تحشد قوات النظام السوري منذ أيام قرب الأحياء التي يوجد فيها تنظيم «داعش» في جنوب دمشق، تمهيداً لعملية عسكرية تمكنها من بسط سيطرتها على كامل العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري، فيما توقفت أمس، عمليات الإجلاء من دوما، بسبب خلافات داخلية بين «جيش الإسلام»، في وقت ذكرت وسائل إعلام رسمية أن نحو 4 آلاف من مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم خرجوا من دوما خلال الأيام الثلاثة الماضية، بما في ذلك 635 مقاتلاً مع عائلاتهم خرجوا مساء الأربعاء باتجاه جرابلس شمالي البلاد.ويسيطر تنظيم «داعش» منذ عام 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك الفلسطيني، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن قربه. كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المحاذي، مستغلاً انشغال قوات النظام بمعارك الغوطة الشرقية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تستمر منذ يوم الأحد التعزيزات العسكرية لقوات النظام والمقاتلين الموالين لها خصوصاً من الفلسطينيين، تمهيداً لعملية عسكرية تنهي وجود تنظيم داعش في العاصمة». وأوضح أن التعزيزات قائمة من داخل العاصمة وخارجها. ومن شأن طرد تنظيم داعش من تلك الأحياء أن يتيح للجيش النظامي بسط سيطرته على كامل العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012.ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن مصادر وصفتها ب«المطلعة» أن «المؤشرات الحالية تدل على أن التعامل مع ملف إنهاء داعش في المناطق التي يسيطر عليها، سيتم من خلال الحسم العسكري». وأشار عبد الرحمن إلى أن «المقاتلين الفلسطينيين سيكونون في مقدمة أي هجوم عسكري ضد مخيم اليرموك». من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الحكومية، أن توقف عمليات الإجلاء نتج عن خلافات داخل فصيل «جيش الإسلام» المعارض، وقد عادت الحافلات التي دخلت «دوما» للقيام بعمليات الإجلاء أمس، بدون ركاب. وقال المرصد السوري: «إن وقف عمليات الإجلاء نتج عن تدابير اتخذتها القوات التركية في المناطق التي يصل إليها مقاتلون معارضون». وكانت وسائل إعلام سورية رسمية ذكرت أمس أن نحو أربعة آلاف من مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم خرجوا من مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق خلال الأيام الثلاثة الماضية وعلى ثلاث دفعات. وقالت وكالة الأنباء السورية إن 13 حافلة تقل 635 مسلحاً من جيش الإسلام وعائلاتهم خرجت مساء الأربعاء من دوما إلى جرابلس شمال حلب بإشراف الهلال الأحمر السوري. وأضافت أنه تم يوم الثلاثاء إخراج 24 حافلة تقل 1198 مسلحا من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما إلى جرابلس بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري، تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه الأحد الماضي. وأوضحت أنه سيتم استكمال إخراج مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه والقاضي بإخراجهم إلى جرابلس وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى مدينة دوما، إضافة إلى تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين وجثامين القتلى وتسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة. (وكالات)
مشاركة :