زيارة صاحب السمو لأمريكا تعزز الشراكة الاستراتيجية

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا: تشكل زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت أمس، محطة جديدة على طريق التعاون الاستراتيجي المتميز بين الدولتين، وتعزيز الروابط بينهما وفق رؤية مشتركة تخدم مصالحهما الثنائية، وتسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي. وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة تلقاها سمو أمير البلاد المفدى خلال اتصال هاتفي من فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير الماضي، وجرى خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل توطيدها بما يخدم مصالحهما المشتركة. وعلى الرغم من أن مجالات التعاون بين الجانبين القطري والأمريكي تغطي العديد من القطاعات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها، فإن الزيارة تعتبر فرصة مناسبة لاستعراض ما تم إنجازه وما تحقق في هذا المضمار خلال الفترة الماضية، وما يتطلع إليه المسؤولون في البلدين من فتح آفاق جديدة للتعاون والمشاركات الاستراتيجية بين الدولتين، وبما يوفر المزيد من الفرص المثمرة والمنافع المشتركة لهما، خصوصا في المجال الاقتصادي وقطاع الاستثمار والجانب العسكري. وتأتي زيارة سمو أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة الأمريكية في وقت نجحت فيه قطر في التصدي للحصار الجائر المفروض عليها، وفي كسره والانتصار عليه وقد أوشك أن يكمل عامه الأول، في ظل مساندة المجتمع الدولي للموقف القطري المتمسك بضرورة حل الأزمة الخليجية بالحوار والوسائل السلمية عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعيدا عن الشروط والإملاءات بينما عجزت دول الحصار عن تقديم أي دليل على اتهاماتها لدولة قطر بمساندة الإرهاب لأن مثل هذا الدليل لا وجود له أصلا، فضلا عن أن قطر هي أول دولة توقع مع الولايات المتحدة اتفاقية تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب.   عبرتا عن قلقهما بشأن التأثيرات الأمنية والاقتصادية والإنسانية توافق قطري أمريكي على حل الأزمة الخليجية بالحوار   بحثت كل من دولة قطر والولايات المتحدة الأزمة الخليجية، وأعربتا عن ضرورة الحل الفوري لها بشكل يحترم سيادة دولة قطر.. وعبرت الحكومتان عن قلقهما بشأن التأثيرات الأمنية، والاقتصادية، والإنسانية الضارة للأزمة، كما أعربتا عن القلق كذلك بشأن السلام والاستقرار في الخليج وبشأن الالتزام بالقانون الدولي. وأكدت دولة قطر تقديرها للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في التوسط في النزاع دعما لجهود سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.. وأشار البيان إلى أن الحكومتين تنويان تعريف وتحديد الأولويات للتعاون في المجالات المختلفة، بناءً على نتائج الحوار الأول وقررتا تأسيس فريق عمل لتطوير أولويات السياسات المشتركة والشراكات السياسية.     أسفر عن زيادة التوافق والتلاقي في الرؤى بين البلدين الحوار الاستراتيجي علامة فارقة في مسيرة العلاقات   تعود بدايات العلاقات القطرية الأمريكية إلى عام 1972، بعد إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في أعقاب استقلال قطر، لكنها تطورت بشكل كبير ومتميز منذ التسعينات من القرن الماضي في ظل الشراكات الاستراتيجية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية والثقافية. وقد ارتبطت قطر بعلاقات متميزة مع مختلف الإدارات الأمريكية، وذلك عبر زيارات متبادلة وعلى أعلى المستويات، وقد زار سمو الأمير واشنطن في فبراير 2015، كما التقى مع الرئيس ترامب في نيويورك 19 سبتمبر 2017، وتم خلال اللقاء بحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأزمة الخليجية وجهود حلها بالحوار وعبر الطرق الدبلوماسية. وكانت حكومتا الدولتين قد عقدتا الحوار الاستراتيجي الأول بينهما في واشنطن وشكل علامة فارقة في مسيرة العلاقات الثنائية وفي مسار تطورات الأحداث في المنطقة.     وسط أنباء عن تأجيل القمة الأمريكية الخليجية مواقفنا ثابتة وقلوبنا مفتوحة للحوار   تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة الأمريكية وسط أنباء عن تأجيل عقد القمة الأمريكية الخليجية في «كامب ديفيد» إلى شهر سبتمبر المقبل بدلا من شهر مايو. هكذا تذهب دولة قطر ممثلة بسمو الأمير المفدى إلى واشنطن بمواقف ثابتة وواضحة وقلوب مفتوحة للحوار والتفاهم وأياد ممدودة للسلام والتعاون على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والمصالح المشتركة المتفقة مع مبادئ القانون الدولي.     قضايا المنطقة تتصدر المباحثات   قضايا المنطقة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في اليمن، ستكون ضمن أجندة الموضوعات التي ستتناولها مباحثات سمو الأمير في الولايات المتحدة.       حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أولوية قطرية   يمثل حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أولوية في السياسة الخارجية لدولة قطر والتي تستند في مبادئها وأهدافها إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد الشرعية الدولية الداعية إلى التعاون البناء بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار، وتعزيز التعايـش السلمي واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات، حيث نالت الدبلوماسية القطرية ومبادراتها المختلفة احترام وتقدير الجانب الأمريكي والعديد من دول العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية، نظرا لما تلعبه الدوحة من دور بارز في مبادرات الوساطة وجهود حل النزاعات ومحاولات التوفيق بين الأطراف المتصارعة والمساعدة في صياغة الحلول والاتفاقيات السياسية للأزمات.     أمريكا سادس أكبر شريك تجاري   على الصعيد الاقتصادي، تعد الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين ما يقارب 6 مليارات دولار في عام 2016، إلى جانب وجود أكثر من 120 شركة أمريكية تعمل في البلاد وخصوصا في مجالات الطاقة. كما أعلنت قطر عن خطة لاستثمار 45 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفي يونيو 2017 تم التوقيع على اتفاقية عسكرية تقضي بشراء طائرات مقاتلة من طراز «إف15»، بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار.     6 جامعات أمريكية في المدينة التعليمية   في مجال التعليم والثقافة، نجحت قطر وأمريكا في إيجاد حلقة وصل بينهما، حيث أسست ست جامعات أمريكية فروعا في المدينة التعليمية في الدوحة، منها جامعة فرجينيا كومنولث، كلية الطب ويل كورنيل، جامعة تكساس اي اند ام، جامعة كارنيجي ميلون، جامعة جورج تاون، وجامعة نورث ويسترن، كما يوجد تبادل طلبة بين الولايات المتحدة وقطر، وهناك مئات الطلاب القطريين، بما في ذلك طلاب المنح الدراسية، في الولايات المتحدة.     زيارة مهمة بكل المقاييس   من المؤكد أن زيارة سمو الأمير المفدى للولايات المتحدة الأمريكية مهمة بكل المقاييس والحسابات، محليا وعربيا ودوليا، وستشكل نقلة جديدة لعلاقات التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، وستكون لنتائجها أصداء إيجابية لصالح توطيد العلاقات الثنائية مع الجانب الأمريكي في مختلف المجالات، ولصالح قطر حكومة وشعبا، ولشعوب المنطقة والأمن والاستقرار الدوليين.

مشاركة :