النهج الاقتصادي القطري أثبت مرونته رغم الحصار الجائر

  • 4/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هامبورج - قنا: أكد سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن النهج الاقتصادي القطري أثبت مرونته رغم الحصار الجائر على دولة قطر الذي يخالف كل الشرائع والأنظمة الدولية. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سعادة السفير بمدينة هامبورج الألمانية بدعوة من غرفة التجارة والصناعة في الولاية، والمنظمة العربية الأورومتوسطية للتعاون الاقتصادي «إيما»، وبمشاركة أكثر من خمسين شخصاً من الاقتصاديين والأكاديميين ورجال أعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة. وقال سعادته: «إن دولة قطر استفادت من هذه التجربة المرة، وعملت بشكل واعٍ على استخلاص العبر والدروس منها، خاصة من جهة فتح اقتصادها للمبادرات والاستثمارات، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي ضمن علاقات ثنائية من التعاون مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وقدّم سعادة سفير دولة قطر لدى ألمانيا صورة عن الوضع الاقتصادي في دولة قطر، وفرص الاستثمار الغنية فيها، والمناخ الاستثماري الآمن، وتطرّق إلى نجاح دولة قطر في مواجهة الحصار الظالم المفروض عليها، وعرض على الحضور فيلمين عن رؤية قطر الوطنية 2030، وعن المناطق الاقتصادية. وأوضح أن دولة قطر كانت من أوائل الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، التي أدركت وفي وقت مبكر من تاريخها الحديث، حتمية الانتقال من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد المعرفة، ولذا سعت منذ فترة طويلة إلى تنويع مصادر دخلها الوطني، والاندماج في الاقتصاد الدولي من أجل زيادة القدرة التنافسية لاقتصادها الوطني، مضيفاً أن هذا الإدراك نابع من إرادة سياسية حقيقية في تغيير الهياكل الاقتصادية، لأن الإرادة السياسية هي الوحيدة القادرة على توجيه المشاريع والاستثمارات الجديدة للانتقال نحو اقتصاد المعرفة، بما يضمن مواكبة التطورات المعاصرة.  وأشار سعادته إلى أن دولة قطر عملت انطلاقاً من رؤيتها الوطنية على توفير المناخ الاستثماري الملائم، من خلال سلسلة من القوانين والتشريعات الجاذبة للاستثمار، فضلاً عن الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم به البلاد، وارتباطها بعلاقات متينة ومتوازنة مع جميع الأطراف، إضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز.   وشرح السياسات الاقتصادية المرنة التي انتهجتها دولة قطر بهدف تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، بما في ذلك سلسلة التحديثات القانونية والتشريعية، إضافة إلى دعم المشاريع التي تعمل على توطين الصناعات الأجنبية في قطر، وتلك التي تهتم بالكوادر الوطنية. وأكد أن دولة قطر نجحت في اغتنام الفرصة التي حملتها هذه الأزمة معها، من ناحية إدراكها لأهمية تشجيع المنتج المحلي وتدعيمه، وإعادة تعريف المواطن القطري بالمنتج الوطني المحلي، مضيفاً «أن هذا الأمر دفع دولة قطر إلى تشخيص النواقص ومواطن الضعف، وهو ما مكّنها وبنجاح من اتخاذ قرارها الوطني بالعمل على التغلب على هذه العقبات وتجاوزها». كما قدّم سعادته عرضاً تفصيلياً عن الإجراءات التي تم اتخاذها بغرض دعم الاستثمار ومشاريع المناطق الاقتصادية في /‏رأس أبو فنطاس/‏ و/‏أم الحول/‏ و/‏الكرعانة/‏ ومشاريع البنية التحتية والسياحية والفندقية. بدورها، ألقت السيدة جابرييلا جرونيبيرج النائبة البرلمانية السابقة في البرلمان الألماني (البوندستاج)، ورئيسة منظمة «إيما» كلمة ترحيبية، أثنت فيها على التعاون القائم بين البلدين، ورحّبت بشكل كبير بالخطوة التي قامت بها دولة قطر في افتتاح البيت الثقافي العربي، «الديوان» في برلين، وأعربت عن أملها في أن تتبنى ألمانيا تجربة دولة قطر في تخصيص يوم مستقل للرياضة. وأكدت النائبة جرونيبيرج في كلمتها على أهمية التركيز على القواسم المشتركة، وكذلك على تعزيز النشاط والتبادل التجاري، مضيفة أن «التاريخ يعلّمنا بأن التجارة هي النشاط الأساسي الذي أسهم خلال التاريخ البشري في عبور الأمم إلى خارج حدودها، وإلى التعرّف على الآخر»، داعية الحضور إلى زيارة دولة قطر والتعرّف على فرص الاستثمار فيها عن قرب. ومن جهتها، شدّدت الدكتورة كورينا نينشتيدت رئيسة قسم العلاقات الدولية التجارية في غرفة التجارة والصناعة الألمانية في ولاية هامبورج، على أهمية تدعيم أسس التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، وقالت إنه يوجد في دولة قطر أكثر من 150 شركة ألمانية مسجّلة في ولاية هامبورج تمارس نشاطاً اقتصادياً، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. وأعربت نينشتيدت عن عميق شكرها لتقدير دولة قطر للمنتج الألماني، ولثقتها في الصناعة الألمانية، ونوّهت بالاستثمارات القطرية في بلادها، والتي توفر أو تحافظ على فرص عمل المئات في ألمانيا. وأضافت أن ألمانيا «واثقة من أن دولة قطر ستتجاوز الأزمة الحالية»، وأثنت على طريقة تعاطي دولة قطر مع الأزمة، وعلى المرونة التي أظهرتها في خلق بدائل إثر «فرض الحصار الجائر» عليها. وقالت: «إن كل أزمة تحمل بذور الحل داخلها»، ورحّبت بالزيارة التي ستنظمها منظمة «إيما» لوفد رجال الأعمال إلى قطر خلال الفترة المقبلة.

مشاركة :