زيارة صاحب السمو لبريطانيا تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية

  • 9/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- إبراهيم بدوي: أكد سعادة أجاي شارما سفير المملكة المتحدة لدى الدوحة، على أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة، غدًا الجمعة، تعكس مكانة وأهمية وقوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى تزامن الزيارة مع دخول المملكة المتحدة حقبة تاريخية جديدة بمغادرتها الاتحاد الأوروبي. وشدد في تصريحات صحفية على أن العلاقة بين قطر وبريطانيا تاريخية وعميقة ومهمة. وأضاف: نحن في المملكة المتحدة ندخل حقبة جديدة في تاريخنا ونحن نغادر الاتحاد الأوروبي، وإنه لمثال جيد على قوة العلاقة في هذه اللحظة الحاسمة في تاريخنا، حيث نعقد اجتماعًا بين صاحب السمو، ورئيس وزرائنا بوريس جونسون. وهذا يدل على مدى أهمية قطر للمملكة المتحدة، وأيضا أهمية المملكة المتحدة لدولة قطر. وشدد السفير البريطاني على تميز العلاقات القطرية البريطانية في أعلى مستويات القيادة، قائلاً إن صاحب السمو، يعرف المملكة المتحدة جيدًا منذ دراسة سموه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وزيارات سموه المتكررة إلى المملكة المتحدة. وهو أمر يعزز المضي قدمًا في علاقاتنا. وأضاف: نحن محظوظون بشكل خاص لأن قمة نظامنا تقدر الدور القطري وأهمية العلاقة المشتركة جيدًا، فلدينا رئيس وزراء يعرف قطر جيدًا، منذ توليه منصب عمدة لندن. وخلال هذه الفترة، غيرت قطر أفق لندن في برج شارد، وثكنات تشيلسي، والقرية الأولمبية. وهناك سلسلة كاملة من المشاريع التي تم تنفيذها في لندن بمشاركة قطر وجعلت رئيس الوزراء يعرفها جيدًا. كما زار قطر عدة مرات كرئيس لبلدية لندن، وكوزير خارجية سابق أيضًا، عندما زار الدوحة بعد بدء النزاع- الأزمة الخليجية - في صيف عام 2017 وقال السفير البريطاني: خلال السنوات القليلة الماضية، رأيت تغييرات في طبيعة العلاقة بين بلدينا، فلدينا الآن التزام قوي من الحكومة البريطانية بالعمل عن كثب مع قطر في كأس العالم 2022. وهذا مهم للغاية وحاسم للبلدين. ولدينا أيضًا التزام قوي - تم توقيعه من قبل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي - للعمل مع قطر في الرؤية الوطنية لعام 2030. وفتح هذا الباب أمام الكثير من التعاون المختلف، سواء في مجال الصحة والتعليم أو الخدمات المالية، ومنح هيكلًا وإطارًا لتبادل الخبرات والمعلومات. أعرب السفير البريطاني لدى الدوحة عن أمله أن يثمر اجتماع صاحب السمو ورئيس الوزراء البريطاني، عن تعاون أقوى في المجالات ذات المنفعة المتبادلة. وأوضح: لا يتعلق الأمر بالتجارة فقط التي تبلغ حوالي 6.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا والاستثمار والأمن والدفاع، ولكن يتعلق أيضًا ببطولة كأس العالم 2022 على وجه الخصوص، التي تقترب أكثر مما نعتقد لأن ٣ سنوات ليست بعيدة. ونحن في المملكة المتحدة نريد أن نبذل قصارى جهدنا للعمل مع قطر لضمان أن يكون كأس العالم بطولة آمنة وناجحة. ونريد أن نشارك خبرتنا من استضافة الألعاب الأولمبية والتعامل مع الأحداث الرياضية الكبرى ومشجعي كرة القدم مع دولة قطر. كما أعرب عن أمله في مزيد من التعاون في رؤية قطر الوطنية 2030 قائلًا: لدينا مصالح وأهداف مشتركة، والعديد من التحديات التي حددتها قطر هي أيضًا تحديات نحاول نحن في المملكة المتحدة إيجاد حلول لها. ونأمل أن يكون هناك الكثير من العمل الذي يمكننا القيام به والذي سيكون مفيدًا للطرفين في هذه المجالات، سواء كانت تتعلق بالبيانات الضخمة، أو الذكاء الاصطناعي، أو كبار السن، أو القضايا الصحية.   تعميق التعاون في مجال الدفاع   أكد السفير البريطاني لدى الدوحة تعزيز قطر والمملكة المتحدة لعلاقاتهما الدفاعية قائلًا: لقد عمّقنا تعاوننا في مجال الدفاع من خلال برنامج الطائرة تايفون. ولا يتعلق الأمر فقط بشراء قطر لـ 24 طائرة من طراز تايفون ، بل يتعلق بعلاقة دفاعية قوية على مدار الثلاثين عامًا القادمة. وهذا هو التحول.   قطر تزود بريطانيا بـ ٣٠٪ من احتياجاتها للغاز المسال فرص تجارية ضخمة في قطاع الطاقة   قال السفير البريطاني إن قطر تعد مورّدًا مهمًا للغاية للغاز الطبيعي المسال إلى المملكة المتحدة. ونحو 20 إلى 30٪ من واردات بلاده من الغاز تأتي من قطر. وتابع: نحن في المملكة المتحدة نعتمد بشكل كبير على قطر، ولكننا نريد أيضًا أن نكون جزءًا من توسعها في إنتاجها من الغاز المسال. وهذه فرصة تجارية ضخمة نود أن تكون الصناعة والشركات البريطانية جزءًا منها. وأضاف: بالتأكيد هذا مجال ذو أهمية حقيقية للمملكة المتحدة من حيث تطوير العلاقة على مدار السنوات القليلة المقبلة. وبما أن المملكة المتحدة ستستضيف الدورة 26 لمؤتمر المناخ في عام 2020، أعتقد أنه يمكننا القيام بالمزيد مع قطر على جدول أعمال الطاقة الخضراء.   جهود مشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي   أكد السفير البريطاني على أن لدى قطر والمملكة المتحدة مصلحة مشتركة في ضمان العمل معًا لإرساء الاستقرار بالمنطقة، عبر تعزيز الحوار والحل السلمي للنزاعات والخلافات. وأضاف قائلًا: تتمتع قطر بقدرة فريدة على الوصول إلى أطراف من المنطقة والعالم. ولدينا في المملكة المتحدة علاقات متعددة مع الكثير من الشركاء في جميع أنحاء العالم. وهذا هو السبب في أن المملكة المتحدة وقطر تستطيعان بذل المزيد من الجهد في تعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم النظام الدولي القائم على القواعد. ومن خلال العمل معًا، يمكننا المساعدة في تهيئة بيئة يمكن للناس فيها العيش في وئام وازدهار. وهذه هي القيم المشتركة بين قطر والمملكة المتحدة.   ٣٥مليار جنيه استرليني استثمارات قطرية في بريطانيا   قال السفير البريطاني إن الاستثمار جزء مهم آخر من علاقات البلدين. وأضاف: نحن في المملكة المتحدة سعداء للغاية بالثقة التي أظهرتها قطر في الاقتصاد البريطاني من خلال استثماراتها، التي تتجاوز 35 مليار جنيه استرليني الآن. وبالنسبة للاستثمار، فهو مربح للجانبين، فالمملكة المتحدة لا تزال واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم مع قوة عاملة ديناميكية وتاريخ تجاري من الابتكار والخبرة العالمية. وتابع: أعتقد حقًا أن المزيد من الاستثمارات من قطر إلى المملكة المتحدة ستستمر في تحقيق فوائد لكلا البلدين؛ وهذا شيء نحتاج بالتأكيد إلى تشجيعه. ودعا السفير البريطاني إلى استكشاف فرص استثمارية أخرى خارج لندن، قائلا: إن قطر ستستفيد حقًا من كونها مستثمرة خارج لندن وخاصة في المناطق التي لم يتم الاستثمار فيها من قبل.   تعزيز الروابط بين الشباب والمؤسسات التعليمية   نوّه سفير بريطانيا لدى الدوحة بأن أحد المشاريع التي يعمل عليها البلدان هو كيفية تعزيز الروابط بين الشباب والمؤسسات التعليمية، مؤكدا أن المستقبل إيجابي بنفس القدر من حيث العلاقة مع الماضي. ويعد ذلك ضمن جدول أعمال مشترك مع المجلس الثقافي البريطاني، وشيء تحرص لندن على دعمه. وشدد على أهمية زيادة تعميق العلاقة بين الأجيال، حتى يشعر الناس في قطر بأن المملكة المتحدة لم تكن فقط أفضل صديق لقطر في الماضي، ولكن أيضًا في المستقبل.   دعم بريطاني لتنويع الاقتصاد القطري   أكد سفير بريطانيا لدى الدولة على التزام بلاده بدعم رؤية قطر لتنويع الاقتصاد قائلًا: نحن ملتزمون بمساعدة قطر على تنويع اقتصادها، وحريصون للغاية على إشراك الشركات البريطانية، سواء كانت خدمات مالية، أو خدمات أخرى. وترى المملكة المتحدة قطر كشريك، ليس فقط على المستوى الثنائي ولكن أيضًا في بلدان أخرى، ويجب أن نفعل المزيد لاستكشاف ما يمكننا القيام به مع الشركات القطرية.

مشاركة :