العين: منى البدوي الروبوت فكرة تولدت كمشروع تخرج لطالبات مواطنات في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات، وتحولت إلى مشروع موظف خدمة عملاء في بلدية مدينة العين تمت تسميته بـ«نشمي» ليتوج أفكار وإبداع مجموعة من طالبات جامعة الإمارات والموظفين في بلدية مدينة العين، حيث اجتمع الطرفان، وتم تحديد الأهداف والاحتياجات وخطة العمل، لتنطلق السواعد المواطنة في إنجاز الروبوت الذي يتضمن خصائص تعتبر الأولى من نوعها التي يقدمها روبوت، ومنها التعامل مع ذوي الهمم وبلغة الإشارة.أكد الدكتور فادي النجار أستاذ مساعد في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن طالبات كلية تقنية المعلومات بالجامعة والمشاركات في مشروع الروبوت «نشمي»، أثبتن جدارتهن وقدرتهن على التطوير والإبداع والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعليم الآلة، كما كشف التطبيق العملي عن مستوى الإمكانات الفكرية والذهنية التي تتمتع بها الطالبات وهو ما ساهم في نجاح المشروع وإبرازه بطريقة مبهرة.وقال إن «نشمي» تمت برمجته في جامعة الإمارات العربية المتحدة ليكون موظف استقبال في بلدية العين، وما يميزه هو قدرته التعامل مع أصحاب الهمم، ومنهم الصم، ما سيسهم في تسهيل إنجاز المعاملات المتعلقة بهم، كما أنه يستطيع التعرف إلى الوجوه وتحليل انفعالات الأشخاص، وهو ما يمكن من خلاله التعرف إلى مدى السعادة التي يشعر بها العميل من خلال انطباعه الحقيقي، ومن ثم تقديم تقارير أسبوعية وإحصاءات دقيقة جداً عن مدى سعادة المتعاملين.وذكر أن الروبوت قادر على تطوير نفسه ذاتياً من خلال التعامل مع عملاء البلدية، حيث إن برمجته غير ثابتة، ومزود بنظام تعليم الذات لضمان زيادة محصلته المعلوماتية. يتعامل بلغة الإشارة قالت أمل جوعان مبارك المزروعي، موظفة في قسم الموارد البشرية ببلدية مدينة العين، إن المشروع الذي انبثقت فكرته من بلدية مدينة العين يتميز بفريق عمل أغلبيته العظمى من الكوادر المواطنة الشابة القادرة التي أثبتت من خلاله قدرتها على الإبداع والتطوير والتميز، حيث إنه بعد أن تولدت فكرة ريبوت آلي لخدمة العملاء في بلدية العين تمت الاستعانة بالفريق التقني بكلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات لمتابعة تطبيق الخدمات وبرمجتها/ وغيرها من التقنيات التي يجب توفيرها.وأشارت إلى أن الروبوت «نشمي» الذي يقدم الخدمات الرقمية بشكل مباشر ليواكب توجهات إمارة أبوظبي 2030، يهدف إلى إسعاد المتعاملين والموظفين وأصحاب الهمم، حيث إنه مهيأ للتعامل مع جميع فئات المجتمع، ومنهم أصحاب الهمم ويعتبر أول روبوت يتعامل بلغة الإشارة وتم تزويده بلغة الإشارة بالتعاون مع جمعية الإمارات للصم. وأضافت أنه تم ربط المشروع وهو ما يمكن من خلاله وضع الخطط المستقبلية، كما أنه مهيأ مستقبلاً لتقديم خدمات واسعة وشاملة للمتعاملين من ناحية النماذج التي تهم المتعامل والتي يتم طلبها من بلدية العين، مثل القسائم السكنية، وكتابة الشكاوى، أو تصويرها، موضحة أنه تم عمل تطبيق مرتبط ب«نشمي» يمكن استخدامه من خلال الهواتف الذكية ليتمكن الجمهور من التعامل مع الروبوت وتقديم الطلبات من خلاله من دون الحاجة للتوجه إلى مقر البلدية. وذكرت أن البلدية تسعى إلى تطوير قدرات الروبوت على عدة مراحل مستقبلاً، بهدف فهم احتياجات العملاء، وتقديم خيارات الخدمات بطريقة تفاعلية وجذابة تتماشى مع التطورات التقنية الكبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي لتبني أحدث الحلول التقنية لخدمة وإسعاد المجتمع ورفع القيمة الخدمية الذكية. إضافة جديدة لبلدية العين وقال سالم بالحب العامري، موظف من أصحاب الهمم فئة الصم، في قطاع التخطيط الإستراتيجي ببلدية مدينة العين: إن المشروع يعتبر واحداً من الخدمات والتسهيلات الهامة التي تقدمها بلدية مدينة العين لأصحاب الهمم خاصة الصم من خلال التواصل معهم بوسائل صوتية وصور ونصوص مقروءة مستخدماً لغة الإشارة بما يسهم في اطلاعهم على المعلومات المطلوبة.وعن الصعوبات التي واجهها، أشار إلى أن الأمر كان يتطلب درجة عالية من التركيز والقدرة على توفير المعلومات، وجمع الخدمات التي يحتاجها المتعاملون من فئة أصحاب الهمم وغيرهم، وأيضاً الصبر والعمل بدقة حرصاً على تحقيق التميز والإبداع، مشيراً إلى أنه مستقبلاً سيتم رفع محصلة الروبوت بالإشارات الخاصة بلغة الصم. يتعامل باللغتين من جانبها، قالت ندى محمد علي اليماحي طالبة في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات، إن الروبوت كان فكرة لمشروع تخرج تم تطبيقها ومن ثم تطويرها، وبعد التواصل مع بلدية العين تم تطوير الروبوت بحيث يتناسب مع متطلبات البلدية، مشيرة إلى أن طول الروبوت يصل إلى 100 سنتيمتر، ووزنه نحو 80 كيلوجراماً، وتمت برمجته بلغة كوريوجراف وبايثون وجافا سيكريبت، ومن أبرز خصائصه أنه يتعامل باللغتين العربية والإنجليزية.وأشارت رقية صالح الحميري، طالبة في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات، إن العمل في برمجة الروبوت كان تحدياً حقيقياً خاصة أنه يخدم العملاء في جهة محددة وهو ما طلب توفير المعلومات وبرمجتها بدقة، مشيرة إلى أن من أبرز التحديات التي واجهت الطالبات هي تعديل لغة الروبوت، حيث إنه لا بد أن تكون الحروف التي ينطقها بالعربية سليمة وواضحة، وهو ما جعلنا نبحث في مجال البرمجة عن لغات برمجية جديدة مكنتنا من تحقيق الأهداف، وأيضاً ساهمت في توسيع دائرة معلوماتنا.
مشاركة :