تزخر «مدائن صالح»، الموقع الأثري الأشهر في المملكة، والمسجل في قائمة التراث العالمي التابع لـ«يونيسكو»، بعدد من المعالم الفريدة والمهمة. ومن هذه المعالم منطقة الخريمات، التي تشمل عدداً من الكتل الصخرية المحفورة بها المقابر النبطية، التي تبلغ 53 مقبرة موزعة في كتل صخرية، كل كتلة تضم مجموعة مقابر، ومقبرة أخرى تمثل تحفة فنية رائعة يتجلى فيها فن نحت الواجهة بالأعمدة البارزة والتيجان المزخرفة، إضافة إلى التجاويف الجدارية الموجودة على جانبي الواجهة، إضافة إلى مجموعة من المقابر ذات الواجهات المسطحة يتوجها من أعلى مجموعة الشرفات الكاملة والمتدرجة. وتقع مدائن صالح على بعد (22) كيلومتراً شمال محافظة العُلا، وتحتل موقعاً استراتيجياً على طريق التجارة الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر. ويضم موقع مدائن صالح 132 واجهة صخرية منحوتة في الصخر، وعدداً من الآثار الإسلامية من قلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز. وفي هذا الموقع قامت واحدة من أعرق الحضارات في التاريخ.. وهي بلاد النحوت الصخرية والكهوف والرسوم والجبال المفرغة والأراضي الملونة. والداخل إلى مدائن صالح يجد نفسه بين سلسلة من الجبال المتشابكة والمنفصلة والمنحدرات الصخرية التي حوت كثيراً من الآثار المهمة، مثل البيوت المنحوتة في الجبال، والمقابر ذات الواجهات المعمارية الضخمة، التي صممت تصميماً هندسياً بديعاً، والكهوف العميقة، وقد تضمنت عدداً من النقوش والكتابات، التي تدل جميعها على المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغه سكان الحجر، وكونوا حضارة عظيمة في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75م. وفي كل مكان تشاهد نقوشاً وكتابات بحروف نبطية أو عربية ثمودية متنوعة منقوشة بشكل رائع، بعضها نقش على واجهات المقابر، وبعضها داخل المغارات الكبيرة، وبعضها ملقى على سفوح الجبال.
مشاركة :