كتب - إبراهيم بدوي: أكد سعادة اكسل وابنهورست سفير أستراليا لدى الدولة على قوة وتنامي العلاقات القطرية الأسترالية، مثمناً ما أثبته الاقتصاد القطري من قوة ومرونة رغم استمرار أزمة الحصار الجائر. وقال سعادته في تصريحات صحفية بمناسبة احتفال السفارة غداً «الأربعاء» باليوم الوطني لأستراليا، إن قطر أثبتت أنها مورد موثوق للمنتجات الهيدروكربونية، ولم تفوت إرسال أي شحنة من الغاز المسال. كما عملت جاهدة على إنشاء طرق تجارية بديلة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات أبرزها الزراعة. ونوّه بقوة وتنامي العلاقات القطرية الأسترالية، حيث زاد حجم تجارة البضائع مع قطر بنسبة 11٪ ، فيما بلغ حجم التبادل التجاري ١‪.٨مليار دولار أسترالي أي نحو ٢‪.٦مليار ريال في الفترة من شهر يوليو 2017 وحتى يونيو 2018. وأشار إلى أنه في فبراير 2018، أصبحت الخطوط الجوية القطرية ثاني شركة طيران غير أسترالية تطير إلى مدينة كانبيرا وتجري حالياً مناقشات حول إمكانية الوصول إلى وجهات جديدة، فيما بلغ عدد الرحلات الجوية المباشرة ٧٠ رحلة أسبوعياً في كلا الاتجاهين. وقال: جارٍ التنسيق لعدد من الزيارات المتبادلة ومذكرات التفاهم، خاصة في مجال الزراعة، بالإضافة إلى زيارات رفيعة المستوى، وغيرها من التفاصيل في نص الحوار التالي: • ما أبرز التطورات التي شهدتها العلاقات القطرية الأسترالية مؤخراً وتقييمكم لها؟ - العلاقات الثنائية قوية وما زالت تنمو، لقد بذلنا جهداً لتطوير الروابط في المجالات التجارية والاستثمارية والثقافية، وكذلك تشجيع القطريين على زيارة أستراليا من أجل السياحة والتعليم والتجارة. وفي فبراير 2018، أصبحت الخطوط الجوية القطرية ثاني شركة طيران غير أسترالية تطير إلى مدينة كانبيرا. كما زار وزير الزراعة والموارد المائية الأسترالي قطر في مايو 2018، وكانت هناك زيارات عدة من قبل الطرفين منها زيارات من العاملين بمجال الزراعة والتجارة والاستثمار ومن طلاب الدراسات العليا. وفي أكتوبر 2018، تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الداخلية في مجال جوازات السفر والهجرة غير الشرعية والتدريب والتطوير. زيارات جديدة • وما الجديد على جدول أعمال العلاقات الثنائية؟ تسعى السفارة لتنسيق عدد من الزيارات المتبادلة، خاصة في مجال الزراعة، بالإضافة إلى زيارات رفيعة المستوى. ويجري الإعداد لعدد من مذكرات التفاهم، وآمل أن يتم إحراز تقدم جيد بشأنها في المستقبل القريب. وتعطي السفارة الأولوية للتعاون في مجال التعليم، وفي جذب الاستثمار القطري إلى أستراليا. أزمة الحصار • كيف ترى الأوضاع بعد عام ونصف العام من الأزمة الخليجية وفرض الحصار الجائر على قطر ؟ - أثبتت قطر أنها مورد موثوق للمنتجات الهيدروكربونية، إذ لم تفوت إرسال أي شحنة LNG وعملت قطر جاهدة على إنشاء طرق تجارية بديلة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات أبرزها الزراعة. هذه العوامل تشير إلى قوة الاقتصاد القطري. لقد كان للوضع الحالي عواقب إنسانية في قطر إذ يتم فصل العائلات، واضطر الموظفون القطريون والطلبة والمرضى المعالجون في مستشفيات خارج قطر إلى العودة. القطريون غير قادرين على زيارة الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية. حافظت قطر على موقفها الترحيبي تجاه الأجانب بمن فيهم الأستراليون، وما زالت أستراليا تربطها علاقات قوية مع قطر. مكافحة الإرهاب • كيف ترى أستراليا دور قطر في مكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره ببرامج تنموية؟ - إن برامج التنمية والأعمال الخيرية مهمة في منح الناس خيارات في حياتهم، حيث يمكن أن يكون الشعور باليأس عاملاً مساهماً في تجنيد الإرهابيين. والإرهاب تحدٍ عالمي لا يمكن معالجته إلا من خلال التعاون بين الدول، وتقدر أستراليا التعاون مع قطر في مجال الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب. وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، وهذا عنصر هام في التعاون الأمني بين البلدين. كما أن البلدين أعضاء في الائتلاف العالمي لهزيمة تنظيم داعش. استثمارات قطرية - ما حجم اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ وفرص زيادتها ﻓﻲ أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ مستقبلاً؟ - تمتلك قطر استثمارات كبيرة في أستراليا، تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار، تحديداً في الزراعة والبنية التحتية للطاقة ومجال العقارات الفاخرة. حالياً، فرص الاستثمار قوية بشكل خاص في العقارات والبنية التحتية (الطرق والسكك الحديدية والمطارات) تحديداً في المدن الأسترالية الرئيسية وفي شمال أستراليا وتعمل السفارة على تشجيع المزيد من الاستثمارات. • ما خططكم لزيادة الاستثمارات الأسترالية في قطر؟ - أسافر سنوياً إلى أستراليا لإبلاغ الشركات الأسترالية عن فرص الاستثمار في قطر. وكأس العالم التي ستقوم قطر بتنظيمها صارت تلوح في الأفق وهناك أيضاً زيادة في الرحلات المباشرة بين بلدينا ولهذا أتوقع المزيد من الاهتمام من قبل الشركات الأسترالية للاستثمار في قطر. التبادل التجاري • ﻣﺎ ﺣﺠﻢ التبادل التجاري وهل شهد أي تطور الفترة الماضية؟ - يبلغ حجم التجارة 1.815 مليار دولار أسترالي (٢.٦ مليار ريال)، وهو إجمالي التجارة المتبادلة للسلع والخدمات خلال 12 شهراً في الفترة من شهر يوليو 2017 وحتى يونيو 2018. وصادرات أستراليا الرئيسية إلى قطر تشمل اللحوم والمواشي والألومينا، في حين صادرات قطر الرئيسية إلى أستراليا تشمل الأسمدة والألومنيوم. كما أن حجم تجارة البضائع ارتفع بنسبة 11٪ مقارنة بالعام السابق. أرقام مهمة • كم عدد الرحلات الجوية بين البلدين ؟ - هناك 70 رحلة أسبوعياً مباشرة بين البلدين وتجري حالياً مناقشات حول إمكانية الوصول إلى وجهات جديدة. • كم عدد الأستراليين العاملين في قطر؟ - يوجد 3100 أسترالي في قطر. ويعملون في قطاعات متنوعة، تشمل المجال الهندسي والبناء والنفط والغاز والطيران والرعاية الصحية والتعليم والصحافة والمالية والإدارة. • ما هو عدد الشركات الأسترالية في السوق القطري وأبرز مشروعاتها؟ - يوجد 30 شركة أسترالية عاملة في قطر، وأكبر هذه الشركات تعمل في مجال الهندسة والبناء. وتشارك في مشاريع كبيرة، كتشييد ميناء حمد، ومترو الدوحة، وملاعب كأس العالم، وتعمل الشركات الأسترالية أيضاً في قطاع خدمات المنتجات الهيدروكربونية علاوة على المشاركة في بناء مسجد دولة قطر (جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب) ومطار حمد ومراكز التسوق بالإضافة إلى تواجد شركات أسترالية في قطاع الاستشارات الرياضية. 1000 تأشيرة • كم عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة للقطريين وعدد الزائرين الأستراليين للدوحة؟ - تصدر أستراليا ما يقرب من 1000 تأشيرة زيارة للقطريين سنوياً. وزار حوالي 27،000 أسترالي قطر في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 على تأشيرة سياحية، في حين قام حوالي 9،000 أسترالي بزيارة قطر على تأشيرة عبور (ترانزيت) خلال الفترة نفسها. ميناء حمد • أي تعاون مع ميناء حمد، وما أهميته بالنسبة للبلدين؟ - فخور بمشاركة الشركات الأسترالية في تطوير ميناء حمد وتوجد لدينا الآن خطوط شحن مباشرة بين أستراليا وميناء حمد. ويعد افتتاح هذا الميناء أمراً حيوياً بالنسبة لقطر، لأنه سمح بوجود روابط شحن مباشرة مع العديد من الوجهات في العالم. وهذا يعني أن قطر لم تعد بحاجة إلى الاعتماد على نقل البضائع عن طريق موانئ خليجية أخرى وقد ساعد ذلك قطر في التغلب على تحديات الشحن المفروضة عقب 5 يونيو 2017 قطاع الغاز • كيف ترون خطط قطر لزيادة إنتاجها من الغاز؟ - قطر وأستراليا مصدران مهمان للغاز الطبيعي المسال، ونتشارك الاهتمام بزيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال. وبالطبع هناك فائدة من مناقشة وجهات النظر في كيفية تطور الأسواق، وخطوط الاتصال مفتوحة. وبالنسبة لأستراليا، القطاع الخاص هو المسؤول الوحيد عن الأعمال في هذا القطاع، والحكومة لديها دور ضئيل. ويعد مشروع قطر الجديد لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي خطوة بديهية بعد سنوات طويلة من وقف عمليات الإنتاج الجديد، ويعكس الثقة في الطلب القوي على الغاز الطبيعي المسال في المستقبل. • إلى أي مدى دعمت أستراليا رؤية قطر نحو الاقتصاد غير النفطي القائم على المعرفة؟ - هناك تعاون في تطبيق مناهج دراسية أسترالية في قطر ولدينا جامعة أسترالية تقدم دورات تدريبية مهنية بمدرستين قطريتين. وقد تعاونت الجامعات والمراكز البحثية القطرية مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وهناك العديد من الفرص للتعاون في مجال البحث العلمي ومجال العلاج الرياضي. ولدينا مذكرة تفاهم في مجال التعليم بين البلدين وكذلك توجد مذكرة تفاهم موقعة بين جامعة قطر وجامعة جنوب أستراليا. مونديال ٢٠٢٢ • كيف ترى استعدادات قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022؟ - أثق في استعدادات قطر للترحيب بالعالم في مونديال قطر 2022 وستكون هذه أول بطولة لكأس العالم تقام بالخليج والمنطقة العربية وهذا الحدث سيتيح الفرصة لقطر لإبراز قدراتها للعالم. واستعدادات قطر ستضمن لعشاق الرياضة الاستمتاع بوقتهم في كأس عالم مذهل حيث تتم التحضيرات على قدم وساق وزخم التنمية والتطوير مستمر وسيضمن ذلك تشييد بنية تحتية جاهزة لاستقبال عشاق الكرة بكأس العالم 2022. وستوفر الملاعب مستويات عالية من الراحة للمشجعين، وسيكون لكل منها تصميمه الفريد. كما ستضمن مشاريع البنية التحتية الأخرى كمشروع المترو والتوسعات المشهودة بشبكات الطرق سهولة التنقل والسفر للزوار. وبالمجمل هناك اهتمام توليه الدولة للبنية التحتية لما بعد نهائيات كأس العالم.