أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظه الله – أن ماتشهده المملكة متماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي قائلا : ” ما نفعله هو الإسلام، وما نفعله هو ممارسة النبي وممارسة أسلافنا في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، قبل عام 79 ويصب في مصلحة الشعب والعامة “. وقال ولي العهد في حواره لمجلة ” التايم ” الأمريكية: ” أنا أحب الفن ، وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوق رفيع يجب أن يحب الفن ويقدره ،وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخص واحد ليكون فناني المفضل “. وأكد سموه على أنه دون دعم الشعب من المستحيل تحقيق أي شيء، قاءلا : ” حصلت على أعلى نسبة أصوات في تاريخ السعودية، أكثر من أي شخص آخر قبلي ، فقد حصلت على 31 من بين 34 صوتًا من مجلس البيعة ” . وعن أولويات المملكة قال سموه : ” تضع السعودية التعليم في مقدمة أولوياتها وتخطط لأن يكون ترتيب جودة التعليم في السعودية ما بين 20 إلى 30 من أفضل نظام تعليمي في العالم للعام المقبل “. وكشف ولي العهد أنه لن يتم إلغاء حكم الإعدام في السعودية، ولكن سيتم التقليل منه إلى حد كبير، وفقاً لمبادرة يتم العمل عليها، مؤكدا ” أن أمريكا ودولاً كثيرة حتى هذه اللحظة تنفذ حكم الإعدام، فيما السعودية حاولت التقليل من ذلك، ولديها قوانين واضحة لا يمكن أن يتم تغييرها. وقال الأمير محمد بن سلمان: “على سبيل المثال، عندما يقدم شخص ما على قتل شخص آخر، يجب أن ينفّذ حكم الإعدام بحقه في قانوننا. ولكن هنالك جوانب قليلة يمكن تغييرها، بحيث يتم تغيير حكم الإعدام فيها إلى السجن المؤبد، إن جلالة الملك لا يستيقظ من نومه ويوقّع فقط على ما يريد التوقيع عليه، بل إنه يعمل بما يقتضيه القانون والكتاب. فهناك قوانين متعلقة بكيف يعمل الملك كملكٍ أو كرئيسٍ للوزراء “. وأضاف الأمير محمد بن سلمان: ” نحن نعمل منذ سنتين في الحكومة، وأيضاً في البرلمان السعودي على إقامة قوانين جديدة في هذا الجانب، ونعتقد أن الأمر سيستغرق لإتمامه عاماً واحداً، أو أكثر قليلاً ” ، وضحا : ” إنها مبادرة، لن نلغيها بنسبة 100%، ولكننا سنقلل منها إلى حد كبير”. وكشف ولي العهد في حواره عن تفاصيل الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض، ولقائه خادم الحرمين الشريفين. وأوضح حول حقيقة استدعاء أبومازن لإخباره بأن يقبل بخطة السلام أو يرفضها: ” تربطنا علاقة وثيقة بأبومازن، وأعتقد أنه ردّ على هذه الشائعات بنفسه ونفى صحتها “. وتابع: ” في الواقع أخبره الملك سلمان بأن هناك مقولة في المملكة العربية السعودية تقول: إن أهل مكة أدرى بشعابها، لذلك دائماً ما يذكره الملك سلمان ويخبره: كما تعرف يا أبومازن، أهل مكة أدرى بشعابها، ونقول إن أهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسباً لك سندعمه، أياً كان ما نسمعه من حلفائنا الأمريكيين، أياً كان، سنحاول إيضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب “. وفي سياق آخر، أكد سموه أن السعودية لم تستغل إلا 10% من قدرتها، قائلا : ” نحن نرسم خُطتنا بناءً على مكامن القوة لدينا. فلا نُريد أن نُقلد غيرنا، ولا نريد أن نبني وادي السيلكون ” . وأوضح سموه أن السعودية تمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة ،قائلا : ” إذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش وشدد على انه لا يمكن أن يكون للسعودية علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين واكد ان الثراء ليس جريمة. بل الجريمة تكمن في أن تكون فاسدًا “. وتابع: ” لدينا علاقة جيّدة مع الرئيس ترامب، ومع فريقه، ومع عائلته، ومع جميع الأشخاص المهمين في إدارته، ونحن ننفق 230 مليار دولار سنويًا خارج السعودية. وإن لم نفعل شيئًا؛ فإن هذا الرقم سيرتفع في عام 2030 ليصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار ستصرف خارج السعودية “. واستكمل: ” الخطة هي أن تنفق نصفها في المملكة العربية السعودية، لدينا برامجٌ عدة لتحقيق ذلك، فلدينا الخصخصة، ويأتي على قمة الهرم طرح أرامكو، ضخّ هذه المبالغ وتقديم الأصول الحكومية وغيرها من الأصول والاحتياطيات النقدية الأخرى في صندوق الاستثمارات العامة، ودفعه ليصبح أكبر صندوق على مستوى العالم، بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار “. واضاف سموه : قبل عامين، كان حجم صندوق الاستثمار العام 150 مليار دولار أمريكي، أما اليوم فحجمه 300 مليار دولار أمريكي، وفي نهاية عام 2018 سيبلغ حوالي 400 مليار دولار. وفي عام 2020 سيصل إلى ما بين 600-700 مليار دولار، وفي عام 2030 سيكون أعلى من 2 تريليون دولار، وسنستثمر نصف هذه الأموال لتمكين المملكة العربية السعودية، والـ 50٪ المُتبقية سنستثمرها في الخارج لنضمن أن نكون جزء من القطاعات الناشئة في جميع أنحاء العالم. وتابع سموه : لدينا أكثر من 10 ملايين أجنبي في السعودية، ومعظمهم يعملون ومن أسر هؤلاء الموظفين، ونحن نعتقد أن هذا العدد لن ينخفض، بل سيزداد، لأننا نعتقد أن السعودية، كي تحقق طموحها، تحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية والقوة البشرية، لذلك سيتم خلق الكثير من الوظائف للسعوديين وللأجانب لتنفيذ ما نحاول بناءه في السعودية. وقال: لا يوجد شيء يُعرف بالوهابي، وإن هذه عبارة عن أحد أفكار المتطرفين بعد عام 79، وذلك لإدخال العامل الوهابي لكي يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له.لا يوجد شيء يسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتين، السنية والشيعية، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية. وتابع: ” أنا لا أعمل لوحدي، بل أعمل مع كل الأشخاص الأذكياء حقًا من جيلي في العائلة المالكة، لدينا على سبيل المثال أكثر من 13 أميرا من جيلي ونفس عمري يعملون في 13 منطقة، ويتواجدون أيضاً في مجلس الوزراء وهم يعملون بجد، ويتواجدون أيضاً في مناصب مختلفة “. وحول ايران قال ولي العهد : الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط، لكنهم لا يشكلون تهديدًا كبيرًا للمملكة. ولكن إنْ لم تراقبهم؛ فقد يصبحوا يومًا ما تهديدًا وإيران ليست من ضمن الدول الخمس الأكبر في المجال الاقتصادي في العالم الإسلامي. وحجم الاقتصاد السعودي هو ضعف الاقتصاد الإيراني. كما أنه ينمو أسرع بمرتين أو ثلاث مرات من الاقتصاد الإيراني، كما أن الاقتصاد الإماراتي والمصري والتركي أكبر من الاقتصاد الإيراني، وهناك الكثير من الدول الإسلامية التي تحظى باقتصاد أكبر من الاقتصاد الإيراني “. واضاف: ذات الأمر ينطبق على الجيش. فهم ليسوا من ضمن الخمسة جيوش الكبرى في الشرق الأوسط. لذا فهم متخلفون بكثير. لكن مشكلة النظام هي أنهم قد اختطفوا البلاد. فهم يستخدمون أصول دولتهم من أجل تحقيق غاياتهم الأيديولوجية. وقال : فيما يتعلق بالسلاح النووي، فإننا لن نبدأ بفعل أي شيء.حتى نرى إيران تعلن عن أنها تمتلك سلاح نووي. بالتالي، فما ذكرته لن يحدث حتى يحدث الأمر الأخر. ومما لا شك فيه أننا نقوم بتجهيز جيشنا. نحن نمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة وإذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش وحول اليمن قال سموه : لحوثيون لا يهتمون بالمصالح والمصالح اليمنية، إنهم يهتمون فقط بأيديولوجيتهم والأيديولوجية الإيرانية وأيديولوجية حزب الله. أو أنهم يرغبون بالموت. هذا ما يهتمون به. ولهذا السبب من الصعب التفاوض والتوصل لحل معهم، وقد أعلنت الأمم المتحدة ذلك، وتابع : نحن نعمل من خلال معلومات استخباراتية على تقسيم الحوثيين، لذلك نرغب بمنح الفرصة إذا كان هناك أشخاص في الصف الثاني أو الثالث للحوثيين ويرغبون بمستقبل مغاير فسنساعدهم وقال : لا يمكن أن يكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، وأهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسبًا لك، سندعمه. أيا كان ما نسمعه من حلفائنا الأميركيين، أيا كان، سنحاول ايضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب. وفي الملف السوري قال : أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا. وقال : الخطر الأعظم هم الإخوان المسلمون ليسوا في منطقة الشرق الأوسط لأنهم يعلموا أن منطقة الشرق الأوسط تتبع استراتيجيةً جيدة ضدهم في السعودية ومصر والإمارات والأردن والعديد من الدول الأخرى. ولكن هدفهم الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة. فهم يأملون بأن تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عاما. وحول الاخطاء التي ارتكبتها امريكا قال سموه : أعتقد أن أمريكا اقترفت خطأين: يتمثل الأول بالدخول في العراق، أما الخطـأ الثاني؛ فيتمثل في سحب القوات الأمريكية من العراق وتفكيك الجيش العراقي. وعن ارامكو قال : ” لقد قُلنا أننا سنكون جاهزين لطرح أسهم أرامكو بحدود العام 2018. ونحن مستعدون. صغنا جميع القوانين. وقمنا بجميع الخطوات التي تجعلنا مستعدين لطرح أسهم أرامكو. أما الآن فالمسألة هي اختيار الوقت المُناسب، نعتقد أن أسعار النفط سترتفع في هذا العام وسترتفع بشكلٍ أكبر في عام 2019، لذا نحن نُحاول أن نختار الوقت المُناسب ونحن ننظر في جميع الخيارات، والفريق الذي يعمل على طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام يظل يقول لي، “لا تقُل شيئاً عن ذلك “.
مشاركة :