النهج السعودي تجاه القدس والدفاع عنها د. أحمد البدر من مقالات الكاتب رؤية «الهايبر لوب» بقيادة محمد بن سلمان الرياض وواشنطن .. شراكات وعقود وتاريخ وثيق يقوم النهج السعودي تجاه قضية فلسطين على محاور متعددة.. أبرزها، الإيمان ببعد القضية العربي والإسلامي والدولي، والتركيز على الحلول والتفاهمات المشتركة مع القوى العربية والدولية للوصول إلى حل عادل دائم للقضية الفلسطينية. ومنذ البداية كانت السعودية تقف إلى جانب الفلسطينيين، لكنها تؤكد على أن العنصر الفلسطيني هو العنصر الرئيس في المواجهة مع تزويده بالحد الأقصى من كل أنواع الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي. كانت هذه هي نظرة الملك عبد العزيز، والتي تجسدت بعد ذلك في السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية، حيث تبنت مبدأ عدم التدخل في شؤون القيادة الفلسطينية ودعمها في ما تصل إليه من قرارات ومواقف مع ضمان مراعاتها للبعد الإسلامي لمسألة القدس. هذا المبدأ الأساسي هو الذي حكم علاقة السعودية بالقضية الفلسطينية. الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948م على الرغم من أن الموقف السعودي الصريح بأن العنصر الفلسطيني هو الذي يجب أن يدير المواجهة بنفسه، مع إمداده ودعمه بالمدد المالي والسياسي واللوجيستي، فإن أبناء السعودية قد جادوا بأنفسهم وأرواحهم في مواجهات مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب فلسطين عام 1948. الصراع السعودي الأمريكي على النفط والقدس كانت المملكة قد أعلنت وقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأميركية، مبررة ذلك بازدياد الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل. مما سبب غضباً أميركا من هذه الخطوة الجريئة التي لم تكن تتوقعها، والتي أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، كما أدت إلى إرباك الاقتصاد الرأسمالي الغربي عموما، ذلك الاقتصاد الذي يعتمد على النفط بصورة أساسية في تحريك عجلته على كل المستويات، وفي مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية. مما دفع أميركا، بإرسال وزير خارجيتها هنري كيسنجر لمقابلة الملك في 8 نوفمبر 1973 ليتباحث في ثلاث نقاط أساسية: النفط، والقدس، وشؤون فلسطين والفلسطينيين. وأكدت المصادر وقتها أن الملك فيصل أصر على عروبة القدس. ارتفعت لهجة التحدي والتهديد بين الولايات المتحدة الأميركية والملك فيصل إلى الدرجة التي دعت الملك فيصل للرد على هنري كيسنجر بعنف قائلا: «لن نرفع الحظر على شحن النفط إلى الولايات المتحدة. ولن نعيد إنتاجنا إلى ما كان عليه سابقا، ما لم تنته مفاوضات السلام نهاية ناجحة يتحقق على أثرها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني». وشدد الملك فيصل على ضرورة إعادة القدس العربية إلى العرب ورفض فكرة تدويل الأماكن المقدسة. مبادرات السلام لم تتوقف مساعي المملكة الدائبة من أجل حل القضية الفلسطينية عبر كل الأصعدة، ومن أبرز ذلك تقديمها لمبادرات سلام تسعى لرأب الصدع، وتضمن حقوق الفلسطينيين، كان من أبرزها ما قدمه الملك فهد بن عبد العزيز في مشروعه للسلام الذي تبناه وأقره مؤتمر القمة العربية الثاني عشر، الذي عقد في مدينة فاس المغربية في سبتمبر 1982م. وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – عندما كان وليا للعهد – تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم «مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز» قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، ولاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض. وأضحت مبادرة سلام عربية. كما اقترح في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من عام 2000 إنشاء صندوق يحمل اسم «انتفاضة القدس» برأس مال قدره مائتا مليون دولار يخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة، وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة والحيلولة دون طمسها. وقد قدمت مملكتنا الحبيبة في مطلع شهر أغسطس 2014، دعم مالي قدره 500 مليون دولار لإعمار غزة بعد الدمار الذي لحقها جراء القصف الإسرائيلي، كذلك ساهمت في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة) التي عقدت في الكويت في شهر يناير عام 2009، وأعلن وقتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله طيّب الله ثراه تقديم 1000 مليون دولار أيضا لإعادة إعمار غزة، مشددا على أهمية وحدة الفلسطينيين. كما أننا لا ننسى دور وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز العظيمة لنصرة القدس والمسجد الأقصى والتي تجسدت في تدخله في فتح أبواب الأقصى للمصلين بعد الحصار الذي ضربه الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى ومنع المصلين من الصلاة فيه وذلك من خلال مبادرته التي أطلقها برفع الحصار عن المصلين وإزالة الإجراءات الأمنية المشددة على المصلين حول المسجد. وقد تكللت جهود خادم الحرمين الشريفين في إزالة كل المعوقات والموانع والحواجز التي تمنع المصلين عن دخول المسجد الأقصى لأداء الصلوات فيه. فالسعودية «هي المؤيد والداعم الأساسي للشعب الفلسطيني، فهي تنطلق في ذلك من واجب ديني وإنساني وعربي، وإيمانا منها بعدالة القضية الفلسطينية، ورفضا للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وعلى مدينة القدس المحتلة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: النهج السعودي تجاه القدس والدفاع عنها
مشاركة :