خوفاً من أن تصبح الأيديولوجية اليمينية المتطرفة هي التيار السائد في كندا، قامت الحكومة الكندية الليبرالية برئاسة «جاستين ترودو» للمرة الأولى بتخصيص الملايين من الدولارات من الموازنة الوطنية لمواجهة العنصرية. وفيما تحرز الحكومات اليمينية المتطرفة تقدماً بين العديد من حلفاء كندا، التزمت الحكومة الكندية الليبرالية بتقديم 23 مليون دولار كندي خلال العامين القادمين لإعداد برامج متعددة الثقافات وعقد مشاورات حول العنصرية في جميع أنحاء البلاد. وذكرت الموازنة، التي تمت الموافقة عليها في شهر فبراير، أن التنوع هو حجر الزاوية للهوية الكندية التي يهددها صعود «الحركات القومية المتطرفة، والأقليات الواضحة والأقليات الدينية». ومن شأن التمويل الجديد أن يعزز برامج التعددية الثقافية القائمة. وتشعر كندا بالقلق من أن مثل هذه الحركات المتطرفة من الممكن أن تؤوي عناصر عنيفة. وفي تقريرها السنوي العام حول التهديد الإرهابي لكندا، والذي صدر في شهر ديسمبر، أدرجت هيئة السلامة العامة الكندية التطرف اليميني، باعتباره يمثل «قلقاً متزايداً» لأول مرة. وفي الوقت الذي تركز فيه قدر كبير من النشاط اليميني على الإنترنت، بحسب ما ذكر التقرير، كانت هناك مخاطر تتعلق بالعنف الجسدي. وفي العام الماضي، أشارت وسائل الإعلام إلى حدوث أقل من 12 حادثة اعتداء جسدي بدافع الكراهية. لكن ذكرى حادث إطلاق النار في أحد مساجد مدينة كيبيك في عام 2017، والذي أودى بحياة ستة أشخاص وإصابة العشرات لا تزال تخيم على كندا. وخلال محاكمته هذا الأسبوع، أقر «ألكسندر بيسونيت» بالذنب في ست تهم تتعلق بجرائم قتل من الدرجة الأولى وست تهم بمحاولة القتل. ووفقاً لهيئة الإحصاء الكندية، فإن جرائم الكراهية التي تم الإبلاغ عنها من قبل الشرطة في ازدياد منذ عام 2015. وبحسب آخر البيانات المتاحة، ازدادت جرائم الكراهية ضد المسلمين والتي تم الإبلاغ عنها من قبل الشرطة بنسبة 40% مقارنة بعام 2014. كما أصبحت الجاليات الجنوب آسيوية والعربية والغرب آسيوية مستهدفة بشكل متزايد. وقال «وارين سيلفر»، محلل بهيئة الإحصاء الكندية، إن «غالبية جرائم الكراهية التي تستهدف السكان المسلمين، بنسبة 61%، لم تكن تنطوي على عنف». واستطرد «وكانت الإساءة الأكثر شيوعاً هي الأذى، مثل التخريب وكتابة الشعارات على الجدران». بيد أن الأحداث في الخارج، بما في ذلك المظاهرات في «شارلوتسفيل» بولاية فيرجينيا، وحادث الدهس اللاحق الذي أودى بحياة شخص واحد وأصاب 19 آخرين، ساهم في الشعور بأن الحركات اليمينية المتطرفة بحاجة إلى فهمها بطريقة أفضل لمنع حدوث أعمال عنف محتملة في المستقبل. ... المزيد
مشاركة :