رغم النداءات الدولية المتكررة لإسرائيل بـ«ضبط النفس» في مواجهة الفلسطينيين أثناء «مسيرة العودة الكبرى» التي تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي على حدود قطاع غزة، أمس، إلا أنها واصلت هجماتها الدامية على المتظاهرين، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى في تجدد للصدامات بين الجانبين. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أن ثلاثة شبان استشهدوا هم: أسامة خميس مسلم قديح من خزاعة برصاص الاحتلال شرق خان يونس جنوب القطاع، ومجدي رمضان شبات شرق القطاع، وشاب ثالث لم تعلن عن اسمه ولاحقاً أعلنت استشهاد طفل شرق غزة، في حين أصيب نحو 300 فلسطيني بالرصاص الحي واختناقاً بقنابل الغاز.وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة إن المواطن ثائر رابعة استشهد متأثراً بجراح أصيب بها منذ أسبوع.وتوجه الآلاف من الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة إلى حدود غزة، للمشاركة في فعاليات الموجة الثانية من «مسيرة العودة» إحياء للذكرى الـ42 لـ «اليوم الأرض»، حيث تم إحراق آلاف الإطارات التالفة «الكاوتشوك» لحماية المتظاهرين السلميين من رصاصات جنود الاحتلال بعد المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبوها يوم الجمعة الماضي.وأقيمت صلاة الجمعة في مخيمات العودة المنصوبة بخمس مناطق في القطاع، والتي تبعد 700 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، ثم نظمت فعاليات أبرزها مهرجان تأبين شهداء المسيرة.ولجأ المحتجون السلميون إلى استخدام المرايا في مواجهة قناصة الجيش الإسرائيلي، حيث باتت الرؤية معدومة جراء حرق الإطارات، فيما وصل الدخان إلى مستوطنات وبلدات الجنوب المحيط بالقطاع، وأعلن الاحتلال «غلاف غزة» منطقة عسكرية مغلقة. ومع إحراق الإطارات في الفعاليات التي نظمت تحت اسم «جمعة الكاوتشوك»، استخدم الاحتلال خراطيم المياه في محاولة لإطفاء الدخان، وأطلق قنابل الغاز المسيل للدموع من الطائرات على المتظاهرين.وقالت مصادر فلسطينية إن عدداً من المتظاهرين نجحوا في اختراق السياج الأمني شرق رفح ووسط غزة، ورشقوا مركبات الاحتلال العسكرية بالحجارة، فيما أطلقت القوات المياه لتفريقهم.توازياً، انطلقت مسيرة في منطقة المحول بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة رفضاً للإغلاقات بالمدينة وتضامناً مع فعاليات «يوم الأرض» بغزة شهدت إصابة عدد من الفلسطينيين.وكان الجيش الإسرائيلي دفع منذ ساعات الفجر، بتعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة، وبمزيد من الدبابات والمدرعات وجنود القناصة على طول السياج الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية لغزة، لمهاجمة الفعاليات السلمية.وفيما طالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في القدس المحتلة بعدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى «توخي الحذر الشديد» من استخدام القوة لتجنب وقوع إصابات، كما دعا الاتحاد الأوروبي جيش الاحتلال إلى «ضبط النفس».وقالت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة إليزابيث ثروسل في تصريحت صحافية مساء أول من امس، إنه ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير وإن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل لمستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك معاهدة جنيف الرابعة.في غضون ذلك، ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس بالسابقة الخطيرة وبالانتهاك الجبان لحرية العبادة للمسلمين في فلسطين، من خلال منع رفع الأذان لصلاة الجمعة من على مآذن المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، فيما منعت قوات الاحتلال مسيرة دعت لها القوى السياسية والوطنية بعد صلاة الجمعة، من الوصول إلى منطقة الراس، واندلعت مواجهات، في منطقة باب الزاوية وسط المدينة.
مشاركة :