بلدان نامية تشيخ قبل أن تصبح غنية

  • 4/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قامت ماريوزا دا كونسيساو أباريسيدا بتدريس مادة الرياضيات والعلوم في المدارس العامة في البرازيل لمدة 27 عاماً، وهو ما يكفي للتقاعد على معاش كامل في أواخر الخمسينيات من عمرها. في العام الماضي، وبعد أكثر من عقدين، بعد أن أتمت عامها الـ80، تضطر إلى الانتظار في الصف أمام مراكز توزيع الطعام بالمجان، والمعروفة باسم بنوك الطعام. فقد أدت التزامات التقاعد في أسواق مضطربة إلى إفلاس حكومة ريو دي جانيرو، تاركةً أباريسيدا من دون شيكات المعاشات لمدة أربعة أشهر. وأحياناً ما تضطر إلى الغناء في الشوارع لجذب الانتباه إلى وضع المسنين الذين يُتركون بلا دخل يذكر. وتقول أباريسيدا: «إنه يحزنني أن أرى مدينة ريو التي أحبها في وضع كهذا». نظام المعاشات التقاعدية في البرازيل سخي بشكل غير عادي، ولكن ما يجعلها غير متوافرة للإنفاق على من يستحقونها، هو التحول الديموغرافي الذي من المرجح أن يؤثر على البرازيل وغيرها من الاقتصادات الناشئة لعقود قادمة، فزيادة معدلات العمر في تلك الاقتصادات مقارنة باقتصادات الدول المتقدمة تحتاج وقتاً طويلاً من تلك الدول الأقل دخلاً لتعديل أوضاعها، بما يتناسب مع زيادة أعداد المتقاعدين ولفترة طويلة. في جميع أنحاء أميركا اللاتينية وآسيا، أنتجت عقود من انخفاض معدلات المواليد وتزايد معدلات العمر عدداً أكبر من المتقاعدين مع عدد أقل من العمال، وهذا بالنسبة لصانعي السياسات يعد تحدياً كبيراً، حيث إن تكاليف التقاعد والرعاية الصحية لكبار السن تترك أموالاً أقل للتنمية الاقتصادية. شيخوخة السكان معروفة جيداً في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، حيث أدى انخفاض معدل الخصوبة بعد طفرة المواليد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى تفوق نسبة العمال مقارنة بأعداد المتقاعدين، اضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة كانت غنية بالفعل مع وجود بنية أساسية. ... المزيد

مشاركة :