أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن هناك علاقات جيدة تربطه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه وعائلته، وجميع الأشخاص المهمين في الإدارة الأمريكية. وقال ولي العهد خلال حوار له مع مجلة “التايم” الأمريكية: “لدينا علاقة جيدة جداً مع كثير من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين وكثير من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية”، مشيراً إلى أن الجميع يؤمن بأهمية البلدين في مواجهة المخاطر وبأهمية الاستمرار في إيجاد مستقبل أفضل لكلا البلدين. وعن الهدف من جولته الأخيرة لأمريكا وعدة دول أخرى، أضاف ولي العهد: “حينما بدأت أفكر بالقيام بجولة كانت لدينا خطة لأجل السعودية، ونحن نفعل ما بوسعنا لتحقيق وتنفيذ هذه الخطط”، متابعاً: “ولتنفيذ ما نقوم به، توجب علينا أن نحظى بكثيرٍ من الشركاء من حول العالم، والولايات المتحدة أحد أقدم حلفائنا في العالم بأكمله، ونحن أقدم حلفائها في الشرق الأوسط، والعلاقة الاقتصادية بين البلدين عميقةٌ جدًا.”. وحول إستغلال قدرات المملكة , فقد شدد سمو ولي العهد إيمانه بأن السعودية حتى يومنا هذا لم تستغل إلا 10% من قدرتها، ولديها 90% متبقية ليتم تحقيقها، مشيراً إلى أن الخطط والرؤية تتمحور حول الـ90% المفقودة؛ وكيف يمكن تطبيقها بأكبر قدر ممكن وأسرع وقتٍ ممكن، مؤكداً أن الخطط ترسم بناءً على مكامن القوة ولا نريد أن نقلد غيرنا. وقال سموه: نحن الآن في عهد الدولة السعودية الثالثة التي أسسها جدي الملك عبد العزيز، والذي يعرف أيضاً بابن سعود، وتأسست السعودية الأولى قبل 300 عام، ولذلك بعد فترة الملك عبدالعزيز وفترة الملك سعود وتأسيس “الدولة” السعودية الثالثة، جاء الملك فيصل بفريق شاب عظيم جداً، وكان من بين فريقه الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان والأمير سلطان والأمير نايف والكثير من الأشخاص الآخرين. وأضاف : تمكنوا من تحويل البلاد من بيوتٍ طينية إلى مدن حديثة ذات معايير عالمية، بنية تحتية حديثة، وبلاد من ضمن مجموعة 20، وبلد من بين أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وغيرها الكثير ومن الصعوبة إقناعهم بأن هناك الكثير من الأمور ينبغي فعلها، لأن ما حدث في وقتهم خلال تلك الـ50-60 عاماً هو مثل ما حدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الـ300-400 عام الأخيرة وقد شاهدوا النقلة بأكملها في حياتهم. وقال: إلا أنه بالنسبة لنا كجيل شاب، فإننا لم نشاهد ذلك، لأننا وُلدنا في تلك المدينة الحديثة والرائعة، وعشنا في اقتصادٍ يعد بالفعل ضمن أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وكان تركيزنا على ما كنا نفتقده، وما لا نستطيع القيام به. ونؤمن نحن أن السعودية –حتى يومنا هذا– لم تستغل إلا 10% من قدرتها، ولدينا 90% متبقية لنحققها. وعليه فإن الخطط والرؤية تتمحور حول الـ 90% المفقودة؛ فكيف يمكن لنا تطبيقها بأكبر قدر ممكن وأسرع وقتٍ ممكن نحن نرسم خطتنا بناءً على مكامن القوة لدينا فلا نريد أن نقلد غيرنا ولا نريد أن نبني وادي السيلكون، فهنالك بعض وسائل الإعلام التي تقول إن السعودية تبني وادي سيلكون في السعودية، وهذا غير صحيح. وتابع: نحن نرسم اقتصادنا بناءً على مكامن القوة لدينا: تكرير النفط، والمواد، والحركة، والنقل، والمعادن، والغاز؛ فلدينا العديد من اكتشافات الغاز في البحر الأحمر، ولدينا محتوى محلي وميزان مدفوعات وننفق 230 مليار دولار سنوياً خارج السعودية وإن لم نفعل شيئاً؛ فإن هذا الرقم سيرتفع في عام 2030 ليصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار ستصرف خارج السعودية. وحول الخطة قال: هي أن تنفق نصفها في المملكة العربية السعودية لدينا برامج عدة لتحقيق ذلك فلدينا الخصخصة ويأتي على قمة الهرم طرح أرامكو، ضخّ هذه المبالغ وتقديم الأصول الحكومية وغيرها من الأصول والاحتياطيات النقدية الأخرى في صندوق الاستثمارات العامة، ودفعه ليصبح أكبر صندوق على مستوى العالم، بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار فقبل عامين، كان حجم صندوق الاستثمار العام 150 مليار دولار أمريكي أما اليوم فحجمه 300 مليار دولار أمريكي وفي نهاية عام 2018 سيبلغ نحو 400 مليار دولار. وأضاف: في عام 2020 سيصل إلى ما بين 600-700 مليار دولار، وفي عام 2030 سيكون أعلى من تريليوني دولار، وسنستثمر نصف هذه الأموال لتمكين المملكة العربية السعودية، والـ50٪ المتبقية سنستثمرها في الخارج؛ لنضمن أن نكون جزءاً من القطاعات الناشئة في جميع أنحاء العالم. وعن اختياره من قبل هيئة البيعة برقم قياسي بلغ 31 صوتاً من أصل 34 يمثلون أبناء الملك عبدالعزيز، مؤكداً أنه لا يعمل وحده، بل برفقة كل الأشخاص الأذكياء حقاً من جيله في العائلة المالكة. جاء ذلك في سؤال : أنت لا تمثل فقط الجيل التالي، ولكن أيضاً تمثل عائلة واحدة فقط. لذلك فإنه بالنسبة للشعب، فسيبدو أنك قد تكون أكثر حذراً، وربما أقل استقراراً. ومع ذلك قمت بتحركات قوية جداً؟ وأجاب ولي العهد: لا، في الواقع، أولاً، الملك لديه الحق في اختيار ولي العهد وولي ولي العهد، ولا يمكن لأحد أن يصبح ولي العهد أو ولياً لولي العهد دون إجراء التصويت الذي يتم بين 34 ناخباً يمثلون أبناء الملك عبدالعزيز. وأنا حصلت على أعلى نسبة أصوات في تاريخ المملكة العربية السعودية، أكثر من أي شخص آخر قبلي. فقد حصلت على 31 من بين 34 صوتاً من مجلس البيعة. لذلك هذه هي النسبة الأعلى. وثاني أعلى رقم في المملكة العربية السعودية كان 22 صوتا. لذا، من الناحية التاريخية، لقد حققت رقماً قياسياً في الأصوات المؤيدة داخل العائلة المالكة. وهم ينتهي دورهم عندما يقومون بالتصويت. وأصبحت رسمياً ولي ولي العهد ثم ولي العهد. ثانياً: أنا لا أعمل وحدي. بل أعمل مع كل الأشخاص الأذكياء حقاً من جيلي في العائلة المالكة. لدينا على سبيل المثال أكثر من 13 أميراً من جيلي ونفس عمري يعملون في 13 منطقة، ويوجدون أيضاً في مجلس الوزراء وهم يعملون بجد، ويوجدون أيضاً في مناصب مختلفة في مختلف الدوائر الحكومية. يوجد الكثير منهم. لذا فأنا أعمل مع أكثر من 40 شخصاً من العائلة المالكة من مختلف الفروع لإنجاح الأمور في المملكة العربية السعودية. كما كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه لن يتم إلغاء حكم الإعدام في السعودية، ولكن سيتم التقليل منه إلى حد كبير، وفقاً لمبادرة يتم العمل عليها. وأكد ولي العهد أن أمريكا ودولاً كثيرة حتى هذه اللحظة تنفذ حكم الإعدام، فيما السعودية حاولت التقليل من ذلك، ولديها قوانين واضحة لا يمكن أن يتم تغييرها. وقال الأمير محمد بن سلمان: “على سبيل المثال، عندما يقدم شخص ما على قتل شخص آخر، يجب أن ينفّذ حكم الإعدام بحقه في قانوننا. ولكن هنالك جوانب قليلة يمكن تغييرها، بحيث يتم تغيير حكم الإعدام فيها إلى السجن المؤبد. إن جلالة الملك لا يستيقظ من نومه ويوقّع فقط على ما يريد التوقيع عليه، بل إنه يعمل بما يقتضيه القانون والكتاب. فهناك قوانين متعلقة بكيف يعمل الملك كملكٍ أو كرئيسٍ للوزراء”. وأضاف الأمير محمد بن سلمان: “نحن نعمل منذ سنتين في الحكومة، وأيضاً في البرلمان السعودي على إقامة قوانين جديدة في هذا الجانب. ونعتقد أن الأمر سيستغرق لإتمامه عاماً واحداً، أو أكثر قليلاً”. وقال ولي العهد: “إنها مبادرة، لن نلغيها بنسبة 100%، ولكننا سنقلل منها إلى حد كبير”. وفند سمو ولي العهد الشائعات التي تناثرت في وقتٍ سابق، حول شرائه للوحة “سلفاتور مندي” أو “مخلص العالم” لدافنشي، والتي اقتناها متحف “لوفر أبوظبي” بمبلغ 450 مليون دولار، وشدد على عدم وجود جريمة في أن يكون المرء ثرياً، بل الجريمة في أن يكون فاسداً. وفي إجابته عن سؤال محاوره حول اهتمامه بالفنان العالمي ليوناردو دافنشي، في إشارة إلى الشائعات التي أثارتها بعض وسائل الإعلام القطرية عن شراء ولي العهد للوحة الأغلى في التاريخ، قال سموه: “دافنشي، لقد قلنا إن هذا حديثٌ غير دقيق”.. مضيفاً: “ما الذي يجري؟ لا أعلم كم مرة ينبغي علينا أن نعلن ذلك؟”. وذكر ولي العهد: “لقد قلت سابقاً لبرنامج 60 دقيقة؛ الثراء ليس جريمة، بل الجريمة تكمن في أن تكون فاسداً، وفي حال كنت فاسداً، أرجو أن توضّح لي فسادي وتقدم دليلاً على ذلك، ولا يبدو أن هناك أي أحد يقدم أدلة، ومن المعروف أن الملك سلمان وأبناءه وفريقه نزيهون تماماً، والكل يعلم ذلك في السعودية. ويمكننا إعطاؤك سجل العائلة، عائلة آل سعود قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، وسجل الملك سلمان منذ ولادته. وسجلي أيضاً أنه ناجح في السعودية”. وتابع: “وفي الحقيقة إنني أحب الفن، وأؤمن بأن أي شخص يمتلك ذوقاً رفيعاً، يجب أن يحب الفن ويقدره، وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم، ولا يمكنني أن أحدد شخصاً واحداً ليكون فناني المفضل”. وكشف ولي العهد , بأن مشروع الطاقة الشمسية سيوفر 40 مليار دولار سنوياً، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بـ20 مليار دولار، وسيخلق 100 ألف وظيفة، كما سيتم تصدير الألواح الشمسية للعالم أجمع بتكلفة أقل من أي وقت مضى. كما قال سموه: إن إنتاج الطاقة الشمسية لا يؤذي النفط؛ لأنه لا يُنتَج للطائرات أو السُفُن، ولن يتعارض مع الطلب المتنامي للبتروكيماويات، حيث إن السير بهذا الاتجاه سيساعد على أن يلعب النفط دوراً جيداً في حماية الطبيعة؛ لأنه إذا قمت بإنتاج البلاستيك، فلا يجب عليك التخلص منه يجب عليك علاجه وإعادة تدويره بطريقة لا تضر الطبيعة أفضل من إنتاج النفط للسيارات. وأشار سموه: الفرصة التي نتخذها الآن في المملكة هي في الطاقة الشمسية؛ نعتقد أن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تحقق قفزة في هذا المجال ومجال تصنيع الطاقة الشمسية هي المملكة؛ لأن لدينا جميع عناصر النجاح. لذا هناك الكثير من البلدان التي تكون فيها أشعة الشمس قوية: مثل الجزائر، الهند، سمِّ ما شئت. ولدينا شمس قوية أيضاً. لكن ليس لدى كل البلدان طلب محلي. لذلك هناك عدد أقل من الدول التي لديها طلب محلي. لا يمكن لأي بلد أن يكون لديه طلب مُتمَثل بـ150 جيجاوات، 200 جيجاوات. إنها السعودية والهند وعدد قليل من البلدان. والبلدان الأخرى في الشرق الأوسط لا يمكنها الوصول حتى إلى 30 جيجاوات من الطلب. لذا فإن الطلب الكبير يدفع لتحقيق ذلك. وحول العلاقات مع إسرائيل , شدد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أنه لا يمكن إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل قبل الوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وقال ولي العهد حول إمكانية إقامة مثل هذه العلاقات مستقبلاً: “حسناً، يبدو أن لدينا عدواً مشتركاً، ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي، ولا يمكن أن تكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين؛ لأن كلا منهما له الحق في العيش والتعايش”. وأضاف سموه: “وحتى حدوث ذلك، سنراقب، وسنحاول دعم حل للسلام، وعندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع إسرائيل، وستكون الأفضل للجميع”. كما أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه لا يوجد شيء يُعرف بالوهابية، مشيراً إلى أن عبارة “الوهابية” نتاج لأفكار المتطرفين بعد عام 79، وذلك لإدخال العامل الوهابي؛ لكي يكون السعوديون جزءاً من شيء لا ينتمون له، لذا أحتاج شخصاً يشرح لي ما هي تعاليم الوهابية؟ وأضاف: لدينا في السعودية طائفتان؛ السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارس فكرية سنية، كما أن لدينا مدارس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية؛ فهم يعيشون باعتبارهم سعوديين في السعودية. وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبي. وهذه القوانين لا تحدد أي طائفة أو مدرسة فكرية بعينها. وقال: هناك عضو في مجلس الوزراء في السعودية من أتباع الطائفة الشيعية. وهناك عضو في مجلس الشورى من أتباع الطائفة الشيعية. إن الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” وهي أكبر شركة في العالم، من أتباع الطائفة الشيعية. أهم جامعة في الشرق الأوسطـ وتقع غرب السعودية –جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست”– من يترأسها؟ إنه شخص من أتباع الطائفة الشيعية. ولذلك، فإننا لا نميز بين السعوديين بناءً على طوائفهم. فنحن نعيش في السعودية باعتبارنا سعوديين. وبيّن: مما يعني أن فكرة الوهابية تم الترويج لها من قبل طرفين؛ المتطرفون الذين يرغبون في أن تختطف السعودية من قبل فكرة يروج لها باعتبارها فكرة ليست بجديدة، وأنهم أرادوا أمراً قديماً، وهو أن ذلك أساس السعودية، وأنه يجب علينا أن نلتزم به. هذا هو الطرف الأول. الطرف الثاني هو النظام الإيراني من أجل عزلنا عن العالم الإسلامي بأكمله، وذلك بزعم أننا نختلق طائفة مختلفة في السعودية. وإذا ما نظرت إلى مجلس العلماء الذي يعد مجلس الإفتاء؛ فإنك ستجد أنه مكون من أشخاص قد يميلون إلى المدرسة الفكرية الحنبلية، وبعضهم للمدرسة الفكرية الحنفية، أو المالكية، أو الشافعية. ونحن نشجّع هذا التنوع في المدارس الفكرية في السعودية. شدد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أن السعودية هي أكثر من عانت من التطرف والإرهاب، وبيّن أن المملكة هي أول من طالبت باعتقال “ابن لادن” في التسعينيات من القرن الميلادي الماضي، وقبل أحداث 11/ 9 بعشر سنوات، ولكن احتجّت بعض الأصوات في الغرب بحرية التعبير، وأنه مناضل من أجل الحرية. وحول كيفية مواجهة التطرف والإرهاب: قال سمو ولي العهد , في بادئ ذي بدء، السعودية لا تنشر أي أيديولوجية متطرفة، السعودية هي أكبر ضحية للفكر المتطرف. إن كنت أنا أسامة بن لادن أو أي متطرف أو إرهابي، وأردت نشر الأيديولوجية الخاصة بي وأردت التجنيد، فمن أين سأقوم بالتجنيد؟ سأذهب إلى المغرب للتجنيد ونشر الأيديولوجية؟ أو أذهب إلى ماليزيا؟ بالطبع لا. إن أردت نشر الأيديولوجية فسأذهب إلى السعودية، عليّ أن أذهب إلى قِبلة المسلمين، عليّ أن أذهب إلى البلاد التي تحتضن المسجد الحرام؛ وذلك لأنني إن قمت بنشرها هناك، فإنها ستبلغ كل مكان”. مضيفاً: “وذلك ما حدث بعد 1979، جميع هذه الجماعات المتطرفة، والإرهابيون الذين يستهدفون بلادنا لتجنيد المزيد من الناس من بلادنا، ولنشر أيديولوجيتهم في بلادنا لأنهم يريدون نشرها في جميع أنحاء العالم، وذلك ما حدث، ولقد كنا أول وأكبر دولة تدفع الثمن، وكانت أولى العمليات حول العالم قد حدثت في السعودية وفي مصر في التسعينيات الميلادية، وأسامة بن لادن كان يتلاعب بالناس في بداية التسعينيات”. وتابع سموه الحديث: “لقد طالبنا باعتقال أسامة بن لادن، لقد كان خارج السعودية، كان ينبغي أن يتم اعتقاله، ولقد ردت صحيفة “إندبندنت” علينا في عام 93 بقولها إن أسامة بن لادن يناضل من أجل الحرية، وإنه يمارس حرية التعبير! يمكنك العودة إلى مقالة “ذي إندبندنت” في 93، أسامة بن لادن! وهذا الأمر كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قبل عشر سنوات منها، لقد كنا نقول إنه رجلٌ خطير، إنه إرهابي، وإنه ينبغي أن يتم اعتقاله فوراً. لقد تعرضنا لهجمات إرهابية في السعودية، وتعرضت مصر لهجمات إرهابية في التسعينيات، لكن تم اتهامنا بأننا نقمع حرية التعبير، حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر. لذا، فإنه من الواضح جداً أننا نحن الضحايا، ولكن من الواضح أيضاً أننا في الخطوط الأمامية؛ لأنه لم يعد بإمكانهم التجنيد ونشر الأيديولوجية إن لم يتمكنوا من القيام بذلك في المملكة العربية السعودية، وإذا وقفنا وخضنا الحرب، ونحن نقوم بذلك اليوم في السعودية”. وأكد أن المملكة تمتلك جيشاً قوياً ومجهّزاً للغاية، ويحظى بأعلى معايير الجودة، ويجمع بين الجودة والحجم في الشرق الأوسط. وأضاف ولي العهد: “وإذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش؛ غير أن ما نريد ضمانه؛ هو ألا يشعر الشعب السعودي بما قد يحدث، والاقتصاد يجب ألا يتضرر أو يشعر بذلك.. نحن نحاول التأكد من أننا بعيدون عن أي تصعيد قد يحدث، وألا يؤثر ذلك على الحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية الطبيعية في المملكة، نحن نحظى بذلك بالفعل؛ ولكننا نودّ أن نكون بعيدين عن هذا الأمر بالتأكيد”. وعن مستوى التعليم في المملكة , أجاب سمو ولي العهد قائلاً : أولاً وقبل كل شيء، إن تعليمنا ليس سيئاً، إنه جيد؛ فنحن في المرتبة 41 من بين أفضل أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، وتحتل فرنسا المرتبة 40، لذا فنحن تقريباً مثل فرنسا، وذلك فيما يتعلق بجودة نظام التعليم. وأضاف: لا يمكن لأي بلدٍ كبير أو اقتصاد كبير أن يكون من بين أفضل 10 دول، إنه أمر صعب للغاية؛ لأنك إذا نظرت إلى أفضل 10 أنظمة تعليمية، فسوف ترى سنغافوره، وسوف ترى الدول الصغيرة التي يمكنها التركيز بسهولة على نظامها التعليمي. وتابع: ومع ذلك، فإن طموحنا هو ألا نستمر بجانب فرنسا، بل هو أن نكون ضمن أفضل 30 إلى 20 نظاماً تعليمياً في السنة القادمة، وخصوصاً أن طريقة التعليم تتغير في العالم. وقال: ولذلك، إذا كنا نريد الاحتفاظ بالمرتبة 41 ولم نفعل شيئاً، فإنه مع التغيير الجديد في أسلوب التعليم وفهم التعليم، لن نكون في قائمة أفضل 100 خلال السنوات العشر القادمة؛ ولذلك نحن نعمل على ذلك، كما أننا نتابع ذلك بعناية، ولا نريد الاستمرار في هذه المرتبة؛ فنحن نريد أن نكون في وضع أفضل في السنوات الـ12 المقبلة. وعن نهاية الصراع السوري , أجاب ولي العهد “لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب. أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلًا، وخصوصًا في عام 2018م، حيث يكاد يكون أمرًا مُستحيلًا أن تُخفي شيئًا عن الناس. أعتقد أن “بشار” باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا، ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد؛ وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها، حينها “بشار” سيكون دُميةً لإيران”. وأضاف: “لذا، فمن الأفضل لهُ أن يكون نظامه قويًا في سوريا، وهذا الأمر أيضًا سيكون إيجابيًا بالنسبة لروسيا. أما روسيا، فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة وأن يُمكنوا “بشار” ولديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران؛ لذلك، فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ما هي النسبة المئوية لذلك، ولكن “بشار” لن يرحل في الوقت الحالي، لا أعتقد أن “بشار” سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب؛ لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا ولا أحد يريد رؤية ذلك”. وتابع سموه تحليله للموقف على الأرض في سوريا: “أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك، لدينا الآن أراضٍ يُسيطر عليها “بشار”، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نحاول أن نركز في السعودية على كيفية مساعدة الشعب من خلال المعونات، ونحن لا نقوم بإرسالها بشكل مباشر. بل نرسلها عبر الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحلفائنا، ونأمل أن تتوقف الأمور التي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة؛ وذلك لأن الناس يُعانون هُناك”. أما بالنسبة لرأيه في نية “ترامب” سحب القوات الأمريكية من سوريا، قال الأمير محمد بن سلمان: “نعتقد أن على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل؛ وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقًا للتفاوض وممارسة الضغط، وفي حال إخراج تلك القوات، فأنت تخسر تلك الأوراق، هذا أولًا، أما ثانياً: فتحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران؛ لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا، فستخسر نقطة التفتيش تلك وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة”. وأجاب الأمير عن سؤال مُحاوره عن خشيته من ذلك الممر المباشر بين إيران وحزب الله؛ إذ قال: “بالطبع، ولكننا سنتولى أمره، ولكنه سيكون أكثر صرامة”. وعن تفاصيل الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض، ولقائه خادم الحرمين الشريفين ، وحول حقيقة استدعاء أبومازن لإخباره بأن يقبل بخطة السلام أو يرفضها: “تربطنا علاقة وثيقة بأبومازن، وأعتقد أنه ردّ على هذه الشائعات بنفسه ونفى صحتها”. وقال , بأنه في الواقع أخبره الملك سلمان بأن هناك مقولة في المملكة العربية السعودية تقول: إن أهل مكة أدرى بشعابها. لذلك دائماً ما يذكره الملك سلمان ويخبره: كما تعرف يا أبومازن، أهل مكة أدرى بشعابها، ونقول إن أهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسباً لك سندعمه. أياً كان ما نسمعه من حلفائنا الأمريكيين، أياً كان، سنحاول إيضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب.
مشاركة :