غزة: أحلام حماد اتخذت المواجهة بين المشاركين في «مسيرة العودة الكبرى» وقوات الاحتلال «الإسرائيلي»، أمس، طابعاً مختلفاً، ففيما لجأ الفلسطينيون إلى إشعال مئات إطارات السيارات التالفة، استخدمت قوات الاحتلال مراوح عملاقة، لرد الدخان الأسود المنبعث من هذه الإطارات، كي لا تحجب الرؤية عن قناصتها المنتشرين على امتداد السياج الأمني.ونجح الفلسطينيون في صناعة سحب كثيفة من الدخان الأسود المنبعث من إطارات السيارات التالفة، التي نشطوا في جمعها على مدار الأيام الماضية، في محاولة منهم للتشويش وحجب الرؤية عن قناصة الاحتلال.ووصف أحد نشطاء «مسيرة العودة» اللجوء إلى أسلوب حرق الإطارات واستخدام المرايا لعكس أشعة الشمس في وجوه قناصة الاحتلال بأنها «حرب أدمغة»، وقال: «هذا جزء من خطة المواجهة السلمية للتقليل من حجم عدد الإصابات والشهداء خلال الاحتجاجات». وتوافد مئات الفلسطينيين إلى المناطق الشرقية لقطاع غزة على بُعد مئات الأمتار من السياج الأمني، في إصرار واضح من الفلسطينيين على المضي قدماً في مخطط المسيرة، التي من المقرر أن تستمر فعالياتها وتتصاعد حتى حلول ذكرى النكبة في منتصف أيار (مايو) المقبل.وقال مشاركون في المسيرة إن خطوتهم جاءت بعد أن أيقنوا أهمية الإطارات المشتعلة ودورها المزدوج في التشويش على قناصة جيش الاحتلال ومضايقتهم بدخانها الكريه.وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الفلسطينيون إطارات السيارات خلال المواجهات مع جيش الاحتلال، إذ جرى استخدامها خلال الانتفاضة الأولى في العام 1987، لكنها المرة الأولى بهذا الحجم الضخم من حيث العدد على الأطراف الشرقية للقطاع.وقال الناشط في «مسيرة العودة» حسام معروف، إنهم أخذوا بعين الاعتبار اتجاهات الريح بما يضمن عدم تأثر أي من المتظاهرين بذرة غبار واحدة ودفع كل كميات الدخان عبر السياج الأمني.
مشاركة :