تعد مدارس دار التوحيد في الطائف احد أقدم وأعرق مدارس المملكة المتخصصة في التركيز على مواد اللغة العربية والعلوم الشرعية ، حيث تم تاسيسها في عهد باني هذاا لكيان ومؤسسه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتظل قصة تأسيسها حدثا ملحميا أبعد من أن يكون مجرد تأسيس مدرسة من المدارس المتوسطة والثانوية ودار التوحيد هو الاسم الذي اختاره الملك عبدالعزيز -رحمه الله - كأول مدرسة نظامية تقام في الطائف حيث اختار هذا الاسم وأشرف على تأسيسها لإقناع أهل البادية بإلحاق أبنائهم في فصول التعليم النظامي ، حيث كان الناس في الماضي يخشون على أبنائهم دخول المدارس النظامية حيث كانوا يكتفون بالكتاتيب .تأسست عام 1364هـ وربطت بالشعبة السياسية بالديوان الملكي لتحظى بمميزات مادية ومعنوية تكون إغراء لأولياء الأمور الذين لم يألفوا نظام المدارس ، فالعامة من أفراد المجتمع والغالبية منهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا يرغبون أن يتعلموا دون مناهج توارثوها مشافهة عن آبائهم ومن سبقوهم وحرصا منهم على المحافظة على تقاليد هم المتوارثة ، وخضعت المكافأة التي تصرف للطلاب للزيادة والنقص ثم الزيادة التدريجية بحسب الامكانات الاقتصادية المتاحة في تلك الفترة ، فقد بدأت بصرف مخصص جيبي لكل طالب مقداره خمسة عشر ريالا نمت مضاعفتها فيما بعد إضافة إلى صرف ملابس لكل طالب . واستمر ذلك سنتين إلى أن صدر الامر الملكي بزيادة مخصص الإعاشة للطلاب إلى مئة ريال وفي العام 1372 تم تخصيص 140 ريالا تصرف سنويا لكل طالب باسم (بدل كسوة) وكان عدد الطلاب في تلك الفترة 150 طالبا وفي العام 1373 صدر الامر الملكي بمساواة مكافأة طلبة الدار بزملائهم طلاب المعهد الديني بالرياض ومقدارها 230 ريالا شهريا تصرف لكل طالب ، واخيرا وصلت إلى 300 ريال لطالب المتوسط و375 ريال لطلاب القسم الثانوي وقد كان يصرف للطلاب المتفوقين مكافأة مالية مجزية تشجيعيا على التنافس من اجل التزود بالعلوم والمعارف وكانت تصرف رواتب الاجازة الصيفية للطلاب مقدما وبذلك فإن الدار كانت تقوم بتأمين السكن والإعاشة ودفع مخصصات شهرية لهم وتزيد هذه المكافأة في حالة إذا كان الطالب متزوجا . وفي هذا العام 1439 سوف يكون مرور 75 عاما على إنشاء هذا الصرح التعليمي الشامخ وهو مايسمى باليوبيل الماسي .
مشاركة :