإطار فإنه يتوجبُ علينا دعم وتبني المطلب الفلسطيني وما صدر عن جامعة الدول العربية بفتح تحقيق دولي من المحكمة الجنائية الدولية في مجزرة غزة التي أسقطت حتى الآن 18 شهيدًا و1416 مصابًا.إن الدول العربية وجامعتها مازال أمامها عمل كثير على المستوى الدولي والمؤسسات والهيئات الدولية والقوى العظمى لإعادة إحياء مباحثات السلام، ونثمن ما قام به رئيس البرلمان العربي من مخاطبة الرئيس الفرنسي ماكرون لحثه على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.الأزمة السورية:رغم كل المتغيرات اليومية على الساحة، فإن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها ولم تفلح المؤتمرات المتعاقبة في جنيف وفيينا وأستانة وسوتشي في تقريب وجهات النظر بين الحكومة وفصائل المعارضة رغم توحد وفدها.ولم يتم تنفيذ أي من الخطط والبرامج التي طرحت سواء من المبعوث الدولي دي ميستورا أو باقي الأطراف سواء فيما يتعلق بالهدنة أو وقف القتال ودخول المساعدات أو البدء في إعداد الدستور أو غير ذلك من السلال الأربعة التي انعقدت بشأنها مباحثات جنيف.ومما زاد الطين بلة التدخل العسكري التركي واحتلالها مدينة عفرين شمال سوريا وتهديدها بتوسيع حملاتها العسكرية بزعم مواجهة الأكراد المسلحين على حدودها وفي ظل صمت دولي مريب وبالأمس انعقدت قمة في أنقرة لكل من روسيا وتركيا وإيران لبحث مستقبل سوريا في غياب كامل للنظام السوري والمعارضة وكأن الشأن السوري وحل الأزمة أصبح في يد هذه الدول الثلاثة وحدها.وما زال الشعب السوري يعاني كل يوم من القتل والتشريد والتهجير ورغم كل ما يجري على الأرض يبقى الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة.الأزمة اليمنية:مازالت رحي الحرب الضارية التي يشنها الانقلابيون الحوثيون على الحكومة الشرعية والشعب اليمني دائرة بقوة اعتمادًا على الدعم الإيراني تمويلًا وتسليحًا وتدريبًا وحتى المساعدات الإنسانية سرقوها واستولوا عليها إمعانا في تجويع الشعب اليمني الذي يعاني الأمرين من الأوبئة والأمراض وتدمير البنية التحتية ونقص الغذاء، ولم يكتفوا بذلك بل صاروا مصدر تهديد أمنى لدول الجوار ولاسيما المملكة العربية السعودية.ورغم تغيير المبعوث الدولي والمحاولات العربية سواء من الكويت أو سلطنة عمان فإنه لا تلوح في الأفق بادرة عن محادثات سلام أو تقريب لوجهات النظر بين الأطراف ولازالت الأزمة اليمنية مرشحة للامتداد لزمن طويل.الأزمة الليبية:المسألة الليبية تقوم في الأساس على النزاع على السلطة بين الفرقاء فى الشرق والغرب وبين هذا وذاك ينتشر الإرهاب ومنظماته المسلحة في عدد من المدن والمحافظات الليبية، وقد بذلت القاهرة جهودًا حثيثة ومستمرة لتقريب وجهات النظر ونزع فتيل الأزمة سواء على المستوى السياسي أو العسكري.كما قامت دول الجوار مصر وتونس والجزائر بتقديم حلول سياسية للأزمة كما أن المبعوث الأممي الجديد غسان سلامة يتحرك بإيجابية وبقبول من الأطراف بما يبشر لو خلصت النوايا بحلول سياسية للأزمة لوقف نزيف الدم والفوضى في ليبيا وحفاظًا على سلامة أراضيها.ولا يفوتنا أن نزجى خالص التهنئة لدولة العراق الشقيق وبرلمانها وشعبها على كل النجاحات التى تحققت خلال الفترة الماضية وتنبئ عن تعافى العراق وعودته رافدًا هامًا من روافد الأمة العربية والأمن القومى العربى والشكر موصول لدولة الكويت الشقيقه على استضافتها مؤتمر إعادة إعمار العراق.لواء/ سعد الجمالرئيس لجنة الشئون العربية".

مشاركة :