باريس - تحدث الرئيسان الفرنسي والروسي هاتفيا الجمعة وطلب ماكرون من بوتين الضغط على دمشق لوقف "التصعيد العسكري". ودعا ماكرون روسيا لاستخدام نفوذها لإنهاء الصراع بسوريا واستئناف المفاوضات الرامية للتحرك صوب انتقال سياسي. وقال قصر الإليزيه في بيان "أبرز الرئيس ضرورة وضع نهاية للتصعيد العسكري الذي حدث في الشهور الأخيرة من أجل حماية السكان المدنيين"، مضيفا أن الزعيمين تطرقا أيضا لأهمية العمل على عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى المنطقة. أضاف " ماكرون عبر عن أمله في أن يمهد الحوار المنتظم بين فرنسا وروسيا لتقدم ملموس صوب التوصل لحل في سوريا". وخلال الاهر القليللة الماضية ، صعدت قوات نظام الاسد في سوريا سياسة الحصار والإجلاء. وعلى غرار الغوطة الشرقية، شهدت مناطق عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجمات عنيفة. وتأتي دعوة ماكرون لنظيره الروسي تزامنا مع تحذيرات مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مخاطر الانسحاب العسكري من سوريا "أثارت غضبه". ونقلت مصادر مطلعة لم ، أن ترامب أظهر امتعاضه من نصائح قدمها بعض كبار الضباط العسكريين وفريق الأمن القومي خلال اجتماع عقد الأربعاء. ووصف المسؤولون الأميركيون قرار الانسحاب من سوريا في الوقت الراهن بأنه "غير حكيم". وأوضحت المصادر أنه "ليس من الممكن حاليا تحديد جدول زمني للانسحاب بسبب استمرار الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي". وخلال الاجتماع، تذمر ترامب من حجم الأموال التي تصرف في المنطقة والتي لم تعد بالفائدة على بلاده بالمقابل، متسائلا "لماذا لم تتدخل بلدان أخرى في المنطقة لا سيما دول الخليج الغنية". وأكدت سي إن إن أن الرئيس الأميركي رغم تذمره، وافق على تأجيل خطوة الانسحاب الفوري من سوريا. ونقلت سي ان ان عن مايك بومبيو الذي عينه ترامب مؤخرا وزيرا للخارجية خلفا لريكس تيلرسون، قوله إن "انسحاب الرئيس من البلد الذي مزقته الحرب سيعتبر خطأ". وأفادت وسائل إعلام محلية الأربعاء بأن الرئيس طالب بسحب قوات بلاده من سوريا قبل الانتخابات الفرعية للكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل دون إصدار أمر رسمي أو اقتراح جدول زمني. وقبل أيام، قال ترامب إن قوات بلاده ستغادر "قريبا جدا"، مضيفا "سنترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر، سنترك سوريا بعد أن هزمنا داعش 100 بالمئة. لقد هزمناهم بوتيرة سريعة". وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن البنتاغون وجود 2000 جندي أميركي في سوريا. وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا مكونا من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا منذ نحو 4 سنوات.
مشاركة :