تحل غدا السبت، ذكرى وفاة الطاهر مكي، عميد الأدب المقارن الذي أصبح بأعماله المتميزة رائد الدراسات النقدية والأندلسية الأدبية، وأسهم في تعريب التعليم الجزائري بعد الحملة الكبيرة التي شنها المستعمر الفرنسي لتحويل الجزائر إلى مستعمرة فرنسية بالكامل. أصدر الطاهر كتابه "الأدب المقارن أصوله وتطوره ومناهجه" عام 2002 والصادر عن دار المعارف. يقول الطاهر في كتابه إن الأدب المقارن عند الجاحظ يعرفونه بأنه العلم الذي يتخطى حدود القومية ليعرف ما عند الآخرين وما هو أصيل من آدابهم وما أخذوه من غيرهم ويسهم في التعريف بهم بمن يجهلهم ". ويذكر الطاهر أن الجاحظ يرى أنه لا يكفى المترجم أن يكون عارفا باللغة التي ينقل منها أو اللغة التى ينقل اليها فلا بد أن يكون المتوفر على ترجمة الأدب أديبا وعلى ترجمة الفلسفة فيلسوفا. ويسترسل الطاهر في كتابه قائلا: إن الجاحظ عالج كل شيء ومضى في كل الطرق طبقا لمفهومه عن الأدب من "الأخذ من كل شيء بطرف" وتميز بفضوله البالغ الحدة وشغفه لمعرفة كل ما هو إنساني فكان الجاحظ الوحيد بين علماء عصره الذي تقع بين فكره على بعض الملامح التى يمكن أن تدخل في نطاق الأدب المقارن. يبين الطاهر كيف أثرى الجاحظ الحياة الثقافية العربية حيث كان يعرف قدر كاف من الأفكار الأجنبية التى أخذت طريقها الى العربية والمواد التى وضعت بين يدى الأدباء والدور الذي اضطلعت به الأعمال المترجمة في إثراء الحياة الثقافية. يقول الطاهر أن الأدب المقارن يدرس كل ما هو مشترك ومتشابه فيمكن أيضا أن يدرك كل ما هو جديد ومختلف وكلاهما إذا وجد يستدعي المقارنة ويدعو إلى دراسة الدوافع وراءه من حيث الأسلوب أو الأفكار أو التأريخ.
مشاركة :